العيون على “نيسان سوريا”.. قرار عسكري لترامب وهاتف البيت الأبيض مشغول!
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالاً تحدّثت فيه عن أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أضاف خطوة جديدة الى استراتيجيته بشأن قواته في سوريا، وذلك بعد تخبّط خطته وعدم تنفيذها بوقتها.
ولفتت الصحيفة الى أنّ ترامب يسعى إلى ترك مئتي جندي في سوريا، كقوات “حفظ سلام”، وذلك بعدما كان قد أعلن أنّ جميع قواته المتواجدة في سوريا والبالغ عددها 2000 جنديّ ستغادر، وأشارت الى أنّ القرار هذا جاء في أعقاب تحليل التداعيات لمغادرة القوات الأميركية جميعها الأراضي السورية.
وقد أعلن البيت الأبيض عن قرار الإبقاء الجزئي للقوات، بعد محادثة هاتفيّة جرت ما بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس، اتفقا خلالها على الإستمرار بالتنسيق حول إنشاء منطقة آمنة في سوريا، ليضمنا أنّ تركيا لن تشنّ أي هجوم أو تنفذ اعتداءً على “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من واشنطن والتي قاتلت الى جانبها في معركتها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”. وبحسب الإعلان الرسمي ستبقي واشنطن الـ200 جندي لمدّة زمنية، من دون إضافة المزيد من التفاصيل، علمًا أنّ الرئيسين كانا تباحثا هاتفيًا في الملف السوري قبل إعلان ترامب عن قراره بسحب قواته من سوريا.
وعلّقت “وول ستريت جورنال” على هذا القرار، معتبرةً أنّ هذه الخطوة تعكس انتصارًا لأعضاء إدارة ترامب والمشرعين الذين ضغطوا على الرئيس للإبقاء على بعض القوات الأميركية في سوريا، من أجل ضمان عدم قيام تنظيم “داعش” بإعادة تنظيم صفوفه، كذلك من أجل مواجهة إيران.
وأشارت الى أنّ ترامب يكون قد اتبع النصيحة العسكرية بهذا القرار الذي يضمن عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق.
من جانبه، رحّب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بالقرار الجديد، وذلك بعدما كان من أبرز من وجّه انتقادات حادّة لترامب بسبب قرار الإنسحاب من سوريا.
وأضافت الصحيفة الأميركية أنّ إدارة ترامب تعمل بجدية للتوصل إلى استراتيجية لإخراج القوات الأميركية في سوريا، وتُطمئن جميع اللاعبين الذين يتنافسون على النفوذ في سوريا، والذين لديهم مصالح هناك، مشيرةً إلى أنّ فرنسا وبريطانيا أبلغتا واشنطن بأنهما لن تتركا قواتهما في سوريا، بحال سحبت واشنطن جميع قواتها.
توازيًا، تضغط تركيا من أجل إقامة منطقة عازلة في شمال شرق سوريا من شأنها أن تردع القوات الكردية التي تعتبرها أنقرة “إرهابية”، بحسب الصحيفة التي أكّدت أنّ “قوات سوريا الديمقراطية” ناشدت واشنطن من أجل أن تترك قواتها في شمال شرق سوريا “لضمان عدم استهداف قواتها من قبل تركيا ومنع داعش من إعادة تنظيم صفوفه”.
وأضافت الصحيفة أنّ قرار ترامب بإبقاء هذه المجموعة الصغيرة في سوريا، ستدفع فرنسا وبريطانيا الى اتباع الخطوات نفسها.
وكشفت الصحيفة أنّ القوات الأميركية تعمل من أجل مغادرة جميع قواتها من سوريا مع نهاية شهر نيسان المقبل، وهو جدول سريع وقد أثار هذا التوقيت حفيظة مسؤولين عسكريين أميركيين، مشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وحلفاء واشنطن، الذين بحثوا في تداعيات هذا القرار خلال الحرب ضد “داعش”.
وكان ترامب قد اتخذ القرار الأولي بسحب جميع قواته من سوريا وأعلن عنه بعد محادثة هاتفية أجراها مع أردوغان في كانون الأول 2018، وقد دفع هذا الإعلان عددًا من المسؤولين الأميركيين الى الإستقالة، وكان أبرزهم وزير الدفاع جيم ماتيس ومبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك.
ومنذ ذلك الحين، ضغط كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية على الرئيس، ومن بينهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، من أجل ترك بعض القوات في سوريا من أجل مواجهة إيران التي تقدّم دعمًا عسكريًا كبيرًا للرئيس السوري بشار الأسد، إضافةً الى الإستمرار بمكافحة “داعش”.
وذكرت الصحيفة أنّ لقاءً سيُعقد الجمعة يضمّ مسؤولين من تركيا مع باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، ورئيس هيئة الأركان المشترك الجنرال جو دانفورد، من أجل مناقشة إنسحاب القوات الأميركية في سوريا وإبقاء المئتي جندي.
وختمت الصحيفة المقال بالإشارة الى أنّ المعركة ضد “داعش” في سوريا شارفت على النهاية، فيما تقوم “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد، بالضغط على ما تبقى من جيوب لـ”داعش” في بلدة الباغوز شرق الفرات، التي غادر منها يوم الأربعاء مئات المدنيين الذين كانون محاصرين من قبل “داعش”، مما يشير إلى أن “داعش” سيستسلم قريبًا.
المصدر: وول ستريت جورنال – ترجمة لبنان 24
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73