اتفاقات استراتيجية عراقية ـ إيرانية ـ سورية تلوح في الأفق
لقد كانت الصورة التي جمعت الرئيس السوري بشار الأسد بالمرشد العام الإيراني علي خامنئي في نظر البعض بمثابة قنبلة هيدروجينية في مفعولها السياسي، ذهب هؤلاء إلى حد من التفاؤل جعلهم يعتبرونها بمثابة إعلان النصر، فيما رآها أخرون على أنها تكريس للعلاقة الإيرانية ـ السورية ورد على أولئك الذين يطلبون من دمشق الابتعاد عن طهران وكذلك سحب المستشارين أو أي مظهر من مظاهر التواجد الإيراني على الأرض السورية.
يرى أحد المتابعين أن تلك الزيارة كان لها مفعول كبير لدى أنصار الدولتين وحلفائهم في لبنان والعراق، فيما وضع آخرون زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى الرياض ولقائه بالعاهل السعودي في خانة الرد على القمة الإيرانية ـ السورية “بحسب رأيهم”
لم يتأخر رد الزيارة السورية من الجانب الإيراني، حيث أكد السفير الإيراني في دمشق، جواد تركابادي، أن زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا قد تجري في وقت قريب.
ليقتنص المحللون تصريح السفير الإيراني، ويشرعوا بإعطاء آرئهم، فمنهم من رأى بأن زيارة الرئيس الإيراني في حال تمت إلى دمشق فإنها ستكون رداً قوياً ومدوياً على العديد من الأطراف سواءً لأمريكا أو خصوم إيران في الخليج العربي، ومفادها بأن علاقة طهران بدمشق ليست علاقة مصالح سياسية أو اقتصادية فقط بل هي استراتيجية طويلة الأمد ومتجذرة وأن كل محاولات إبعاد سورية وإيران عن بعضهما لن تفلح أبداً، في حين قال آخرون بأنها قد تؤدي إلى تصعيد أكبر وتؤثر على مسار الحل السياسي في سورية، فإذا كانت بعض الدول العربية ومنها السعودية تفكر بإعادة فتح قنواتها مع دمشق، فإنها ستتراجع بالتأكيد بعد حدوث تلك الزيارة “وفق رأيهم”.
أحد المتابعين لملف العلاقات السورية ـ الإيرانية رأى بأن تلك الزيارة ضرورية من الناحية السياسية لأنها ستكون بمثابة تحدي لعديد من الاطراف وتأكيد من دمشق في ذات الوقت على خيارات تحالفاتها وأنه ما من أحد يملك الحق الاشتراط عليها من ستحالف ومن تترك “وفق اعتقاده”.
ويضيف: مسألة الاتفاقات الاقتصادية والاستثمارية واتفاقات مجال الطاقة والمواصلات مسألة محسومة ولا تحتاج لتبادل الزيارات بين الرؤساء، إذ أن هناك وزراء ولجان على أرفع المستويات بين الجانبين فيما يخص تطبيق الاتفاقات.
في حين اعتقد آخرون بأن زيارة الرئيس الإيراني للعراق وتوقيعه اتفاقيات بالغة الأهمية هناك، ما هي إلا مقدمة لزيارته إلى سورية، وتوقع هؤلاء بأن يعلن السوريون والعراقيون والإيرانيون عن اتفاقيات ثلاثية استراتيجية فيما يتعلق بمجال الطاقة والنفط والغاز وكذلك المواصلات والطرق التجارية فضلاً عن الاستمثارات بمختلف أنواعها ناهيكم عن موضوع إعادة الإعمار سورية وكذلك في المناطق المتضررة في العراق بعد المعارك التي جرت فيها، ولن ننسى أيضاً اتفاقات التعاون الأمني والعسكري ،وهو ما سيثير جنون خصوم طهران وفق رأيهم.
آسيا