الطفل “عبد الرحمن” دخل إلى المشفى لإجراء عملية ناميات .. وخرج إلى القبر
يتحدث المسؤولون في مجال الطب في بلادنا، عبر وسائل الإعلام ، عن الاختلاطات ويتجنبون الحديث عن الأخطاء الطبية، ويحضر الاختلاط دائما كسبب “ ملك “ في المسؤولية عن إزهاق أرواح ، ولا أحد بالمطلق يملك الحقيقة حولها .
وتحدث منذ يومين نقيب أطباء دمشق ، عن ثلاثة حالات أخطاء طبية فقط في سوريا على مدار عام كامل ، وقال أنها إحصائية ، مبرراً “لا يوجد إحصاء عن الأخطاء الطبية في سوريا، نتيجة انعدام ثقافة الشكوى في البلاد”.
ولم يسأل النقيب نفسه ، لماذا مل الناس من الشكوى ، وربما لم يعذب نفسه ، ويكلفها عناء بالبحث عن إجابة .
الطفل “عبد الرحمن طه الزير” ، دخل على قدميه إلى مشفى الجمعية الخيرية في مدينة بانياس ، لإجراء عمليات ناميات ، يقال أنها بسيطة ، وخرج منه إلى القبر . .
وبحسب ما تم تداوله ، فعند الإنتهاء من العملية، لم يصحو الطفل من البنج فتم نقله إلى المشفى الوطني في مدينة بانياس، إلا أنه كان قد فارق الحياة” .
وقال مدير عام المشفى الوطني في مدينة بانياس ، الذي نقل إليه الطفل ، الدكتور عماد بشور لتلفزيون الخبر أنه “لايمكن وضع اللوم على أحد، ولا يمكننا أن نظلم أحد ونقول السبب من التخدير أو من التمريض أو من الطبيب بما يخص وضع الطفل عبد الرحمن”.
وأضاف بشور أن “عملية الناميات التي تم إجرائها للطفل تمت على مايرام، ولم يحصل فيها أي إشكال” .
وأشار مدير المشفى الوطني أنه “تم إعطاء المخدّر للطفل قبل بداية العملية كما جرت العادة، وعند الإنتهاء منها لم يصحو الطفل من التخدير” موضحاً “عندها تم نقله إلى المشفى الوطني، وبقي ثلاثة أيام في العناية المشددة على المنفسة” .
وبيّن بشور أنه” بعدها حصل مع الطفل نقص أوكسجين، مما أدى إلى وفاته” مضيفاً أن “جسم الطفل حصل فيه شيء غير معروف، على إثره لم يستطع أن يصحو، وهناك صعوبة في تحديد أسباب عدم صحوة الطفل”.
ولفت مدير المشفى الوطني إلى أن “الطفل أجرى كل التحاليل الطبية اللازمة، ودخل إلى العملية لا يشكو من أي عارض صحي أبدا” مشيراً إلى أنه “عند الإنتهاء من العملية كان الطفل على قيد الحياة وقلبه شغال، لكنه لم يصحو”.
وأفاد بشور بأن “مشفى الجمعية الخيرية قاموا بعملهم على أكمل وجه، وأدوا ما عليهم بخصوص الطفل عبد الرحمن” مبيّناًً أنه “عالمياً هناك نسبة خطورة في التخدير مجهولة السبب” .
وتابع بشور قائلاً “قد ينام المريض على إثر التخدير ولا يصحو، وقد ينام ويتحسس على مواد التخدير” مردفاً أنه “هنا لايمكن معرفة مدى تأثير التخدير على المريض، ولا يوجد اختبار لمواد التخدير لمعرفة أن الطفل يتحسس منها أو لا”.
بدوره أوضح الدكتور الأخصائي علي عثمان لتلفزيون الخبر أن “عملية الناميات، عملية بسيطة جداً لا تتجاوز مدة إجرائها عشر دقائق” مبيناً أن “ماحصل مع الطفل عبد الرحمن قد يكون سوء تقدير من المخدّر، وذلك عبر قيامه بإعطاء الطفل كمية كبيرة من مادة التخدير، أو أن مواد التخدير التي استخدمها غير جيدة وفيها خطورة” .
وأردف عثمان أنه “من الممكن عدم قيام المخدر بإنعاش جيد ومناسب للطفل قبل خروجه من العملية، وعند خروجه للإنعاش لم يصحو الطفل ولم يستجب تنفسه” .
يُشار إلى أن الطبيب الأخصائي الذي أجرى عملية الناميات للطفل عبد الرحمن في مشفى الجمعية الخيرية، لا يتحمل مسؤولية ماحصل، بل تقع على عاتق “المخدّر” وكل ما جرى برسم الإجابة عليه من قبله .
تلفزيون الخبر