عرافات الأناضول والأورال يعجزن عن معرفة مصير ادلب
تتلبد غيوم مليئة بشحنات التوتر العالي فوق ادلب، لن تستطيع كل عرافات الأناضول والأورال التنبؤ بما وصل إليه الروس والأتراك حول المنطقة الآمنة، يؤكد الرئيس التركي أردوغان بأن بلاده لن تسمح لأحد بتولي مسؤولية الإشراف على المنطقة الآمنة شمال سورية بما يشكل تهديداً لتركيا.
فهم بعض المتابعين كلام أردوغان على أنه تصريح غير مباشر باتفاق توصل إليه مع الروس حول تولي الأتراك مسؤولية المنطقة الآمنة، فيما قال آخرون بأن كلام الرجل لا يعبر سوى عن الموقف التركي ولا يعني كلامه بأنه قد اتفق مع موسكو على الحل الذي يريده في الشمال السوري.
أردوغان أكد بأن الأتراك هم من سيكونون في تلك المنطقة، مدّعياً بأن الشعب السوري يثق بتركيا، وكذلك العشائر العربية التي تناشد أنقرة لتطهير منبج ممن يسمونهم بـالإرهابيين “بحسب قوله” وختم حديثه بأن هدف تركيا هو إخراج تنظيم ب ك ك من منبج.
الموقف الروسي المعلن يتناقض مع ما قاله أردوغان، حيث أكدت موسكو على حق الأكراد في المشاركة بتقرير مصير سورية، كيف سيتم ذلك في حال شُنت عليهم حرب تركية؟ هل ستسمح موسكو بذلك؟ وماذا عن حليفتها دمشق التي تجهزت لتشغيل ماكينتها العسكرية بهدف تحرير ادلب ومواجهة الاحتلال التركي لأراضي سورية.
يقول مصدر مطلع بأن كلام أردوغان مجرد تسجيل موقف لرفع المعنويات وإرسال رسائل للروس، الأتراك لن يتمكنوا من فرض شيء على الروس خلال لقاءاتهم، فانبرى الرئيس التركي لقول ما كان يتمنى قوله للروس وجهاً لوجه ليكون فقط أمام وسائل الإعلام، ويضيف المصدر: لا يمكن تسريب أي معلومة قبل تنفيذها في حال كانت صحيحةً أساساً، فكيف يقوم أردوغان بالحديث عن أن بلاده هي من ستكون الموجودة في المنطقة الآمنة؟ يختم المصدر كلامه.
فيما يعتقد متابعون بأنه إن سمحت موسكو لأنقرة بتنفيذ ما تريده في المنطقة الآمنة فإن ذلك سيؤثر على صورتها ومكانتها في عيون حلفائها من السوريين وسيسبب امتعاضاً كبيراً لدى السوريين والإيرانيين على حد سواء، لكن من يتابع مسيرة الحلف الروسي ـ الإيراني ـ السوري سيعلم بأن هكذا صفقة لن تتم، لا سيما مع تذكير الروس بضرورة أخذ مصالح دمشق في عين الاعتبار.
المنطقة الآمنة في حال إعلانها قد تكون تحت إشراف ثلاثي روسي ـ تركي ـ إيراني، أو سيتم الوصول إلى اتفاق بين الأكراد ودمشق ستدفع الأخيرة للتدخل ميدانياً لدخول مناطق الأكراد، كل السيناريوهات مطروحة ولا شيء واوضح في الأفق بحسب رأي العديد من الخبراء.
آسيا نيوز
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73