الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

نارام سرجون:أيها السوريون نفطكم في الشرق وما توعدون .. أهو هدوء ماقبل العاصفة؟؟

شام تايمز

نارام سرجون:أيها السوريون نفطكم في الشرق وما توعدون .. أهو هدوء ماقبل العاصفة؟؟

شام تايمز

نارام سرجون

شام تايمز

العلاقة بين العاصفة والهدوء علاقة معقدة ولانعرف من الذي يأتي بالآخر .. العاصفة يسبقها الهدوء ولكن العاصفة يتبعها الهدوء .. وكأنها جدلية الليل والنهار حيث الليل ينسلخ من النهار .. والهدوء ينسلخ عن العاصفة .. فماالذي نعيشه اليوم في الحرب السورية؟؟ أهو الهدوء بعد العاصفة ام الهدوء الذي يسبق عاصفة؟؟ فهناك جمود في مثلث الصراع في سورية بين المنطقة الشرقية والمنطقة الإرهابية في ادلب والمنطقة الحكومية .. فكل منطقة تنتظر المنطقة الأخرى لتحل مشكلتها .. فالاتراك ينتظرون حل المشكلة الكردبة في الشرق السوري قبل ان يطلقوا سراح ادلب سلما .. والامريكيون يراهنون على إبقاء ادلب رهينة بيد الاتراك بحيث يستعصي حل المنطقة الشرقية بسببها .. وفي نفس الوقت حل المنطقة الشرقية ينتظر التفاهم مع إسرائيل حول الوجود الإيراني ووجود حزب الله .. ويبدو ان لاشيء سيحرك الجمود الا عاصفة .. ولكن من سيطلق العنان لها؟؟

لم تتغير نظرتي للامريكيين وهي انهم شعبا ونخبا يحبون المقامرة ويسيرون حتى النهاية ولكنهم في آخر لحظة عندما يكتشفون ان الرهان سيخسر فانهم ينسحبون .. والسياسي الاميريكي اليوم يرمي بورقة الحصار النفطي والحصار الاقتصادي في المواجهة مع محور سورية وحلفائها .. ولكنه يدرك ان هذه الورقة هي ورقة خطرة جدا عليه لأن السوريين لديهم خيار حيوي وهو انهم سيتحولون مرغمين في ممر اجباري الى عملية اثارة الضغط على الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة الشرقية حيث خزان الطاقة والوقود السوري وسيتلو خروجهم غياب أي مبرر تركي للبقاء في الشمال .. والامر سيعني ان الاميريكيين سيقدمون جنودهم قربانا في عملية الحصار لأن المنفذ الوحيد الباقي للحصول على الطاقة وتحريك الجمود هو النفط السوري المسروق والمحتل في الشرق ..

أميريكا تستطيع إتمام الحصار المطبق على النفط القادم من الخارج ولايملك السوريون الا تأثيرا محدودا جدا عليه فهم لايقدرون على التحكم بالممرات البحرية وناقلات النفط وتسجيلها الخاضع للعقوبات .. ولكن السوريين يملكون فرصة في التحكم بمسار الحرب في الشرق السوري عبر تدفيع الاميريكي ثمن وجوده المحدود في الشرق .. وبالتالي فان الحل في الشرق هو الحل المتاح والأقل كلفة .. لكن يبقى فقط دراسة خيارات الاشتباك غير المباشر الذي يوضع على الطاولة بديلا عن الاشتباك المباشر الخطر ..

في هذا الشأن لايقدر حتى الروس على ممارسة دور التهدئة واللجم اذا لم يقدموا حلا للأزمة النفطية الخانقة .. بل ان التفاهمات الروسية الامريكية بشأن حدود التنسيق قد تهتز .. وعلى العكس سيكون تفاقم الازمة مبررا للروس للانسحاب من عملية الفصل بين الاميريكيين والسورييين ويقدرون ان يقولوا ان دورهم للفصل بين الأمريكيين والسوريين انتهى عندما قرر الاميريكيون التصعيد وكسر التوازن في اخطر جبهة وهي الجبهة الاقتصادية لأن استمرار الحصار سيهدد الاستقرار الداخلي والأمن الاقتصادي وسيفاقم الازمات بشكل تصاعدي ويهز الإنجازات العسكرية السابقة بل وسيؤثر على القدرة على الحشد في أي معركة قادمة للتحرير ..

