مشانق امريكية للسوريين!!
قطع الأعناق من قطع الأرزاق..هذا ما تتبعه الولايات المتحدة في سياستها ما تسميه بالعقوبات والحصار الاقتصادي للضغط على الحكومة السورية والحلفاء والأصدقاء الذين ساهموا في القضاء على المشروع الإرهابي بهدف تحقيق المشروع الأمريكي الصهيوني الوهابي في المنطقة.
من لم يستجب للإرداة الأميركية كما هو حال فنزويلا تنزل واشنطن بهم أشد العقوبات الاقتصادية والتي هي في واقع الحال ليست عقوبات فقط، وإنما جرائم حرب جماعية ترتكب بحق شعوب برمتها من أجل تغيير إرادتها السياسية، وبالنتيجة تغيير نظام الحكم في بلدانها بما يخدم المصالح الإمبريالية بعيداً عن مصالح هذه الشعوب ذاتها.
وتمديد قانون ما يعرف بـ”سيزر” او (قيصر) انما يأتي اقراراً بالعجز الأمريكي في استخدام ورقة الترهيب والترويع بالقتل وجز الرقاب، حيث تلجأ الولايات المتحدة مجددا، إلى ممارسة الإرهاب الاقتصادي من خلال الحصار وتضييق الخناق على شعب اختار الصمود في وجه الإرهاب الأمريكي المدعوم دوليا وإقليمياً لتحقيق مصالح خاصة ضيقة على حساب سيادة الدولة السورية ودماء شعبها.
وكما هو معلوم وبضغط امريكي،اتفق الاتحاد الاوروبي في الاول من ديسمبر كانون الاول على فرض عقوبات جديدة على قطاعي النفط والمال في سوريا. ومن بين الشركات التي استهدفتها العقوبات شركة تسويق النفط السورية (سيترول) والشركة السورية للنفط . وحظرت العقوبات الجديدة ايضا تصدير معدات لصناعة النفط والغاز السورية بالاضافة الى المعدات الفنية التي تستخدم في المراقبة.
هذه الحرب القذرة التي تشنها امريكا ضد لقمة الشعوب ولتتسبب في الجوع والمرض في مناطق مختلفة من العالم كأداة لكسر إرادة الشعوب السياسية وتحويلها عن مسارها وتبديل نظام الحكم في بلدانها، علها تحقق مكسب وإنتصار سياسي وإقتصادي للجمهور الداخلي في الولايات المتحدة بعد جل الهزائم في المنطقة كما هو الإنسحاب المزعوم المبهم من سوريا.
وتمثل العقوبات الامريكية والغربية عقبة رئيسية يمكن أن تؤدي إلى إبعاد الشركات الأجنبية عن سوريا بعدما لحقها دمار مادي هائل، اضافة الى تعطل حفر الآبار والمشاريع النفطية بفعل الارهاب، حيث تقدر إحدى الوكالات التابعة للأمم المتحدة أن خسائر الحرب بلغت 388 مليار دولار.
ولاننسى ان العصابات الارهابية بدورها قد اضرمت النار في آبار النفط السورية في مناطق مختلفة بعد خلاف نشب بينها على تقاسم النفط المسروق، ما أدى إلى خسائر يومية تقدر بآلاف البراميل النفطية والغازية من آبار محافظة دير الزور فقط.
ما ارادته الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقه قد تجلى حالياً بأزمة البنزين الامر الذي استدعى من وزارة النفط السورية، الى فرض قيودا إضافية على شراء الوقود لحل مشكلة الطوابير الضخمة على محطات الوقود.
فقد قرر مجلس الوزراء خفض كميات البنزين المخصصة للآليات الحكومية بنسبة 50 بالمئة ووضع محطات وقود متنقلة وتشغيل المحطات المتوقفة بإشراف مباشر من وزارة النفط ووضع إجراءات جديدة لضبط توزيع مخصصات محطات الوقود مع مراعاة الكثافة السكانية في كل منطقة بما يحقق العدالة والحد من أي هدر أو تهريب أو احتكار كما ناقش المجلس إجراءات تعزيز كميات المشتقات النفطية المنتجة محليا والموردة من الخارج وتأمين التمويل اللازم لها.
ماتريده الولايات المتحدة من تصعيد للإرهاب المجتمعي إيجاد حالة الاحباط لدى الشارع السوري، وهز الثقة بين المواطن والحكومة لكون هذا السلوك يعتبر أحد مرتكزات السياسة الأمريكية في تعميق الفجوة بين ما يمكن أن يكون وما هو كائن على أرض الواقع ، ناهيك عن عملية تقويض النصر الكبير على أعتى مشروع أمريكي تفتيتي للمنطقة، مع الأخذ بعين الإعتبار التدمير الممنهج للبنى التحتية في عدة محافظات ومناطق سورية مختلفة، وما مدينة الرقة التي مسحت عن وجه الأرض تقريباً إلا مثال حي على ذلك بما لايقبل الشك أو الإنكار.
العالم