السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

هكذا دخل الروس إلى مخيم اليرموك لاستعادة رفات الجندي الإسرائيلي!

هكذا دخل الروس إلى مخيم اليرموك لاستعادة رفات الجندي الإسرائيلي!

حاولت موسكو، من خلال تصريحاتها الأخيرة، الإيحاء بوجود دور سوري في عملية استعادة جثة الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل.
ولكن صحيفة “الأخبار” اللبنانية قالت إن المعطيات تدحض الرواية الروسية في هذا الإطار.
وأثارت عملية تسليم بقايا جثة الرقيب الإسرائيلي، الذي قتل في «معركة السلطان يعقوب» خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، جدلاً واسعاً حول الدور السوري المفترض فيها، وموقف دمشق الحقيقي منها.

وعلى رغم أن العملية لا تزال مبهمة، ويصعب التحقق من تفاصيلها، إلا أن الأكيد والثابت فيها أن القوات الروسية هي التي قامت بعملية البحث عن الرفات واستخراجه، ومن ثم نقله إلى خارج الأراضي السورية بتعاون استخباري وثيق مع الجيش الإسرائيلي.
وتضيف صحيفة “الأخبار” أنه في خلفية الحدث، تبدو مفيدة العودة إلى شهر أيار من العام الفائت (بعد استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية)، عندما حاصر الجيش السوري مخيم اليرموك والحجر الأسود، حيث كان ينتشر مسلحون يتبعون لتنظيم «داعش».
إثر ذلك، بدأ الجيش يتقدم في المخيم، ليبقى تحت سيطرة المسلحين جيب يعادل نصف مساحة المخيم، إضافة إلى معظم حي التقدم شمالي شرقي الحجر الأسود.

حينها، كان الجانب الروسي هو الذي يتولّى المفاوضات مع عناصر التنظيم المحاصرين داخل المخيم، في سبيل التوصل إلى اتفاق يؤدي الى خروجهم من المنطقة نحو البادية الشرقية، وذلك بعد فشل محاولات تفاوض بادرت بها أطراف فلسطينية من خارج المخيم.
في هذا الإطار، يفيد مصدر عسكري سوري كان مطّلعاً على مجريات المعارك والمفاوضات آنذاك، في حديثه الى «الأخبار»، بأن «عناصر من القوات الروسية، بالاستعانة بأشخاص من داخل المخيم، دخلوا إليه أكثر من مرة، قبل خروج مقاتلي التنظيم وبعده، وفي مرّة من المرات تعرضوا لإطلاق النار من قِبَل المسلحين».
ويضيف المصدر إنه «لم يتم التحري حينها عن طبيعة المهمة التي نفّذها الجنود الروس داخل المخيم، لأن تلك التحركات اعتُبرت في إطار المفاوضات الجارية بين الجانب الروسي وعناصر التنظيم».
كذلك، يوضح أحد الضباط الميدانيين في الجيش السوري، مِمّن دخلوا إلى المخيم بعد انتهاء المعارك وخروج مَن تبقى من مقاتلي تنظيم «داعش»، أن المقبرة التي يجري الحديث اليوم عن أنها حَوَت رفات الجندي الإسرائيلي، «كانت قد تعرّضت لأضرار كبيرة نتيجة القصف والمعارك، حتى إن بعض شواهد قبورها دُمّرت وهُشّمت، لذا كان من الصعب ملاحظة أي تغيير في شكل المقبرة، وبالتالي الالتفات إلى أن قبوراً قد حُفرت».
وعن السياق الزمني للعملية، ترجّح بعض المصادر السورية أن تكون «قد استُكملت من مدة قريبة، وخصوصاً أنه رُصدت أخيراً تحركات للقوات الروسية في المخيم».
وتعزز هذه الرواية المعلومات الواردة من الجانب الإسرائيلي، والتي تشير إلى أن العملية تمت ببطء وسرية تامة، وعلى مراحل؛ كان آخرها منذ فترة وجيزة.
وفي هذا السياق، تذكر صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن العملية «توقفت في منتصف أيلول عندما تعثرت علاقة “إسرائيل” بروسيا بسبب الإسقاط العرَضي لطائرة عسكرية روسية في سوريا، ثم استُكملت ببطء»، كاشفة أنه «تم نقل أكثر من 20 قطعة من البقايا، ولم يتم التعرّف من خلالها إلا على الجندي باومل حتى الآن». وتبين، نقلاً عن العقيد (أ)، مسؤول العملية في الاستخبارات الإسرائيلية، أنه تم التعرف بداية (قبل تحليل الحمض النووي) إلى الجثة من خلال «الحذاء الذي تم التعرف إلى بصمة الجيش الإسرائيلي فيه (…) ومن خلال الملابس العسكرية التابعة لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي المدرّعة (…)»، وكذلك «الكتابة على ظهر الجندي باللغة العبرية، والتي تم الحفاظ عليها بشكل مثير للدهشة».
على مستوى الدور السوري الذي تدّعيه موسكو في العملية، والذي كرّر الحديث عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أول من أمس، بقوله إن «شركاءنا السوريين ساعدوا في العثور على رفات (الجندي الإسرائيلي القتيل) زخاريا باومل»، يمكن استرجاع مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الدفاع الروسية بعد حادثة إسقاط طائرة «إيل – 20» الروسية فوق السواحل السورية، في أيلول من العام الماضي.

حينها، قال المتحدث باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، ما نصّه: «توجّه الجانب الإسرائيلي إلى روسيا بطلب العثور على جثامين العسكريين الإسرائيليين وفق الأبعاد المحدّدة في أراضي سوريا.
بدأت أعمال البحث، بعدما توصلت روسيا إلى الاتفاق بشأن البحث عن جثامين العسكريين الإسرائيليين مع الشركاء السوريين على مستوى عملياتي».
هذا التعبير الأخير، أي «مستوى عملياتي»، يشرحه مصدر عسكري سوري رفيع المستوى بالإشارة إلى وجود «تنسيق بين العسكريين السوريين والروس لتأمين الحماية والنقل، ولأخذ العلم بوجود قوة روسية في مكان ما، وهذا لا يعني معرفة الجانب السوري بطبيعة المهمة الروسية وتفاصيلها، ولا مشاركته فيها بالتأكيد».
إفادة تتسق وما ذكره وزير الإعلام السوري، عماد سارة، في حديث تلفزيوني، من أن «الدولة السورية أساساً لا علم لها بوجود رفات لأي جندي إسرائيلي في أي مكان في سوريا، وإلا لكانت تصرّفت بما تقتضيه مصالحها الوطنية، وهذا ما اعتادت عليه».
الاخبار