موفق بهجت: “صناعي سوري خدّرني وغصب بصماتي على عقود بيع قطعية”
نصّب الفنان (موفق بهجت) نفسه مدّعياً شخصياً في معروض قدّمه لوزير الداخلية بحق كلٍ من: صديقه (أ.ع) –تاجر وصناعي مواليد دمشق (1956)- و(أبو راكان) -صاحب مكتب عقاري- لقيامهما بتخديره، وغصب بصماته، على عدة عقود بيع قطعية منها للمنزل الذي يسكنه حالياً في (ترّاسات) مشروع دمر.
وبناءً على توجيهات وزير الداخلية؛ أحال مدير مكتبه الشكوى لمدير إدارة الأمن الجنائي، الذي وجّهها لرئيس فرع الأمن الجنائي بدمشق، وبدوره أرسل الأخير كتابه لمكتب البحث الجنائي في قسم شرطة دمر للتحقيق وتنظيم الضبط اللازم أصولاً.
بعد إفادة المدّعي وشاهده، واستجواب المدّعى عليهما، وإجراء المقابلة الوجاهية (28 شباط 2019)، قرر القاضي المناوب: إطلاق سراح المدّعى عليهما (أ.ع) و(أبو راكان)، وإحالة الضبط إلى القضاء.
تواصل الفنان (موفق بهجت) مع “الأيام” للحديث عن المصيبة التي ألمّت به، فالتقته أكثر من مرة، وطالبته بتزويدها بالثبوتيات ففعل، وبدورها تواصلت “الأيام” مع عدد من أطراف القضية للاستيضاح والتثبّت، وحرصت على لقاء المدّعى عليه (أ.ع)، الذي زوّدها بعدد من الوثائق، وفيما يلي نضع بين أيديكم رواية الطرفين، بما تتسع له المساحة المخصصة للنشر، مكتفين بذكر الأحرف الأولى من اسم وكنية الشخصيات الواردة في كلا الروايتين، احتراماً لرغبة معظمهم، مترفعين عن إبراز بعض التفاصيل، توخّياً لعدم التشهير والإساءة.
ادعاء الفنان “موفق بهجت”
(7 شباط 2019) فوجئت باتصال إدارة تجمّع مشروع دمر، يستفسر عن اسم والداي، فاستوضحت السبب، ليجيبني الموظف المسؤول (س.هـ) بأن القضاء يستفسر عن ملكية المنزل الذي أسكنه، على الفور توجّهت لمقر إدارة التجمّع، فأخبرني (س.هـ) بأنّ (أ.ع) أقام دعوى تثبيت بيع منزلي لنفسه، لدى (محكمة البداية المدنية الثانية عشر).
يضيف: مصعوقاً!.. قصدت مقر المحكمة الآنفة، لأكتشف وضع إشارة حجز احتياطي على منزلي لصالح صديقي (أ.ع)، بموجب عقد بيع قطعي مقبوض الثمن.
حصلت على نسخة من العقد، وعند تفحّصها: أدركت أني أشاهدها للمرة الأولى، الخط غير خطي، وليس ثمّة شهود، بصمة فقط أسفل عبارة (الفريق الأول)، وتوقيع (أ.ع) أسفل عبارة (الفريق الثاني)، لفت انتباهي التاريخ (5/1/2018)، تذكّرت أني في هذا التاريخ كنت في زيارة (أ.ع) في البرازيل.
لحظتها!.. أيقنت أني وقعت ضحية نصب واحتيال (أ.ع)، فتوجّهت فوراً لوزارة الداخلية شارحاً الحادثة الجرمية، منوّهاً لفقد بطاقتي الشخصية أثناء سهرة مع (أ.ع)، حيث نظّم (قسم شرطة القصاع) ضبطاً بذلك، في (16/10/2018).
أؤكّد أني لم أبع أو أبصم أو أنظّم أي عقد يخص أملاكي مع (أ.ع)، وأجزم بأنّ العقد الآنف مزور، قام (أ.ع) بتخديري عدّة مرات، بهدف الاستيلاء على أملاكي، تحت دافع ما يمر به من ضيق مادّي، دون أدنى اكتراث بأني (مريض قلب)، وقد يودي المخدّر/المنوّم بحياتي.
