هكذا يخطط علماء ليعيش الإنسان ألف سنة
أستاذ في جامعة ميشيغان: من غير المحتمل تحقيق هذه الأفكار حتى أنها لا تستحق الذكر في المجتمع العلمي
نشر موقع “آف بي. ري” الروسي تقريرا، تحدث فيه عن اعتقاد العلماء بأنه يمكن للعلم أن يصبح قادرا على كسر الخصائص الوراثية للإنسان، من أجل تمديد حياته لمدة قرن على الأقل.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إنه حتى وقت قريب كان التحدث عن الشباب الدائم ضربا من ضروب الخيال. ولكن العلماء مقتنعون بإمكانية تحقق هذا الحلم بمساعدة الهندسة الحيوية، ليصبح علاج الشيخوخة مثل علاج أي مرض آخر.
وأكد الموقع أن العلماء يعتقدون أن الإنسان في المستقبل سيكون قادرا على مضاعفة عمره الافتراضي. ويصر العالم تشارلز دي غري على أن عمر الإنسان يمكن أن يصل إلى 1000 سنة. وقدم الطبيب والممول الكوري جون يون مليون دولار لأي شخص بإمكانه أن يعيد نظام القلب والأوعية الدموية من حيوانات متقدمة في السن بنسبة 50 بالمئة على الأقل إلى حالة الشباب.
ويعتقد هذا الطبيب أن معدل الوفيات في سن العشرين يساوي 000.1 في المئة، لذلك إذا استطاع العلماء الحفاظ على هذه الأرقام طوال الحياة، فإن متوسط عمر الإنسان قد يصل إلى 1000 سنة.
وأشار الموقع إلى أن العلماء لم يحددوا خطة عمل ملموسة لتحقيق ذلك. ولكن يعلم الباحثون في مجال الطب في جامعة هارفارد من أين عليهم البدء. وتجدر الإشارة إلى أن عمر الإنسان ينخفض بانخفاض عدد الأوعية الدموية في العضلات، ما يؤدي إلى التهرّم التدريجي للأعضاء الحيوية.
وأوضح الموقع أن باحثين في جامعة هارفارد قاموا في سنة 2018 بتغذية الفئران بمادة كيميائية تؤثر على نمو الأوعية الدموية. ونتيجة لذلك، تبين أن القوة البدنية للقوارض المتقدمة في السن زادت بنسبة 46 بالمئة حتى الآن. ويعمل العلماء على تطوير أدوية قادرة على إبطاء عملية الشيخوخة، علما أن العقاقير الذكية (منشط الذهن) تساعد على إبطاء شيخوخة الدماغ، كما أن هذه الأدوية تؤثر على الأوعية الدموية. وبحلول سنة 2024، من المتوقع أن تتجاوز قيمة هذه الأدوية في السوق 11 مليار دولار.
وأضاف الموقع أساليب أخرى من شأنها أن تطيل عمر الإنسان، من بينها تلك التي اعتمدها العالم ديف إسبري، الذي بلغ مؤخرا سن 45، إلا أنه يتوقع أن يصل عمره إلى 180 سنة. وفي السنة الماضية، استخرج إسبري الخلايا الجذعية من نخاعه العظمي، وحقنها في أعضائه ومفاصله وفي مختلف أنحاء جسمه. كما ينوي القيام بهذه العملية مرتين سنويا.
وبالاعتماد على الخلايا الجذعية، يأمل إسبري في إبطاء عملية الشيخوخة وإطالة حياته. علاوة على ذلك، يستهلك إسبري حوالي 100 نوع من المكملات الغذائية يوميا، كما أن منزله الواقع في كولومبيا مجهز بمرافق خاصة مثل غرفة أكسجين عالي الضغط، وجهاز لتحفيز العضلات.
وأفاد الموقع بأن لاري إيلسون، المدير التنفيذي لشركة أوراكل، يعتبر أن 180 سنة رقم متواضع جدا، ويريد العيش لفترة أطول. وفي هذا الإطار، يسعى بعض العلماء لتطوير عمليات زرع الشرائح الإلكترونية في الدماغ. ويعتقد رجل الأعمال الأمريكي إيلسون أنه إذا لم يصبح الناس آليين، فإن الذكاء الاصطناعي سيهزم البشرية. وبمساعدة التكنولوجيات الحديثة، سيتمكن الناس من العيش أطول وقت ممكن.
وأوضح الموقع أن العديد من العلماء يشككون في فكرة الشباب الأبدي، بل يعارض البعض منهم أي جهود قد تؤدي إلى عكس عملية الشيخوخة. وفي مقال له، أكد ريتشارد ميلر، الأستاذ في جامعة ميشيغان، أنه “من غير المحتمل تحقيق هذه الأفكار، حتى أنها لا تستحق الذكر في المجتمع العلمي”. فعلى مر التاريخ، عاش العديد من الأشخاص عمرا طويلا لم يتجاوز 120 سنة. كما أشار ميلر إلى أن أحدث التطورات التكنولوجية لا يمكن أن تؤثر على هذه العملية. وبناء على ذلك، يعتقد معظم العلماء أن الحد الأقصى لعمر الإنسان هو 120 سنة.
وذكر الموقع أن مهندسي الطب الحيوي يعتقدون أنهم يحاولون تطوير السبل للحصول على فترة شباب أطول، بينما يعتقد آخرون أن عمليات تمديد عمر الإنسان قد تكون خطيرة. واعتبر العالم والأستاذ الجامعي فرانسيس فوكوياما أن محاولات التأثير على متوسط عمر الإنسان قد تكون من أعظم التهديدات التي تواجه البشرية.
وفي حال كان البعض من الأشخاص سيعيشون بالفعل لأكثر من 150 سنة، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج غير متوقعة. فإذا تمكن العلم من تمديد حياة الإنسان إلى 1000 سنة، فإن الأثرياء هم من سيتمكنون من تحمل نفقات هذه العمليات والإجراءات المضادة للشيخوخة. وبالتالي، ستتشكل فروقات كبيرة بين الفقراء والأثرياء، ليس فقط على المستوى المادي، وإنما على المستوى الزمني أيضا.
وفي الختام، أفاد الموقع بأنه بغض النظر عن مدى صعوبة هذه العمليات المضادة للشيخوخة، ورفض مجتمع العلماء لها من عدمه، فإن التقنيات الجديدة تتقدم بسرعة. ومن غير الواضح ما إذا كان العلماء سينجحون في تمديد عمر الإنسان. لكن في كل الأحوال يرتبط مستقبل البشرية ارتباطا وثيقا بالعلم والابتكار.