تاريخ سورية للبيع ..تجارة تهريب الآثار السورية بملايين الدولارات
عمر أوشار
في الحرب كل شيء معروض للبيع من الأخلاق للإنسان للوطن .. حتى التاريخ يمكن بيعه و هو الأغلى بين هذه المعروضات .
كانت سورية قبلة السائحين الباحثين عن الحضارات القديمة و الآثار الشاهدة من قلاع و حصون و قصور و معابد وتحوي أسماء مناطق أثرية عريقة كماري و ايبلا و اوغاريت و تدمر و بصرى أما إثناء و بعد الحرب تحولت سورية إلى مصدر لتجارة الآثار المسروقة من المناطق الأثرية و المتاحف .
إن مشاهد تدمير عناصر داعش للتماثيل في متاحف الموصل و تدمر و الرقة لم تكن إلا للترويج الإعلامي فقط بينما عمل التنظيم على جمع تلك الآثار و بيعها بعشرات الآلاف من الدولارات لتمويل حربه و شراء الأسلحة و تهريب المقاتلين .
عمل التنظيم أيضا على تشكيل مجموعات تنقيب مزودة بأجهزة كشف عن المعادن في المواقع الأثرية و المواقع المتوقعة و فرض نسبة بين 20% و 30% على قيمة الآثار المستكشفة و التي كان يصل بعضها ل 10 ألاف دولار للقطعة الواحدة و خاصة تلك العائدة للحقبة البيزنطية و التي تلقى اهتماما أوسع في أوروبا .
حيث ألقت قوات الأمن التركية القبض على 3 مهربي آثار بولاية هاتاي جنوب تركيا، أحضروا قطعاً أثرية من سوريا بطرق غير نظامية.
ونقلت وكالة ’’الأناضول‘‘ التركية عن مصادر في مديرية مكافحة التهريب والجرائم المنظمة، أن 3 أشخاص بينهم مواطن سوري، تم توقيفهم أثناء عملية دهم منزلهم، مضيفةً أن الموقوفين حاولوا بيع قطع أثرية بـ5 ملايين ليرة تركية في مدينة الريحانية في الولاية.
كما تم أثناء عملية الدهم العثور على 21 قطعة أثرية تاريخية، بينها توراة مكتوب بخط اليد، وجرس برونزي، ولوحات تحمل توقيع الفنان العالمي ’’بابلو بيكاسو‘‘. و هذا النوع من الآثار يلقى رواجا كبيرا في أوروبا و أمريكا
المواقع الأثرية في الجنوب السوري لم تسلم أيضا من التنقيب غير المشروع و التهريب حيث نشطت الحدود السورية الأردنية إثناء حكم الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة السورية في التهريب و بعد سيطرت الجيش السوري على كامل الجنوب ضبطت دائرة آثار درعا محاولة تهريب قطع أثرية سورية تعود إلى العصر الروماني من منطقة الطبريات في ريف درعا الغربي باتجاه الأراضي الأردنية.
وذكر رئيس دائرة آثار درعا، محمد خير نصرالله، أن “الدائرة ضبطت قطعا أثرية بازلتية من الحجم الكبير والمتوسط ومجموعة نحاس وزجاج صغيرة تعود للفترة الرومانية ذات قيمة تاريخية كبيرة في إحدى المزارع داخل منطقة الطبريات التابعة لبلدة تل شهاب في ريف درعا الغربي على الشريط الحدودي مع الأردن”.
والقطع الأثرية عبارة عن “تيجان كورنثية وباب حجري وأدوات كان سكان المنطقة القدماء يستخدمونها في حياتهم اليومية وعدة قطع من النحاسيات والزجاجيات جلبت من مناطق متعددة في الريف الغربي”.
و في عملية أخرى تم إلقاء القبض على اكبر عصابة تهريب اثأر في سورية ومصادرة اكبر كمية من القطع الأثرية تضم ألاف القطع النقدية والخواتم والأساور الذهبية والجرات الفخارية .
و كانت وكالة الإنباء السورية سانا قد نشرت صورا لتمائيل و قطع أثرية عثر عليها داخل احد المنازل في بلدة زملكا في الغوطة الشرقية لدمشق كانت معدة للتهريب و في نفس السياق أعلن التلفزيون الرسمي عن إلقاء القبض على سائق شاحنة يقوم بتهريب قطع أثرية مصنوعة من الأحجار الكريمة .أيضا .
تعد تركيا البلد الأول في تسويق الآثار المنهوبة من العراق و سورية عبر وسطاء و مهربين تليها كل من لبنان و الأردن حسب تقرير نشرته وول ستريت التي أضافت إن تسويق المسروقات يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي و بتواطؤ مع عناصر حرس الحدود الذين يقبضون أموالا تقدر بالآلاف على كل مجموعة اثأر مهربة
رئيس الأنتربول السوري المقدم خالد الحسين كشف عن سرقة وتهريب نحو 25 ألف قطعة أثرية من سوريا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه تم تزويد منظمتي الأنتربول الدولية واليونيسكو بقوائم تتضمن هذه المسروقات، وأكد ورود معلومات من اليونسكو عن تهريب أعداد كبيرة من القطع الأثرية إلى تركيا والأردن.
وكشف الحسين أنه بالتعاون مع ضابط الارتباط والمديرية العامة للآثار والمتاحف “استطعنا استرجاع 78 قطعة من لبنان وتم إيداعها بالمتحف الوطني إضافة إلى ما يقارب 20 لوحة فيسفسائية لمعلولا تم إعادتها بطرق ودية بين الكنائس والمعنيين بالآثار وعلى رأسهم مكتب اليونسكو في لبنان، وتمت إعادتها إلى مكانها في معلولا”.
الاتجار بالآثار السورية يرتبط بالاستقرار و هو المفقود في كامل الجزء الشرقي من الأراضي السورية الخاضعة لحكم قوات قسد وهي المناطق التي تنتشر فيها العديد من المناطق الأثرية و التي تعتبر مصدر معظم القطع الأثرية المهربة إلى تركيا .
بالإضافة إلى محافظة ادلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة التي تعتمد على تجارة الآثار كمصدر للدخل و بحدود مفتوحة مع الجانب التركي .
يستمر نزيف التاريخ السوري كما البشري لتلحق الآثار السورية بالسوريين إلى أوربا و أمريكا ليست كاللاجئين بل كتجارة تدر ملايين الدولارات لمن يتعامل بها مقابل بيع تاريخه أو شراء تاريخ غيره
آسيا