يتابع “موفق بهجت”
تعرّفت على (أ.ع) عام 2013 أثناء مراجعتي لأحد مكاتب مشروع دمر العقارية، والذي تربطني بصاحبه (م.ع) معرفة وعمل، حيث سبق لي شراء شقتين عبر وساطته، خلال الزيارة لمست الضائقة المادّية التي يمر بها التاجر (أ.ع)، بسبب فقده معملاً للألبسة في (حرستا)، ما دفعه لعرض سيارته للبيع، تعاطفت مع حاله سيما وأنه (ابن عيله، ومحترم)، فتدخّلت لإبقاء سيارته معه وأقرضته ثمنها، فشكرني ووعدني بإعادة المبلغ خلال شهر.
قدّر (أ.ع) موقفي، فتطوّر الودّ بيننا، ليعرض علي بعد أيام: شراء حصته في شقة سكنية (ساحة الشهبندر)، فتم ذلك بحضور محامٍ مختصّ وشريكه في العقار (ب.ز)، وحسم من ثمن العقار المبلغ الذي اقترضه مني سابقاً.
تعمّقت علاقة الصداقة بيننا، وبدأنا نخرج للسهر والتنزه سوية، تتالت زياراته لي، لينضمّ لنا لاحقاً عددٌ من أصدقائه ومعارفه. سافر بعدها (أ.ع) لمصر بدافع العمل، بقينا خلالها على تواصل شبه يومي، ولأنّه لم يوفّق عاد بعد سنة، زارني وأخبرني بنيّته السفر للبرازيل، واستدان مني ما قيمته (200 دولار)، علم بعد سفره بمرضي، فساعدني عن طريق معارفه بإجراء عملية قلب مفتوح في لبنان، بقي تواصلنا شبه اليومي مستمراً، إلى أن عاد بعد سنة تقريباً في إجازة، لم ينقطع خلالها عن زيارتي، ثم عاد للبرازيل، ودعاني (كانون الأول 2017) لزيارته، ففعلت، وفي إحدى الليالي قام (أ.ع) بتحضير العشاء، وقدّم لي كوب (شاي بحليب)، شعرت بعدها بدوار وإرهاق، فساعدني للوصول لغرفة نومي، استيقظت بعد (13 ساعة)، أشعر بوهن، سألته عمّا حدث، أخبرني أنه أعطاني منوّماً لأرتاح. عدت لدمشق (30 كانون الثاني 2018).
عاد (أ.ع) لدمشق بداية (تموز 2018)، فزارني وشكى لي سوء وضعه المادّي، واقترح أن نستجمّ في منطقة الكفرون، لنلتقي صديقه الفنان (أ.ز)، وهكذا حصل، لكن في إحدى الليالي؛ وأثناء تناولنا العشاء، أصابني ذات الإرهاق، نمت طويلاً، لأستيقظ على وهن، وثقل في اللسان، أخبرني أني أكثرت من الطعام والشراب، وربما أني أخطأت الدواء، أحضر لي الطبيب، وتحسّنت حالتي خلال أيام.
بعد عودتي لدمشق، انقطع عن زيارتي، بحجّة أنه مريض ومشغول بمراجعة الأطباء، وانحصر تواصلنا على الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت أستاء من تغيّر أسلوبه ومعاملته.
منتصف (كانون الأول 2018) اتصل بي (أبو راكان) –مكتب عقاري- صديق (أ.ع)، ليخبرني بأنهما ينويان زيارتي وإحضار طعام الغداء، وهكذا كان، أثناء الغداء بدأ (أ.ع) بتلقيمي بعضاً من (الكبّة النيّه)، فجأة!. شعرت بوهن ودوار، وغبت عن الوعي.
مساءً حضر جاري (ح.ش) ليطمئن على صحتي، أخبرني أنّ (أ.ع) استدعاه بعد فقداني الوعي، وأخبره أني أكثرت من الأكل والشرب، وأني أحتاج فقط لقليل من الراحة، ثم غادر (أ.ع) وبصحبته (أبو راكان).
بقيت متعباً لعدة أيام، واكتفى (أ.ع) بالاطمئنان الهاتفي، ليفاجئني ليلة رأس السنة بزيارته مع (أبو راكان) لمعايدتي، وتلك كانت زيارته الأخيرة.
دفاع المدعى عليه “أ.ع”..
“لا صحة لادّعاء (موفق بهجت) نهائياً في أنني قمت بوضع (مخدّر/منوّم) في طعامه وشرابه عدة مرات، وغصب بصماته على عقود بيع لأملاكه.
