نارام سرجون:الامام سعدو والايمان في الوجوه والسجدة الحريرية .. هل اقترب زمن مارتين لوثير المسلم؟
نارام سرجون
كنت في طفولتي اسمع حولي الكبار وهم يثنون على احد الاشخاص بأنهم يرون الايمان في وجهه .. ولكن طفولتي كانت تتأمل تلك الوجوه المؤمنة ولاأعرف كيف يظهر الايمان على الوجه .. فلاشيء مكتوب على الوجوه ولاملامح خاصة فعيون المؤمنين كغيرها وأفواههم كغيرها مدورة وانوفهم ليس فيها مايمزها .. والحقيقة ان بعض الذين وصفوا بأن الايمان في وجوههم بدوا قبيحين لي وبعضهم مخيفا رغم انني لاانكر ان بعضهم كانت له لحية ممشطة ومهذبة ومرسومة بالبيكار والمسطرة .. وعجزت منذ تلك الايام عن معرفة كيفية تمييز الوجوه المؤمنة رغم ان غيري يراها .. وفشلت عيناي في ان ترى مايراه الناس في الوجوه التي غمرها الايمان ..
ولكني وبحمدالله فقد هداني الله الى ذلك السر العميق وتلك الحظوة في ان أعرف الوجوه المؤمنة منذ ان التقت عيناي بصورة الامام سعدو الحريري وهو يصلي ويؤم المسلمين المؤمنين والايمان باد على وجهه ووجوههم وقد تعفرت جبهته الكريمة بالتراب من كثرة السجود وصارت ركبتاه مثل ركبتي البعير من كثرة السجود ..
اسمحوا لي أن أهدي هذه الصورة المعبرة للامام سعدو الحريري الى كل متجهم ويريد ان يضحك .. وان اهديها الى كل من ضحك ويريد ان يضحك أكثر .. واذا كان هناك من شرق بالطعام وهو يتاملها فيما هو يتناول الغداء او العشاء فانه ليس ذنبي بل ذنب من التقط الصورة ونشرها .. لكنها في الحقيقة صورة طريفة وذات ظل خفيف وفيها فكاهة ودعابة وأعترف ان فيها من حلاوة الكوميديا مايشفي السقيم ويبهج النفس .. ولن امانع ان يتداولها الاطباء النفسيون في ملصقاتهم التي تثير الابتسام بين المجانين قبل العقلاء .. لأنها صورة القرن .. فصفقة القرن لاتكون الا لأن السياسة في الشرق تمثلها هذه الصورة .. بما فيها من متناقضات فهي في لحظة ايمانية خاصة لغاية اعلامية خاصة لشخصية سياسية خاصة وفقاعة ممن فقاعات لبنان سايكس بيكو .. وهناك تنافر بين المعنى والمضمون .. ولامنعكس يتحرك فينا عند رؤيتها الام نعكس الابتسامة العريضة .. العريييييييضة ..
والرسالة التي تقولها السجدة الحريرية ببساطة هي ان المال ايضا يصنع المؤمنين ويرتقي بالأئمة ويعلي مراتب الايمان ويوصلك الى امامة الناس .. فالامامة تشترى بالدولار حتى لو كنت تاجر سولار وصاحب السوليير وخمارات بيروت .. فالامام سعد الحريري حباه الله بالمعجزات حتى صار المفوه في لغة القرآن وسيبويه لبنان في الخطابة والوعظ يحق له ان يكون اماما ..
صورة سعدو الحريري تمثل أزمة المجتمع الشرقي الذي يعرف الحقيقة في اي قضية ولكنه يمارس النفاق .. انها ثقافة النفاق بالدين .. فالاخوان المسلمون والاسلاميون مثلا يعلمون انهم لم يثوروا من اجل كرامة ولاكبرياء وهم يعلمون ان خير من واجه مشاريع اسرائيل واميريكا هو الدولة الوطنية السورية وقيادتها .. وأن خير من دافع عن الاسلام والمسلمين وبنى لهم المساجد والمعاهد هو العهد الحالي .. ولكنهم صنعوا ثورتهم بذريعة الكرامة وقلة الاسلام والدين .. والحريري وجمهوره يعلم انه يكذب على نفسه وعلى الناس في هذه التمثيليات .. وحتى مريدوه يعلمون انه ليس أهلا لهذه الصور ولايعنيها ولاتعنيه .. فالزعماء السياسيون يتجملون ويكذبون في الغرب كثيرا .. ولكن اللجوء الى الدين في الشرق هو سمة من سمات النفاق السياسي الشرقي والسلوك الاجتماعي الذي يرى في الدين زيا لايستغني عنه ومن الضروري الالتزام به كنوع من السلوك العصابي القهري الذي يتحكم في سلوك المتدين الذي يصلي لأن الصلاة صارت طقسا يوميا ولييس لأن قلبه عامر بالايمان بدليل ان المجتمعات الاسلامية التي تكثر فيها المساجد هي مجتمعات فاسدة وتنتج الفساد والعنف والنخب الفاسدة وكأنها مجتمعات بلا دين او بدائية بلا أخلاق .. فمن اين يأتي كل هذا الفساد والرشوة والعنف مع كل هذا الدين والتدين والمساجد والكنائس ؟؟ فكلما اراد الناس ان يثبتوا انهم اشخاص صالحون أكثروا من المظاهر الدينية والصلاة والصيام – وخاصة المسلمون منهم – وأكثروا من الظهور في ثياب الدين والجبة والجلباب وحملوا المسبحة وتبرعوا للمساجد والحج وتمتموا امام الناس واغمضوا عيونهم من التقى .. وعوجوا السنتهم حتى انهم يجودون الكلام العادي في السهرات وكأنه قرآن .. فيفخمون الراء ويقلقلون القاف ويعطشون الجيم ويتحدثون في كل شيء مدغمين الحروف ذات الغنة .. حتى عندما يناقشون البورصة في نيويورك ..
