ماذا يحدث للجسم عند كتم العطسة؟
يتعرض الكثير منا إلى مواقف محرجة، وربما يضطر في بعضها إلى كتم العطس وعدم إخراجه في الأماكن المزدحمة، ولكن هل فكرنا قبل ذلك في الأضرار المترتبة على هذا الفعل؟
تذكر دراسة حديثة أجريت على إحدى الحالات المصابة، أن كتم العطس قد ينتج عنه تمزق في الحلق إلى جانب أضرار بدنية أخرى خطيرة، وأورد موقع CNN الأمريكي الأبرز تقريرًا عن رجل بريطاني لم تذكر اسمه يبلغ من العمر 34 عامًا، نقل إلى غرفة الطوارئ في إحدى مستشفيات مدينر ليستر الإنجليزية، بعد تجربة مؤلمة كادت أن تودي به أثناء محاولته كتم العطس.
وقد نشرت الحادثة في تقارير الحالات الطبية البريطانية، وذكر في التقرير أن الرجل حاول كتم العطس عن طريق الضغط بشدة على الأنف مع إغلاق الفم بقوة، بعدها شعر الرجل بشعور مؤلم وصفه بما يشبه “الفرقعة” في حنجرته، وبدأت رقبته في الانتفاخ والتورم، وتلا ذلك معاناة شديدة وصعوبات في الكلام والبلع، واستغرق الأمر قضاء 7 أيام في المستشفى تم تغذيته خلالها بانبوب أنفي معدي، حتى تم شفاؤه بشكل كامل.
الرجل البريطاني كما ذكر الدكتور واندنج يانج المشرف على الحالة اعتاد كتم العطس على مدار قرابة الـ30 عاما؛ لاعتقاده عدم ملاءمة العطس في بعض الأماكن أو خلال بعض المناسبات، إلا أن هذه المرة كان الأمر مختلفا، حيث اندفع الهواء بشدة بشكل عكسي حين لم يجد طريقا له إلى الخارج عبر مساره الطبيعي، ما أدى إلى تمزيق الأنسجة الرخوة في الحلق بسبب الضغط الناجم عن العطس.
عندما يخترق الغشاء المخاطي جسم غريب كالغبار أو الجراثيم أو أيا من مسببات الحساسية، فإن ذلك يؤدي إلى تهيج النهايات العصبية، فيعمل الجسم بشكل غريزي على التخلص منه فورا من خلال العطس، والذي يعتمد في قوته على سعة الرئة وحجم الأنف، وقد تصل قوة العطس وسرعة اندفاع الهواء إلى 100-500 ميل في الساعة، لذا يؤدي الضغط على الأنف أو إغلاق الفم إلى تغيير مسار الهواء المندفع وعودته إلى الداخل، ما يتسبب في أضرار غير متوقعة.
وعلى الرغم من كون ذلك الحادث نادر وغير معتاد، إلا أن الأطباء يحذرون من خطورة الأمر وخطورة عواقبه، ولا يعني ذلك في المقابل التقليل من خطر العطس في الأماكن العامة أو في وجوه الآخرين، دون الحرص على منع وصول الرذاذ إلى الأشخاص المحيطين، وذلك عبر استخدام مناديل ورقية أو غير ذلك من الطرق التي تمنع انتشار الرذاذ، وتحمي الآخرين من انتشار الأمراض والعدوى.