دقت ساعة الزلزال.. من هنا تبدأ الحكاية!
ليفعل يهوذا القرن، بأصابع القاتل أو بأصابع المهرج، ما يفعله. تلك أرض تنطق باسم سورية. ذلك هواء ينطق باسم سورية. اسألوا الزمان، عن عبقرية المكان. ثورة المكان. أهل المكان.
أي سياسات همجية لن تغيّر شيئاً في شكل التراب، ولا في هوية التراب، ولا في ذاكرة التراب. تحية إلى أهلنا في الجولان. ما حصل، وما يحصل الآن، إنما هو اختزال للمأزق. ناعوم تشومسكي رأى وقع أقدام الشيطان على جدران البيت الأبيض.
ذات يوم، تقول الرياح، ونحن نتقن لغة الرياح والرياح تتقن لغتنا، إنها ستحمل هذا الطراز من البرابرة إلى أقاصي جهنم. لا تعنينا تغريدة الضباع.
فلاسفة غربيون لاحظوا كيف تتحول الإيديولوجيا، قطعاً ليس ليل الأنبياء بل ليل القتلة، إلى مقبرة. ذلك الركام اللاهوتي الذي يستخدم في صياغة السياسات لم يعد يتسق وديناميات الزلزال الذي لا بد أن يدمر تماثيل الشمع مثلما يدمر تماثيل الملح.
ما كشفته الصحفية الأميركية فيكي وورد، في كتابها حول السيناريو الذي يتولى جاريد كوشنر تسويقه عبر الأقبية، وبين العباءات، يكشف البعد الغبي، البعد الغيبي، في قراءة المكان.
مقايضات، صفقات، جراحات قيصرية في المعمارية الجغرافية من أجل حل هجين للقضية المركزية، ودائماً اعتماداً على المال العربي الذي ينزف، تراجيدياً، على أرصفة روتردام أو في أروقة وول ستريت.
هل يفقه مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر ما تعنيه تلك المنطقة التي تدعى الشرق الأوسط؟ ليسأل أستاذه هنري كيسنجر الذي أقر في نهاية المطاف، بـ«أننا، مثلما أخفقنا في إدارة الأزمات أخفقنا في إدارة التسويات». الذي راهن على ثنائية الدبابة والحقيبة بدأ يتساءل، وإن بصورة ملتوية، إلى أين يمكن أن تصل دبابات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو؟
هذه هي اللحظة التي تستعاد فيها صورة مناحيم بيغن، وهو يلتف ببطانية الصوف، وصورة آرييل شارون الذي سقط في الغيبوبة الكبرى. يوري أفنيري كتب عن «غيبوبة الثيران».
كثيرون في هذا العالم الذين ينصحون بالتوقف عن الغوص في جاذبية الديناصورات. دونالد ترامب ليس سوى ديناصور هائج. إله النار في الميتولوجيا الإغريقية الذي لا مناص من أن يعشق ألسنة اللهب التي تحوله إلى حطام. هذه هي ديبلوماسية الحطام. هذا هو وضع أميركا الآن.
نقول للحاخامات العرب، بحمولة حمالة الحطب، وبثقافة حمالة الحطب، ليس ثمة موت أكثر من هذا الموت، ليس ثمة سقوط أكثر من هذا السقوط، ليس ثمة عار أكثر من هذا العار.
إلى متى تبيعون عظامكم، أرواحكم، ضمائركم، لمصاصي الدماء؟ لن نراهن عليكم. أنتم هكذا، الحجارة المبعثرة على رقعة الشطرنج، الدمى التي تتقاذفها إيفانكا وميلانيا بالكعب العالي.
هذه أرض عربية، هذه أرض الكبرياء. منها بالذات ستهتز الدنيا، وسترون كيف يمشي الإعصار على جثث البرابرة، على جثث من كانوا، وما زالوا، القهرمانات في حضرة البرابرة.
الجولان لا يمكن أن يكون لهم، ولن تكون أي أرض عربية أخرى لهم. هو كلامنا لأننا نردد ما تنطق به الأرض، وما ينطق به أهل الأرض. ذاك التاريخ الذي ينتظرنا «الزمن الذي ينتظرنا» ينحني أمام البنادق التي آن أوانها.
وليبق عرب الكهوف و«العروش»، عرب القبور و«العروش» يتزلجون على المستنقع الأميركي. الساعة دقت. ساعة الزلزال. من هنا تبدأ الحكاية.