كل من اقترب لمعالجتها اصيب بالاغماء أو الشلل.. ما قصتها؟
هي حقا أخطر مريضة في التاريخ، وتستحق عن جدارة لقب المرأة السامة بعدما أصيب كل من حاولوا علاجها، إما بالإغماء، أو الشلل المفاجئ، أو على الأقل ضيق التنفس إلى حد يهدد الحياة!
وبعد عشرة أسابيع من وفاة “غلوريا راميريز”، في 20 أبريل عام 1994، دُفنت المريضة الأشهر في العالم، في حديقة “أليف وود” التذكارية بريفرسايد، تاركة وراءها نظرية علمية غير قابلة للتحقيق عمليا، و6 أفراد هم طاقم التمريض الذي حاول علاجها، مصابين جميعا بأعراض مرضية غريبة منها: الإغماء، وضيق التنفس، وتشنجات العضلات، والشلل المؤقت، ما دفع الأطباء إلى إطلاق لقب المرأة السامة عليها، باعتبارها لغزا محيرا للعلماء وخبراء الكيمياء حتى الآن.
من هي المرأة السامة؟
دخلت المرأة الأمريكية الشابة، البالغة من العمر 31 عاما، “غلوريا راميريز”، في 19 فبراير عام 1994، إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، وهي تعاني من سرطان الرحم في مرحلة متأخرة، وكانت قبلها تعيش برفقة زوجها وطفليها، وقال الجميع إنها كانت مصدر البهجة لكل من يعرفها.
كانت حالة “غلوريا” متأخرة، حيث عانت من سرعة في نبضات القلب، وانخفاض بضغط الدم، وصعوبة بالتنفس، بالإضافة إلى إصابتها بسرطان عنق الرحم في مرحلة متأخرة، لذا هرع الأطباء والممرضات في محاولة لإنقاذ حياتها، ولكن فوجىء الجميع برائحة غريبة في الغرفة.
ولم تستجب المرأة السامة، لأي من وسائل الإنقاذ الطبية، وحين نزعت إحدى الممرضات قميص “غلوريا” لإنعاش قلبها، كان جسدها لامعا بشكل كبير، وتنبعث رائحة الثوم من فمها، وبمجرد أن سحبت الممرضة عينة من دم منها، بدأت رائحة تشبه الأمونيا، تنبعث من الدم الذي كانت يحتوي على جسيمات ملونه تطفو على سطحه!
إصابة جميع أفراد الفريق الطبي
لم تكن الروائح والجسيمات الملونة ولمعان الجسد، هو كل ما تسبب في شهرة “غلوريا”، إذ إنه بمجرد التعامل مع عينات الدم الخاصة بها، سقطت الممرضة على الأرض في حالة إغماء، وتكرر الأمر مع ممرضة ثانية، وحين استيقظت كانت تعاني من صعوبة في التنفس، وثالثة أصيبت بالحالة ذاتها، وعند الاستيقاظ كانت غير قادرة على تحريك ذراعيها أو ساقيها.
واستمرت الحوادث الغريبة التي وقع ضحيتها جميع أفراد الطاقم المعالج الستة، الذين فشلوا في النهاية في علاج “غلوريا”، التي توفيت في ليلة دخولها المستشفى، وتركت وراءها 6 مرضى يعانون من ضيق التنفس، وواحدة منهم ظلت في العناية المركزة لمدة أسبوعين، ولم تنته تلك المأساة بموت “غلوريا”، حيث أصبح سبب وفاتها ذاته لغزا والتعامل مع جسدها أمرا مرعبا للجميع.
التفسير العلمي للغز
بعد الوفاة وصل فريق خاص لوضع الجسم في نعش من الألومنيوم المختوم، ولم يحدث تشريح للجثة إلا بعد أسبوع، في غرفة خاصة حيث أجرى فريق التشريح عمله كإجراء احترازي، وأجرى المسؤولون ثلاث عمليات تشريح لجسد “غلوريا”، واحدة بعد 6 أيام من وفاتها، ثم بعد 6 أسابيع ومرة قبل الدفن مباشرة.
وخلص فريق التشريح، إلى أن “غلوريا” كانت تستخدم “ثنائي ميثيل سلفوكسيد” (DMSO)، وعلاج منزلي للألم، ومستخدمو هذه المادة يذكرون أن له طعمًا يشبه الثوم، كما أنه يخزن على شكل هلام بمخازن أجهزة الجسم، ما يمكن أن يفسر المظهر الدهني لجسم غلوريا أيضا.
وافترض علماء جامعة “ليفرمور”، أن “ثنائي ميثيل سلفوكسيد”، في جسم غلوريا، ربما تراكم بسبب انسداد في البول، بسبب الفشل الكلوي، وأن الأكسجين الذي كان يحاول المسعفون الطبيون إسعافها به، اقترن معه لتكوين “ميثيل سلفونيل الميثان” (DMSO2)، ومن المعروف أن “ميثيل سلفونيل الميثان” يتبلور في درجة حرارة الغرفة، وقد لوحظت البلورات في دم غلوريا المسحوبة بالفعل.
وبشكل نظري لم يثبت مخبريا، يمكن أن تؤدي الصدمات الكهربائية لإنعاش القلب، إلى تحويل “ميثيل سلفونيل الميثان” إلى “كبريتات ميثيل” (DMSO4)، وهو مادة سامة يمكن أن يسبب بعض الأعراض المبلغ عنها لموظفي قسم الطوارئ.