“تغريدة” ترامب تصعق المعارضة السورية.. “باعتنا أميركا”؟
نزلت مطالبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول ضم الجولان إلى الأراضي الاسرائيلية كالصاعقة على رؤوس مسؤولي المعارضة السورية جراء تقديم الإدارة الأميركية مصالحها مع إسرائيل على حساب دعمها للمعارضة السورية في شرق سوريا عقب دحر “داعش”، وبالتالي جعل مصير المعارضة ومستقبلها في مهب الريح.
موقف رئيس الهيئة العليا للتفاوض نصر الحريري جاء متماثلاً تماماً مع موقف الحكومة السورية “الجولان أرض سورية محتلة من قبل الغاصب الصهيوني ويبقى للشعب السوري الحق في الدفاع عنه وتحريره بكل الطرق المشروعة”، فيما ذهب عضو الهيئة ابراهيم الجيباوي نحو اتهام الادارة الاميركية قائلاً: “كشف ترامب بتغريدته العدوانية عن مسؤولية أميركا حول كل ما جرى ويجري في سوريا من إرقاء دماء”.
إعلان ترامب عن استعداد بلاده الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية الكاملة على مرتفعات الجولان نظرا لأهميتها الامنية وتأمين الاستقرار الدولي وفق تعبيره، تزامن مع النقاش الدائر حول مصير شرق سوريا عقب دحر قوات سوريا الديمقراطية تنظيم داعش وسط شكوك من قبل قوات سوريا الديمقراطية والاحزاب الديمقراطية حيال الموقف الاميركي النهائي خصوصا في ظل التوجس من الغموض الاميركي حيال السماح للمعارضة السورية احكام السيطرة على مناطق انتشار التحالف الدولي لتأمين توازن مع الجيش السوري.
ومما لا شك فيه بأن تصريحات ترامب حول نيته سحب القوات العسكرية من سوريا أحدث إحباطاً بين أوساط المعارضة السورية، حاول الموفد جيمس جفري أو مستشار الامن القومي جون بولتون التخفيف من وطأتها من خلال طمأنة ظرفية عن عدم نية أميركا التنازل عن المناطق التي تسيطر عليها للجيش السوري أو لتركيا، فضلا عن تنشيط جهود الدول المشاركة في التحالف الدولي خصوصا فرنسا والسعودية والاردن.
غير أن مفاجئة أميركا أطاحت بكامل المشهد المرسوم طالما ان دخول العامل الاسرائيلي على خط الازمة السورية كفيل بتصفية المعارضة والقضاء عليها، زاد منها بأن الادارة الاميركية تعمدت خلط الاوراق عقب قرارها الانسحاب غير آبهة بمصير حلفائها على الارض وسط تضارب حول قدرة الفصائل المعارضة السيطرة الكاملة على شرق سوريا، ما أثار في حينها الشكوك حول صفقات تعدها اميركا مع اطراف اخرى لنفض يدها من سوريا والانصراف الى تأمين مصالحها في المنطقة.
ولعل اصدق تعبير ما أدلى به احد قادة المعارضة لـ” لبنان 24″ حين قال “كان علينا الادراك بأن أميركا قد تبيعنا، خصوصاً وأن استراتيجية ترامب قائمة على تكامل السياسة الخارجية مع تراكم الثروة الاميركية، فلا ثروة تجنيها أميركا من سوريا ولذلك علينا الاحتساب لأي قرار أو تسوية ستأتي على حساب المعارضة السورية “.
لبنان 24