النياشين تلمع في دمشق “الشمال والشرق إلى حسم”
علي مخلوف
تزدحم النياشين العسكرية في مطار دمشق، وبمشية موزونة على السجاد، تسير رتب عليا الهوينا للاجتماع، ازدحمت النسور والنجوم على الأكتاف، حتى بات لمعانها مسبباً للعمى والغضب في ذات الوقت لبعض الخصوم.
طبول المراسم رافقت خطوات القادة، بالتزامن مع أصوات الجحيم المنبعثة في ادلب، هناك حيث تتحول المدينة بمسلحيها إلى سقر وما أدراكم ما سقر.
اجتماع لأرفع قادة عسكريين في إيران والعراق سورية، التقى الجنرالات الكبار بالرئيس الأسد، وبعد اجتماعهم اصطف الثلاثة كمن سيفتتح عرضاً عسكرياً يمهد لمشهد نصر.
اللقاء بين القادة العسكريين شمل التعاون العسكري والاستخباراتي في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن الوضع الميداني الحالي في سورية، وزير الدفاع العماد علي عبد اللـه أيوب أكد أن الدولة السورية ستعيد بسط سيطرتها على كامل جغرافيتها عاجلاً أم آجلاً سواء بالمصالحات أم بالقوة العسكرية، تم تحرير غالبية الجغرافيا السورية، لتبقى مسألة الشمال وشرق الفرات، إن تعاوناً عسكرياً أمنياً بين العراق وسورية وإيران لا سيما في شرق سورية سيعني تمهيداً لمسألة الأكراد والتواجد الأمريكي، فيما ستكون تركيا متوجسة، وسيكون على طهران التواصل معها باعتبارها ضمن فريق الثلاثية الامن (روسيا، إيران، تركيا) كما يُتوقع أن يتم تحييد التركي عن الملف الادلبي، فالتمهيد الناري بدأ في ادلب سواءً عبر الطيران الحربي أو المدفعية والصواريخ وعلى مرأى من تركيا، حيث يتم حصد رؤوس مقاتلي النصرة التي أينعت.
اللافت أن وزير الدفاع السوري أشار صراحةً لملف قسد، معلناً بأنه سيتم التعامل معها بطريقتين إما بتسوية ومصالحة أو بالقوة العسكرية، على مايبدو فإن التنسيق الروسي ـ السوري حيال هذا الأمر قد بلغ مراحل القرار المتقدمة والنهائية.
كما أن من أهم أهداف هذا اللقاء العسكري، ه تكذيب كل الشائعات التي زعمت بأن هناك خلافاً سورياً ـ إيرانياً بسبب روسيا، تمت إضافة العراق إلى الصورة، للقول بأن الحلف ليس مقتصراً على كل من سورية وروسيا وإيران بل والعراق أيضاً، مما سيتسبب بارتفاع منسوب الأدرينالين لدى الأمريكي.
رئيس الأركان العراقي عثمان غانمي أكد وجود تنسق عالي عسكرياً واستخباراتياً، بل وأعلن عن قرب افتتاح معبر البوكمال الحدودي بين البلدين واستئناف التجارة، هناك حديث في الأروقة أيضاً عن مشروع استراتيجية حيوي سياسي وأمني وعسكري واقتصادي بين كل من سورية والعراق وإيران، هو ذاته الذي طمح إليه أيضاً لبنان عبر وزير خارجيته جبران باسيل مما أثار بلبلة هناك مع أفرقائه السياسيين.
هناك سؤال هام يطرق الأذهان بإصرار، إن كان التعاون الأمني على أشده بين سورية والعراق، وتم التأكيد على الأمن الحدودي بشكل كبير، بالتالي ماذا سيفعل إرهابيو داعش وغيرهم هي ستستطيع واشنطن تهريبهم عبر الحدود العراقية؟ أم ستستثمر حدود العراق مع تركيا لتلك الغاية؟ فتح المعبر بين العراق وسورية أيضاً سيؤدي إلى حسم سريع لمسألة شرق سورية وتواجد قسد والتواجد الأمريكي والداعشي فيما تبقى منه.
كذلك فإن الثلاثية العسكرية عبر قياداتها ستعني تعزيز مفهوم المحاور في المنطقة، تركيا بين سورية والعراق كذلك فإن لإيران حدوداً مع تركيا، لذلك على الأخيرة التفكير ملياً بهذه المسألة الهامة أيضاً، ولعل الخلاف والتنافس السعودي ـ التركي الذي يتطور إلى حالة عداء، قد يدفع أنقرة للاقتراب خطوةً للأمام نحو جيرانها المتحالفين مع بعضهم.
بالمحصلة فإن ملف ادلب وريفها، وكذلك شرق الفرات هما الأكثر دسامةً على المائدة العسكرية، فتح معبر البوكمال والتعاون الاستخباراتي والأمن الحدودي وتأكيدات وزير الدفاع السوري على بسط السيطرة على كل الجغرافيا ينذر بحسم يلوح دون تحديد مهلته.
آسيا