حرف يدوية سورية عمرها أربعة آلاف عام معرضة للاندثار!
النحاسيات والموزاييك والنقش على الزجاج وغيرها حرف يدوية سورية يعود تاريخ بعضها الى 2000 عام قبل الميلاد، وهي معرضة للاندثار نتيجة الأزمة وعزوف الناس عن شرائها بسبب غلائها وأيضا بسبب تقاعد الكثير من العاملين فيها، وهجرة “شيوخ الكار” إلى دول الخليج، بعد تقديم عروض مغرية لهم عقب خسارتهم أغلب ورشهم نتيجة الحرب.
رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في دمشق فؤاد عربش بين أن حرفيي خان الزجاج لا يزالون يقيمون ضمن إشغالات مؤقتة تعود إلى (51) عاماً وهي منطقة قاموا بتجميع أنفسهم كحرفيين واستئجارها قرب باب شرقي وأقاموا حرفهم التراثية التي تشكل ثروة وطنية حيث بدأت أوضاعهم بالتدهور مادياً ومعنوياً ضمن ظروف الأزمة وما بعدها.
ولفت عربش إلى أن المخطط الذي وضع لتنفيذ القرية التراثية جاء بأبهى صورة ولكن بقي أسير الورق في ضوء غياب مخطط زمني لإنشائها ورغم تعاون الجهات المعنية في محافظة دمشق إلا أن ظروف ما بعد الأزمة من الحصار الاقتصادي المفروض على سورية ربما فرض عليهم مزيداً من الصبر.
وأوضح الحرفي المتخصص في صناعة الزجاج اليدوي محمد الحلاق لـ”الوطن” أن وضع الحرفيين يعاني من التدهور المادي والمعنوي نتيجة أن الدعم الحكومي المقدم هو معنوي فقط ويقتصر على إقامة المعارض في الهواء الطلق وأن آخر نشاط حرفي لهم كان على نفقتهم الشخصية للمشاركة في معرض بالهند نالت فيه دمشق الجائزة الأولى قبل شهر تقريباً، مشيراً إلى ضرورة إيجاد أماكن عمل مخدمة.
وأكد كيفورك المهني المتخصص بالحفر على الخشب أن غياب الرعاية وعين الحكومة عن تلبية متطلبات مهنتهم من وقود وكهرباء وأماكن سكن وعمل أيضاً تَعرّض مهنتهم للاندثار، مؤكداً أن الإشغالات المؤقتة التي يقيمون فيها باتت بحاجة إلى ترميم ليتمكنوا من متابعة العمل مشيراً إلى أنه أشرف على الستين من العمر ولا يرغب جيل الشباب الجديد بمزاولة مهنتهم لكونها لا تؤمن دخلاً مادياً لائقاً يبدؤون من خلاله حياتهم وبالتالي ستزول مع الزمن بسبب نقص الاهتمام بمواردها ومريديها.