الاميريكي يراهن على عدم رغبة السوريين في مواجهة معهم ورغبتهم في تجنب أي مواجهة او تصعيد لأن أولويات الحرب على الإرهاب تتقدم على المواجهة المباشرة مع الإسرائيليين والاميريكيين الذين وضعوا علمهم على منطقة شرق الفرات وكأنها إشارة تحذير من عدم الاقتراب .. ويرفع الكرد الانفصاليون العلم الاميريكي كما ترفع السفن التجارية علم اميريكا لتتمتع بالحماية اذا مامرت في منطقة أزمات او منطقة معادية وهي بذلك تضمن عدم التعرض لها رغم انها لاتحمل أي سلاح رادع سوى قطعة قماش عليها الوان العلم الأمريكي يظللها بحمايته ويعتبر الهجوم عليه هجوما على الأمة الامريكية ..

أخشى ان أقول ان ترامب قد وضع قدمه في الفراغ الخطر الذي يخشاه ويتجنبه لأنه رفع شعارا فحواه انه لن يموت الأمريكي خارج حدوده بعد اليوم .. وهو بتصعيد الضغط الاقتصادي اقترب من لحظة تعيده الى زمن ترحيل نعوش جنود أمريكيين من العراق وسورية الى اميريكا بعمليات حرب عصابات خفية تمرس عليها خصمه .. لأنه لم يترك للسوريين وحلفائهم في ايران والعراق خيارا غير ذلك .. خيار لاتقدر حتى روسيا على التحكم به اذا لم تتمكن من طرح حل تفاوضي وتسوية لحل الحصار الاقتصادي مع الاميريكيين ..

أعتقد ان الاميريكي سيصل قريبا جدا الى ان يكون امام خيار صعب جدا وهو اما ان يقبل باللعبة الخطرة والمغامرة التي قد تعني انه امام اية خسائر في الأرواح فسيجد نفسه مضطرا للرد والدخول في لعبة حرب لانهاية لها ولاعنوان سيمكنه فيها توجيه ضربات على اهداف سورية ولكنه بذلك سينتظر المزيد من عمليات ثأر مجهولة الهوية لايتبناها أي طرف ويكون السوريون ظاهريا بعيدين عنها .. وكلما تزايد التوتر فان ذلك سيستدعي انكسار التفاهمات مع الروس الذين سيحددون موقفهم من تفاقم المواجهة الخفية ولكن موقفهم سيزداد قوة لانهم سيقومون بدور الوسيط بين الاميريكيين من جهة والسوريين وحلفائهم من الإيرانيين وحزب الله من جهة أخرى وسيديرون مفاوضات الخروج الاميريكي من سورية وانهاء الطموح الكردي ..

في سنوات الحرب على سورية مررنا بأيام كانت الطوابير طويلة للحصول على الخبز .. وانقطعت المياه والكهرباء عن حلب لسنوات .. وعطشت دمشق لأسابيع ولكن كل الحلول كانت من داخل سورية وكان الحل بالسلاح في دمشق وفي حلب وفي كل الأزمات .. وموجة حصار الوقود سيكون حلها داخليا في الشرق السوري لتحرير منابع النفط وطرق الطاقة القادمة من ايران .. والحل هو اشهار السلاح .. وعلى الاميريكيين ان يستوعبوا هذه الحقيقة .. وعليهم ان يختاروا .. فلاتوجد منطقة وسطى بين الجنة والنار .. ولامنطقة وسطى بين الخروج واللاخروج .. كما يقول كلام قاله شاعر دمشقي ..

شام تايمز
شام تايمز