السوريون يحتفلون برأس السنة السورية 6769
اختتمت امس فعاليات مهرجان “الخبز السوري” الذي أقامته مديرية سياحة دمشق بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الحرفية في دمشق في خان أسعد باشا بدمشق القديمة في الأول من الشهر الجاري، احتفالا بحلول عيد “أكيتو”، وهو يوم رأس السنة السورية الـ6769.
تضمنت فعاليات المهرجان لمحة حول إنتاج الخبز وطريقة صناعته وأنواعه الموجودة على الموائد السورية، إضافة لعرض نماذج عن فرن الصاج وصناعة الفخار والقش، كما تخلل المهرجان فقرات غنائية وعروض مولوية.
في حديثه لوكالة “سبوتنيك” أكد معاون وزير السياحة المهندس بسام بارسيك، أن المهرجان يأتي للاحتفال بمقوم هام من مقومات التراث السوري وهو الخبز والصناعات المرتبطة به، مضيفا أن المهرجان يأتي في إطار الاحتفالات التي تنظمها وزارة السياحة في جميع المحافظات ضمن مهرجان التراث السوري ورأس السنة السورية.
وأشار بارسيك إلى أن سورية كانت من أوائل الأماكن في العالم التي شهدت الحضارة الإنسانية وتمتلك مكونات تراثية وحضارية تسعى وزارة السياحة للتعريف والتسويق لها من خلال هذه المهرجانات.
بدوره أشار رئيس اتحاد الجمعيات الحرفية بدمشق عصام الزيبق إلى المهن التراثية المشاركة في المهرجان والتي نالت إقبالا جيدا من الناس، كالمهن الشرقية والتراثية واليدوية بالإضافة إلى الشرقيات والخشبيات والرسم على الزجاج وإعادة التدوير، ومشاركة لوحة فنية مشكلة من 88 ألف بذرة زيتون.
و”آكيتو” هي تسمية سومرية كانت تطلق على عيد رأس السنة لدى الأكاديين، البابليين، الآشوريين والكلدانيين، الذي يبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، ويعود الاحتفال بهذا العيد إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر أقدم عيد مسجل في تاريخ الشرق الأدنى.
ولغوياً تشير آكيتو إلى موعد بذر وحصاد الشعير، والآثار التي تم اكتشافها في سورية والعراق تكشف أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيدٍ للحصاد الزراعي، الذي كان يُنجز مرتين في السنة الواحدة، الأول في شهر نيسان، والثاني في تشرين الأول.
وتطور العيد من إحتفال زراعي نصف سنوي إلى عيد وطني سنوي للسنة الجديدة، حيث يحدث هذا العيد في تلك الفترة من السنة التي يكون الليل والنهار في حالة توازنٍ تام مع بعضهما البعض، ويتم إعلان قدوم الاعتدال الربيعي بأول ظهور للقمر الجديد في الربيع، وذلك في نهاية آذار أو بداية شهر نيسان، وذلك وِفقاً لدورة القمر السنوية، مما يلقي الضوء على الاعتقادات التي كانت سائدة في ذلك الوقت والتي تعتبر مشتركة بين الأكاديين والبابليين والآشوريين والآراميين، حيث ساد الاعتقاد بأن حركة القمر السنوية ما هي إلا “حركة دائرية مغلقة”، تضمن الطبيعة من خلالها الخلود ومقومات استمرار الحياة.
ويعد التقويم السوري أول تقويم ما زال مستخدماً حتى الآن وهو يصادف في هذا العام (6769) ويرتبط التقويم السوري بعشتار الربة الأم الأولى منجبة الحياة نجمة الصباح والمساء في آن معاً.
المصدر – سبوتنيك