تعرفت على (بهجت) عام (2010)، في مكتب عقاري يعود لخالي (م.ع)، ناقشت مع خالي فكرة بيع سيارة ابنتي، فتدخّل (بهجت) وطلب شراءها، لكني لم أبعها، وكوني من معجبيه ومحبي فنه، تجاذبنا الأحاديث، وتبادلنا أرقام الاتصال، ثم تواصلنا وبدأت صداقتنا، أزوره في بيته، فيردّ لي الزيارة في بيتي، نسهر سوية في المطاعم والمنتزهات، وعرّفته على عدد من أصدقائي ومعارفي.
حدّثني عام (2011) عن نيّته في إقامة مشروع سياحي في (معربا) ريف دمشق، بكلفة مليون دولار، طالباً مني شراكته، استطلعت المشروع فأعجبني، بعدها بأيام التقينا في منزله المذكور، سلّمته مبلغ (400 ألف دولار)، دون أي شهود، فطالبته بضمانات، أجابني (اللي بتريدو جاهز)، اقترحت أن يبصم على عقدي بيع: منزله، وأرض المشروع، كون المبلغ كبير ويغطي ثمن العقارين الآنفين، دون أدنى تردد وافق، دونت محتوى العقدين، وبصم عليهما، مقابل توقيعي، لم أضع التاريخ، لم أقم بتنظيم أي إيصال يثبت بأني سلّمته المبلغ المذكور، أوعقد شراكة بيننا، على أن ننظمه لاحقاً عند صدور رخصة المشروع، غادرت منزله وبحوزتي العقدين، تاركاً له المبلغ للبدء بالمشروع السياحي.
مع نهاية (2012) وبسبب الأوضاع الأمنية العامة؛ أصبح معملي في (حرستا) بيد العصابات المسلحة، فاضطررت للسفر إلى مصر للعمل، بعد سنة ونصف بسبب الأوضاع العامة في مصر عدت لدمشق، وعدنا لنلتقي بشكل يومي، سألته عن مشروعنا السياحي، فأخبرني أنه متوقّف بسبب الوضع العام، لم أطالبه باستعادة المال، لكونه أعلمني بشراء أراضٍ إضافية لضمّها للمشروع، بعدها بأشهر غادرت إلى البرازيل للعمل، واستمر تواصلنا، علمت منه أنه بصدد إجراء عمل جراحي، ولخطورة العملية؛ تواصلت مع معارفي لإجرائها في لبنان دون أن يتحمل قرشاً واحداً (مدفوعة التكاليف)، وبعد تماثله للشفاء، قرر زيارتي في البرازيل، آخر عام (2017)، أثناءها حدّثته عن ضرورة إيجاد حل لشراكتنا، ومالي المجمّد الذي بحوزته، استغرب قلقي وفي يدي عقدي بيع قطعيين، وليسا على سبيل الضمانة، وبهذا انتهى حديثنا.
عدت لدمشق (تموز 2018)، دعاني لزيارته، فأخبرته بنيتي لزيارة (الكفرون)، كون صديقي الفنان (أ.ز) بانتظاري، فاقترح أن يرافقني، وبحكم علاقتنا رحّبت، وهكذا حدث، أثناء تواجدنا في (الكفرون) تعرّض لوعكة صحية (ذكرت سببها في محضر التحقيق)، ما استدعى إحضار الطبيب، الذي طالبه بالراحة والحمية.
عدنا لدمشق، وتواصلنا اليومي على حاله، وكذلك عادته (التي يعرفها المقربون) ففي كل مرة يترك المدعوين، منسحباً بعد الغداء للقيلولة.
في أحد الأيام دعانا (أبو راكان) للفطور في مكتبه، فأعرب (بهجت) عن رغبته بوليمة مشاوي، وطلب مني تأمين اللحمة، وبعد أيام ذهبت و(أبو راكان) بداية شهر تشرين الثاني الماضي، وفور وصولنا طلبت منه دعوة جاره (ح.ش)، فاعتذر لكونه مريض، وبعد الانتهاء من الغداء، انسحب (بهجت) ليستلقي في الصالون (قيلولة)، أثناء تنظيف المكان حضر جاره (ح.ش)، فأخبرناه أن الأستاذ في قيلولة، وغادرنا.
