هكذا يقسمنا خبراء النوم: أسد ودلفين وذئب ودب
النوم هو الأهم في حياتنا، ومع ذلك هو المجال الذي نعاني فيه من المشكلات أكثر من غيره من المجالات الأخرى. مشاكل النوم عديدة، وليس بالضرورة أن تكون من الذين يعانون من الأرق كي تُصنف في خانة الذين يعانون من مشكلات؛ فعدم حصولك على ما يكفي من النوم أو حتى الحصول على أكثر مما تحتاج إليه يعد مشكلة كبيرة. كل شخص يحتاج الى عدد محدد من الساعات التي تمكنه من القيام بمهامه اليومية بشكل طبيعي، والتي تساهم في تحسين الصحة البدنية والنفسية.
العلماء حول العالم باتوا يركزون أكثر من أي وقت مضى على الكرونوتايب أو النوع الزمني الذي يحدد ما إذا كان الشخص هو صباحي أم مسائي أم بين النوعين. معرفة النوع الزمني الذي تنتمي إليه عام للغاية؛ لأنه يساهم في تحسين الصحة البدنية، وزيادة نسبة السعادة والإنتاجية.
بعض الشركات حول العالم بدأت تدرك أهمية النوع الزمني الذي ينتمي إليه العاملون، وهناك مجموعة لا بأس من الشركات باتت تسمح للموظفين بوضع جدول عملهم الخاص وفق النوع الزمني الذي ينتمون إليه؛ وذلك من أجل السماح لهم بتقديم أفضل ما لديهم في الوقت الذي يكون عقلهم وجسدهم مستعد لذلك.
ولكن، لا يمكن القول بأن الجميع محظوظ ليعمل في هذه الشركات، وبالتالي يجب إدخال بعض التعديلات على الحياة الشخصية. فعندما يبلغك مديرك بأنه يريد التقرير جاهزاً عند الظهر فإن حجة «لكنني ذئب» لن تنفعك.
الدب
نصف السكان حول العالم ينتمون الى فئة «الدب»، وهذا يعني أنهم يحصلون على نوعية جيدة من النوم، وأن ساعاتهم البيولوجية تسير بتناغم تام مع شروق وغروب الشمس.
اليوم المثالي للدب يبدأ عند الساعة السابعة صباحاً، وهو يحتاج لتناول فطور غني بالبروتينات، ولا يجوز أن يستهلك الكافيين إلا بعد ٩٠ دقيقة من موعد استيقاظه.
خلال أيام العمل، المهام التي تتطلب التركيز يجب القيام بها صباحاً، بينما المهام الإبداعية فيجب أن تؤجل حتى فترة ما بعد الظهر.
وعوض تناول العشاء بشكل مبكر، يفضل أن يتم استغلال تلك الفترة من أجل ممارسة بعض التمارين ثم تناول وجبة خفيفة واستغلال ساعات ما قبل الخلود للنوم من أجل الاسترخاء.
الأسد
الغالبية تحسد الذين يتنمون إلى فئة الأسد؛ وذلك لأن هذه الفئة تقوم بشكل طبيعي بالنوم باكراً والاستيقاظ باكراً. ورغم أنهم موضع حسد الغالبية لكنهم عادة يعانون من فقدان للطاقة عند منتصف نهارهم.
الفئة هذه عليها تناول فطور مغذٍّ والإكثار من السوائل عند الاستيقاظ وقبل التخطيط لنهارهم. المهام التي تتطلب التحليل يجب أن يتم العمل عليها صباحاً حين تكون الطاقة في ذروتها، ثم المهام الابداعية أو التي تتطلب العصف الذهني فيمكن القيام بها عند فترة ما بعد الظهر.
هذه الفئة عليها عدم ممارسة التمارين صباحاً؛ إذ يفضل أن يتم القيام بالتمارين الرياضية أو بأي نشاط بدني عند الساعة الخامسة من بعد الظهر. أما موعد النوم فيجب أن يكون بحلول الساعة العاشرة ليلاً لا أكثر.
الذئب
الذين ينتمون إلى فئة الذئب هم بومة الليل؛ ما يعني أنهم لا يمكنهم النوم حتى ساعة متأخرة جداً من الليل، ولا يمكنهم البدء بنهارهم قبل الساعة التاسعة صباحاً.
هذه الفئة يفضل أن تبدأ نهارها بفطور عند الساعة التاسعة صباحاً، ثم القيام بنشاط بدني من نوع ما خارج المنزل، القهوة أو أي مشروب يحتوي على الكافيين يجب عدم تناوله قبل الساعة الحادية عشرة؛ لأن الطاقة التي سيتم الحصول عليها يجب أن تكون مخصصة لفترة ما بعد الظهر.
وبما إن الذين ينتمون إلى فئة الذئب لا يصلون إلى الذروة العقلية إلا حتى ساعات متأخرة من النهار فإنه يفضل استغلال فترة الصباح من أجل التخطيط ليوم عملهم أو القيام بمهام لا تتطلب الكثير من التركيز. عند فترة ما بعد الظهر يمكن القيام بالمهام الصعبة أو القيام بالاجتماعات؛ وذلك لأن الطاقة تكون في ذروتها خلال تلك الفترة.
العشاء يفضل أن يتم تأجيله إلى الساعة الثامنة ليلاً، ولكن عليهم تجنب تناول أي نوع من المنبهات؛ لأن ذلك سيجعلهم يتأخرون أكثر بالخلود للنوم.
الدلفين
الذين ينتمون الى فئة الدلفين هم الفئة التي تعاني من الأرق؛ وذلك لأنهم يجدون صعوبة بالغة بالخلود للنوم. ما على هذه الفئة فعله صباحاً هو ممارسة التمارين حتى قبل تناولهم الفطور. الفطور بطبيعة الحال يجب أن يكون غنياً بالبروتينات ومغذياً.
على الذين ينتمون إلى فئة الدلفين القيام بالمهام التي تتطلب العصف الذهني صباحاً. لاحقاً وعند ارتفاع منسوب الطاقة عند منتصف اليوم يمكنها القيام بالمهام التي تتطلب التركيز.
يمكن لهذه الفئة استغلال الساعات المتبقية من نهارهم التي هي عادة بين الساعة السابعة وحتى منتصف النهار من أجل الابتعاد كلياً عن الشاشات والمنبهات والاسترخاء.
ما الذي يعنيه كل هذا؟
ما يعنيه كل هذا هو أنه عوض محاربة الساعة البيولوجية الداخلية يجب العمل معها. وبالتالي وضع نظام يتناسب مع طبيعة جسدك وعمله، والتخطيط لنهارك وفق التوقيت الذي يناسبك ويناسب إيقاع ساعتك البيولوجية.
المصدر: سيّدي