الكارثة الصحية التي ستؤدي إلى وفاة 10 ملايين شخص سنوياً…والأطباء عاجزون !
إنه كابوس “البكتيريا المقاومة المضادات الحيوية” : كلما استخدمنا المضادات الحيوية أكثر، كلما أصبحت البكتيريا مقاومة أكثر…ولا تعود الأدوية عندها قادرة على تدميرها.
أغلبية الناس غير واعين لحجم الكارثة المنتظرة.
بدون مضادات حيوية، أي التهاب لوزتين أو التهاب رئوي بسيط قد يعرّضكم لخطر الموت.
حتى جرح بسيط في الإصبع قد يصبح خطراً، لأنكم ستكونون معرضين في كل لحظة لخطر تسمم الدم (التهاب كامل الجسم).
وعندما يحدث هذا، لا يبقى أمامكم إلا…البتر : كلما تفاقم الالتهاب، قطع الأطباء جزءاً إضافياً من الجسم في كل مرة.
والأسوأ من هذا : إذا لم تعد المضادات الحيوية تعمل، فقد حانت نهاية الطب الحديث.
نهاية الجراحة والعلاجات المضادة للسرطان
قد لا ننتبه لهذا، ولكن أغلب العمليات الروتينية في الطب الحديث ترتكز بشكل كامل على فعالية المضادات الحيوية.
بدونها، يصبح أقل تدخل جراحي محفوفاً بالخطر.
لأنه بمجرد أن يفتح الجراح جسم المريض بمبضعه، فهو يعرّضه فوراً لطوفان من البكتيريا.
في اليوم الذي لا تعود فيه المضادات الحيوية تقوم بعملها، سيكون من المستحيل على الطبيب أن يستبدل وركاً أو يستئصل الزائدة بدون أن يعرّض حياة المريض للخطر.
وهذا ليس كل شيء : العلاجات الحديثة المضادة للسرطان ستتضرر هي أيضاً بشدة. لأن العلاجات الكيميائية والإشعاعية تضعف جهاز المناعة وتجعله أكثر تعرضاً للالتهابات.
اليوم، نقبل أن نقوم بهذه المخاطرة لأننا نعرف أننا نستطيع أن نعطي مضادات حيوية في الحالات الصعبة…لكن كم من الوقت سيدوم هذا ؟
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، الخطر رقم 1 على البشرية
إذا بدا لكم هذا الكابوس بعيداً، فأنتم مخطئون.
في سنة 2015، أطلقت منظمة الصحة العالمية صرخة تحذير :
“البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية هي اليوم إحدى أخطر التهديدات للصحة العالمية. فهي يمكن أن تضرب أينما كان، وفي أي عمر، وفي أي بلد”.
حديثاً، كلفت الحكومة الأميركية الباحث جيم أونيل بتنفيذ دراسة حول البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
الاستنتاجات التي خرج بها هذا الباحث تبعث القشعريرة في الظهر :
“سيموت عشرة ملايين شخص إضافي سنوياً، ما يعادل شخصاً واحداً كل ثلاث ثوانٍ، بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، بحلول عام 2050”.
قد تبدو سنة 2050 بعيدة.
لكن برأي هذا الباحث، من الآن حتى 15 سنة فقط، ستتسبب البكتيريا المقاومة بموت 100مليون شخص !
لقد بدأ هذا الآن
في الواقع، يمكننا أن نلاحظ اليوم الأضرار التي تسببها هذه البكتيريا المقاومة لبعض المضادات الحيوية.
في فرنسا، أعلنت وزارة الصحة تخوفها سنة 2015 :
“نعرف أن حوالى 160000 مريض يلتقطون، كل سنة، العدوى ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، يموت حوالى 13000منهم فوراً. 13000 وفاة في السنة، هذه رقم ضخم”.
البكتيريا “المقاومة” الأشهر هي بدون شك الستافيلوكوك المذهبة المقاومة للميثيسيلين.
كل سنة، تقتل هذه البكتيريا الخارقة من الأميركيين، بمقدار ما تقتله أمراض الأيدز والانسداد الرئوي ومرض باركنسون مجتمعة.
لكنها ليست وحدها.
حددت السلطات الصحية الأميركية ما لا يقل عن 18 ميكروباً خارقاً اعتبرتها تشكل “خطراً جدياً وتهدد البشرية”. وهذه هي حالة بكتيريا Clostridium Difficile, CRE, Salmonella Typhi et Shigella.
في السنوات الأخيرة أخذ هذا التهديد منعطفاّ خطيراّ مع البكتيريا الخارقة القادمة من الصين.