النفاق كله يتجلى في هذا الصورة .. وازدراء الاديان كله تحمله هذه الصورة التي تنضم الى غيرها من الصور التي تبيع الدين في لقطة كاميرا ملتقطة بعناية .. فمن منا لايعرف ان هذه الصورة لاتليق بهذا الشخص المغناج المطعاج ولاتمثله ولاتليق بالدين .. وهناك افتراق كبير بين السجدة في الصورة وصاحب الصورة .. فهذا ولد مدلل رخو وفاسد لثري عربي اشترى مناصبه بالمال واشترى الناس بالمال والاعلام لايعرف قواعد العربية ولاالقرآن .. صنعته الممالك زعيما وهو ليس فيه شيء من الزعامة .. وجعلته ممثلا مذهبيا وملكا لطائفة كبيرة بعينها وهو لذلك يجب ان يظهر اماما في الصلاة كما هو زعيم في السياسة كي تتطابق الشعارات والمظاهر ..
منذ قرون انشطرت الكنيسة الكاثوليكية بسبب البابا ليون العاشر الذي كان يعطي صكوك الغفران للاثرياء الذين يتبرعون لبناء الكنيسة .. وجن جنون مارتين لوثير واعتبر هذا هرطقة من البابا واعتداء على الله والمسيح لأن الثري ينال الدين والآخرة بماله وكأن الله يقبل الرشوة فيغفر الخطايا بالمال .. أما آن للجامع ان يثور كما ثارت الكنيسة بعد المهازل والتلاعب بالدين والاسلام من قبل زعماء يشترون الالقاب بالدولار .. ومشايخ يقبضون بالدولار ويتداولون المناصب ومنابر الوعظ ويرسلون ابناء المسلمين للموت في أقصى الارض بالفتاوى فيما ابناؤهم يتوارون في المنتزهات وفنادق السياحة وصفقات البزنس ..
مسكين الدين الاسلامي فكل من يريد الدنيا لبسه قميصا وسروالا وحذاء .. انه دين للدنيا وليس للآخرة ودين للانتخابات .. كل من يريد الدنيا والسياسة لبس الثوب الاسلامي ووعظ .. وكل من يريد سياسة لبس الاسلام .. وكل من يريد الشهرة لبس الاسلام .. ولذلك ظهر عندنا القرضاوي والعرعور ومشعل واردوغان وأبو بكر البغدادي والجولاني .. والامام أفيخاي ادرعي .. والامام بنيامين .. ونقصد النتن ياهو الذي يريد ان يقنعنا انه يصلي الفروض الخمسة ويتوجه للكعبة ويصوم رمضان ويحج الى البيت .. ولذلك اجتمعنا به في وارسو وصلينا جماعة .. وقد أدى الصلاة بنا اماما مثل صلاة الامام سعدو .. لنكون في صفه في الحرب على الصفويين المجوس اعداء الدين والاسلام .. والله اكبر ..
======================
بلغني ان بديع الزمان الهمذاني قد رأى صورة الامام سعدو فلم يتمالك نفسه من التعجب وكتب المقامة الحريرية:
تذكرت الحريري وأنا فوق بعيري .. فقلت في نفسي هذا رئيس وزراء تيار المستقبل .. وغير لقائه وجها لوجه لن اقبل .. فكل من رآه بسمل ولاأظنه حوقل .. ولذلك سأمر عليه في بيروت .. فقد أحصل منه على مال وياقوت .. فذهبت الى دار الوزارة .. وتسلحت بكل ما عندي من شطارة .. ومن حكايا الفهلوية والمهارة .. ولما دخلت عليه في خلوته .. وجدته في سجدته .. وحوله الخاصة من أمته .. وكان الايمان على وجهه من خشيته .. ودمع التقى على وجنته .. كأنه النور في صبح فلقته .. فعدت ادراجي ولسان حالي يضحك يقول: ان الامامة لاتستوي مع هذه القامة .. ولكنها لا تحتاج الفهامة والقيامة .. امامة اليوم تشترى بالدولار .. وبالريال والدرهم والدينار .. ومن يشتري الدين كأنه تين .. يدوس أهل الدين كأنهم طين .. وانشدت اقول:
قل للمليحة في الخمار الاسود .. ماذا فعلت بناسك متسعود ؟؟!!