وول ستريت: تطبيع عربي جديد مع دمشق
بعد يوم واحد من المباحثات العسكرية السورية الإيرانية العراقية في دمشق، أبدى الاحتلال «الإسرائيلي» تخوفه من عملية عسكرية سورية إيرانية عراقية لفتح الحدود السورية العراقية، في حين رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن فتح الحدود بين البلدين هو «تطبيع عربي جديد مع الحكومة السورية بعد الأردن والإمارات».
وذكر موقع «ديبكا» الاستخباري «الإسرائيلي» في تقرير له أن قرار العملية العسكرية لفتح الحدود بين سورية والعراق اتخذ خلال الاجتماع الأول من نوعه بين قيادات جيوش الدول الثلاث في دمشق مؤخراً، وتم خلاله تحديد طبيعة وحجم المساعدات العسكرية والاقتصادية الإيرانية للحكومة السورية للفترة المقبلة، وذلك بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأول من أمس عقد في دمشق اجتماع عسكري سوري إيراني عراقي، عقد عقبه وزير الدفاع العماد العماد علي عبد الله أيوب ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي، ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الغانمي مؤتمراً صحفياً مشتركاً.
وأكد الغانمي في المؤتمر الصحفي، أن «أمن الحدود مهم جداً وهو ممسوك من قبل القوات الأمنية العراقية والجيش العربي السوري، وستشهد الأيام القليلة القادمة فتح المنفذ الحدودي واستمرار الزيارات والتجارة بين البلدين وقد تم تشكيل لجان من الطرفين». واعتبرت وكالة «أ ف ب» للأنباء أن حديث الغانمي إشارة إلى معبر البوكمال.
وأشار «ديبكا» استناداً إلى معلومات قال إنها حصرية حصل عليها من مصادر عسكرية واستخباراتية إلى أن هذا الاجتماع في دمشق جاء بناء على اتفاق تم التوصل إليه في 25 شباط الماضي خلال زيارة الرئيس بشار الأسد المفاجئة إلى طهران ولقائه قائد الثورة الإسلامية في إيران آية اللـه السيد علي الخامنئي. وبحسب الموقع، فإن اتفاقات الرئيس الأسد والخامنئي تضمنت، إضافة إلى قرار عقد الاجتماع العسكري، سلسلة من القرارات العسكرية والاقتصادية الإستراتيجية التي «ستؤدي حتماً إلى صدام عسكري بين إيران وسورية من جهة، والولايات المتحدة و«إسرائيل» من جهة أخرى». وزار باقري أول من أمس المناطق التي تم تحريرها في دير الزور وضواحيها شرق البلاد، وتحدث خلال زيارته إلى مقاتلي جبهة المقاومة، وفقاً لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية. وفي السياق ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن باقري زار دير الزور وصولاً إلى بلدة الصالحية بريف البوكمال والتقى المستشارين العسكريين الإيرانيين في دير الزور، وبحث معهم التطورات الميدانية وآليات الدعم العسكري واللوجستي، كما زار منطقة عين علي في مدينة القورية بريف المحافظة. على خط مواز، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن قرار العراق إعادة فتح حدوده مع سورية يمثّل تطبيعاً عربياً جديداً مع الحكومة السورية بعد الأردن والإمارات، وفق ما نقل عنها موقع «رأي اليوم» الأردني. وأكدت الصحيفة، أن إعادة فتح الحدود العراقية مع سورية يُعدّ فشلاً للمحاولات الأميركية في عزل إيران من خلال العقوبات الاقتصادية.
وأوضحت، أن الولايات المتحدة عارضت منذ فترة طويلة خطط إيران لإقامة ممر بري يمر عبر العراق إلى سورية، ورأت أن إيران أدت دوراً حيوياً في الدفاع عن سورية.
وبينت الصحيفة، أن إعادة فتح الحدود العراقية مع سورية سيساعد في تخفيف النقل (تكاليف) البري إلى دمشق، ما يفتح المزيد من الفرص أمام طهران لتخفيف الأضرار الاقتصادية التي لحقت بها جراء العقوبات الأميركية. في الأثناء، حث رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حشمت اللـه فلاحت بيشه في رسالة موجهة إلي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على اتخاذ تدابير وقائية ضد نقل الدواعش من سورية والعراق إلي أفغانستان.
وبحسب وكالة «إرنا» الإيرنية، أعرب بيشة عن شكره لجهود الأمين العام في التعامل مع الإرهاب، وفي الوقت نفسه، حذر من تغيير الجغرافيا السياسية للإرهاب السلفي. ولفت إلى أنه وفقاً للأخبار والمعلومات الحقيقية والمحايدة، فإن الإدارة الأميركية وبعض حكومات غرب آسيا التي لها علاقة تقليدية بالإرهاب السلفي، تعمل على نقل الإرهابيين، ولاسيما قادتهم المهزومين من سورية والعراق إلى أفغانستان.
وأضاف فلاحت بيشه: إنه بالنظر إلى مسؤولية الأمين العام ومنظمة الأمم المتحدة، فإنه يتوقع اتخاذ تدبير وقائي مع تدابير مثل إنشاء لجنة لتقصي الحقائق أو تحديد مهمة خاصة في هذا الصدد ووضع تدابير وقائية على جدول الأعمال.