بعدها التقينا وذهبنا للميدان، وزرناه في منزله وأولمنا كعادتنا، وفي إحداها أخبرته بأن لدي زبون لشراء منزله، فطالبته بتسليمي إياه، وهنا بدأ يستمهلني بحجّة أنه سينتقل قريباً للإقامة في دار السعادة، وفي سهرة رأس السنة تأكدت من أنه يماطلني، لاحقاً أجريت اتصالاً هاتفياً معه -وبرفقتي (أ.ز)- مستفسراً عن مبررات مماطلته لي، فطلب مني الحضور إليه في اليوم التالي، ذهبت حسب الموعد فلم أجده، وعندما تيقّنت من أنه يرواغ قمت برفع دعوتين لتثبيت عقدي البيع القطعيين الآنفين”.
في المقابلة الوجاهية..
التي جمعت الفرقاء أكّد (بهجت) أقواله، نافياً استلامه أي مال، ووجود أية شراكة تجمعه بالمدّعى عليه، وأصرّ على ادّعائه بحق (أ.ع) و(أبو راكان) بجرم غصب بصماته، ووضعها على عقود بيع قطعية أثناء غيابه عن الوعي نتيجة وضع مخدّر/منوّم في طعامه.
في المقابل أنكر المدّعى عليه (أ.ع) صحة ادّعاء (بهجت) نهائياً، جازماً بأن البصمة في العقدين عائدة لـ (موفق بهجت)، برضاه وكامل وعيه، مؤكداً أن العقدين لا يحويان أي غصب لبصمة المدّعي، نافياً تهمته بوضع مخدّر/ منوّم في طعام (بهجت)، وكل ذلك محاولة منه لعرقلة الدعوى المدنية وللحيلولة دون تثبيت عقدي البيع القطعيين.
وجّهت الأيام استفساراتها
عندما التقت الطرفين، لكن لم تحصل لمعظمها على إجابات شافية، حيث لم يجد الفنان (بهجت) سوى علامات التعجب والاستغراب؛ ليرسمها على محيّاه رافعاً كتفيه ويديه؛ رداً على سؤال: “لماذا لم يتدخل أصدقاؤكما المشتركين وتحديداً الفنان (أ.ز) حتى غايته في نزاعكما الذي طفى على السطح فجأة؟”.
في حين سألت “الأيام” المدّعى عليه: (أ.ع): “مالذي يضطر (بهجت) للبصم على عقدي بيع قطعيين لعقارين ثمن أحدهما -منزله- يساوي ضعف مبلغك الذي أديته له بدافع الشراكة؟”، ليجيب: “لم يكن حينها عام (2011) يساوي قيمته اليوم”.
وعن سؤاله: “أبرمتما العقدين –بحسب روايتك – عام (2011)، لماذا لم ترفع دعوتك المدنية بتثبيتهما للقضاء إلا الآن، (بعد أكثر من 8 سنوات)؟” أجاب (أ.ع) : “أبرمنا العقدين، وأذكر أني أودعتهما في معمل (حرستا)، لتحتلّه بعد فترة العصابات المسلحة، فأصبت بالحزن والأسى لخسارتي الفادحة، منذ مدة زرت معملي بعد تحرير (حرستا)، وبسبب اضطراري لإجراء بعض المعاملات الرسمية؛ عدت لحقيبة أحتفظ فيها ببعض الثبوتيات، لأفاجأ بوجود العقدين، وهو ما يدعم موقفي القانوني، ولما سئمت مماطلة (بهجت)، لجأت للقضاء لتثبيت عقدي البيع الآنفين”.
بطاقة..
“موفق بهجت بعيرة”، مواليد دمشق (1938)، مغنّي وممثل سوري، عمل مخرجاً للمنوّعات، ثم توجّه للغناء، ذاعت شهرته عربياً في منتصف ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، فتنقل بين عواصم عدة: بيروت، القاهرة، الجزائر. قدم لوناً غنائياً استعراضياً شعبياً مميزاً، مخلصاً للهجة السورية في مجمل نتاجه، شارك في عدد من البرامج المنوّعة والأفلام السينمائية، منها: (ملح وسكر، العسل والمر، الدلوعة، كلنا فدائيون، السلم الخلفي). ومن أغانيه: (يا صبحه هاتي الصينية، بابوري رايح، جايتني مخبايه، يمكن على بالو، العين الكحلاوية).
المصدر: ملهم الصالح – الأيام