هل يقود القرار الأميركي لإطلاق المقاومة في الجولان؟
يوم الاثنين الماضي الواقع بتاريخ 25/3/2019 أعلنت «الهيئة الشعبية لتحرير الجولان» أنها «ستبحث مع الجهات المعنية في الدولة مسألة تفعيل الجناح العسكري للهيئة، وذلك بعد تغريدة الرئيس الأميركي حول الاعتراف بـ «سيادة» كيان الاحتلال الصهيوني على الجولان.
يُذكر أنّ هذه الهيئة تشكلت قبل الحرب الإرهابية التي شنّت على سورية، بأكثر من خمس سنوات، وجاء تشكيل الهيئة في ضوء وصول التسوية السياسية مع العدو الصهيوني إلى طريق مسدود.
بيان الهيئة الأخير طرح السؤال عما إذا كان قرار ترامب الاعتراف بضمّ القدس سيقود إلى بدء مقاومة مسلحة سورية ضدّ الاحتلال «الإسرائيلي» للجولان، لأنّ إقرار الولايات المتحدة ومساندتها قرار العدو الصهيوني ضمّ الجولان إلى الكيان، والاعتراف بسيادة هذا الكيان عليها لم يبق لسورية أيّ وسيلة أو طريق آخر غير طريق المقاومة المسلحة.
ثمة عوامل إضافية جديدة قد يؤدّي تفاعلها مع قرار ترامب إلى إطلاق هذه المقاومة، وربما أكثر من ذلك اندلاع حرب بين سورية وحلفائها في محور المقاومة وبين العدو «الإسرائيلي»، حرب قد تنقل قضية الجولان في ضوء نتائجها إذا وقعت إلى مسار جديد يختلف عما كان عليه عند انطلاق مفاوضات مؤتمر مدريد ووديعة رابين، وبالتأكيد غير المسار الذي يريد ترامب ونتنياهو تدشينه من خلال الاعتراف الأميركي بسيادة العدو الصهيوني على الجولان.
العامل الأول، من المعروف أنّ الحرب الإرهابية التي شنّت على سورية والتي كان هدفها الرئيس فصل سورية عن منظومة المقاومة، وتحديداً عن إيران والمقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله، وحشد الإرهابيين من أكثر من مئة دولة، وإنشاء تحالف دولي قالت الولايات المتحدة إنه ضمّ 130 دولة لإسقاط سورية، قادها إلى طلب مساندة إيران وحزب الله لها في مواجهة الإرهاب.
اليوم تل أبيب تشنّ اعتداءات متواصلة على سورية بذريعة مقاومة الوجود العسكري الإيراني ووجود حزب الله في سورية، وهذه الاعتداءات دفعت المسؤولين في محور المقاومة إلى بعث تحذيرات إلى الكيان الصهيوني تحذره من مغبة تماديه، والمسّ بالخطوط الحمر، والوضع بين العدو الصهيوني ومحور المقاومة في سورية قابل لأن يتحوّل إلى مواجهة عسكرية في أيّ لحظة، وبديهي أنّ قرار ترامب بشأن الجولان قد يسرّع بلحظة وقوع هذه المواجهة.
العامل الثاني، هناك توضع لحلفاء سورية في منظومة المقاومة، ولا سيما حزب الله قرب خط وقف إطلاق النار في الجولان، ومن البديهي أنّ وقوع مواجهة بين العدو الصهيوني ومحور المقاومة رداً على استمرار الاعتداءات «الإسرائيلية» على سورية سيقود إلى فتح جبهات الجولان، وربما تحوّلها إلى جبهة مفتوحة بصورة دائمة أمام أعمال المقاومة.
لكلّ ما تقدّم يمكن الإجابة على سؤال احتمال أن يقود قرار ترامب المصادقة على ضمّ الجولان إلى اندلاع مقاومة لتحرير الجولان بنعم.
حميدي العبدالله – البناء