الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

بيضة الديك الإنكليزي و “فوبيا” الاقتصاد السوري ؟؟!!

شام تايمز

بيضة الديك الإنكليزي و “فوبيا” الاقتصاد السوري ؟؟!!

شام تايمز

لم يتّضح بعد السبب الحقيقي الذي يجعل ” مزمار الحي لا يُطرب”..المقولة القديمة لكن المتجددة لدينا في “ممارستنا للحياة” ؟؟

شام تايمز

إلّا أن إسقاطاتها اللئيمة مازالت تُملي علينا جلد الذات كفعلٍ بغيض، والانتقاص مما يفترض أن نزهو به من مقوّمات، ليمسي لنواقصنا ألف طبّال وزمّار، ولمزايانا ألف ألف حفّار وقبّار.

و هاهي مجلّة “الإيكونوميست” البريطانية، تظهر كأحد المنابر الكبرى، لـ ” تصنيع و افتراض” نواقص الاقتصاد السوري، ثم التطبيل والتزمير هناك.. ولم يكُ من بأس فيما لو كنّا في أفضل حالات اتزاننا وتوازننا، الاجتماعي والاقتصادي وما يتصل بهذين البُعدين من امتدادات واسعة الطيف، نحن الخارجون للتو – بل لا زلنا – في أتون حربٍ لم تبق ولم تذر، ونبدو بأمس الحاجة لتلمّس الملامح المضيئة، وهي كثيرة، في مقاييس النسبة والتناسب بين الظرف والانجاز، إلّا أن “الإيكونوميست ” كانت إحدى الألف ألف حفّار وقبّار لهذه الملامح، وثمة من يصدّق متجاهلاً كل الأرقام والوقائع التي يؤكدها الملمح الأهم على الإطلاق، وهو بقاء سورية الدولة صامدة ..فهل هو صمود مستعار أم مفبرك على طريقة ما تطرحه الايكونوميست وسواها من ناقلي جرعات السم، هنا في المضمار القريب ؟؟

وبالمناسبة ..”الإيكونوميست” مطبوعة بريطانية الجنسيّة، أصحابها يدعون أنها جريدة، وقراؤها يسمونها مجلّة، لأنها تخرج بملامح مجلّة، أي هي منتج ” مُخاتل” في شكله والشكل يعكس المضمون في الغالب إن لم يكن دوماً.

المجلّة – الجريدة – المدفع أو القذيفة، أنتجت تقريراً اقتصادياً بتوقيع ما يسمى وحدة البحوث لديها، عن الاقتصاد السوري في العام 2019، وهو تقرير تشاؤمي سامّ من الواضح أن أغراضه سياسيّة وليست علميّة اقتصاديّة، فلا شيء هناك بالمجّان خصوصاً في الإعلام، الذي بات سلاحاً رديفاً للنووي و ” أخواته”.

لا يهمنا كثيراً ما تصرخ به هذه المطبوعة، لكن الجدير بالاهتمام هو التصيّد الجاري للدولة السوريّة بـ “صنّارة الايكونوميست” الذي تلهو به مطبوعات إقليميّة و ميديا محليّة أحياناً..فأرقام وتهيؤات ذوي النظارات السميكة هناك وراء البحار، باتت فجأةً مستند لكتّاب و صحفيين يجتهدون لإيصال وتوزيع ” طرطشات السمّ البريطاني” إلى الشعب السوري.
والغريب بل المريب أن أرقام سورية بكامل مشهدها العام، هي بمتناول كل من يرغب بالاطلاع أو الكتابة، إلا أن التدثر بعباءة الإفرنجي من شأنه توهّم المصداقيّة، وهي لوثة ملحوظة حتى في بريستيج التداول اليومي هنا حتى في مؤسساتنا الرسمية؟؟!!

ففي زحمة الحديث عن أرقام النمو الاقتصادي المعززة بوقائع على الأرض، في مضمار المدن الصناعية، وهدير أكثر من 75 ألف مصنع وورشة إنتاجية، تخرج مقالة بعنوان اقتصاد 2019: «النار التي وقودها البلاد والفقراء»! في صحيفة الأخبار اللبنانية بقلم كاتبة سوريّة، لتنذر أصحاب المصانع بكارثة لم يحسّوا بها بعد، وكأنها تطلب منهم إيقاف هدير آلاتهم للإنصات إلى تشخيص يخبرهم بأن معاملهم متوقفة ، “نحو 40% من المصانع مهددة بالإغلاق” لكن كيف ؟؟

تزعم الصحيفة أن ذلك سيحصل على خلفيّة “أزمة الغاز الصناعي، التقنين، ومحاصرة الصناعيين بإجازات استيراد المازوت والفيول من جهة ثانية” على حدّ تشخيصها، فيما يعلم كل السوريين بأن السماح للصناعيين باستيراد المازوت والفيول، خلق منافسة و ضجيجاً بين الدمشقيين والحلبيين، وتهاود بالأسعار إلى حدود الأسعار المدعومة حكومياً ” في حلب تم عرض المازوت بسعر 293 ليرة لليتر الواحد”، وفي وقت يعلم الجميع أن لا تقنين يُذكر في الكهرباء الصناعية، ولو على حساب الكهرباء المنزلية التي تخضع لنظام التقنين..وهذا ما لم تقله الايكونوميست بل اجتهدت به كاتبة المقال ؟؟!!

باقي المؤشرات التي تم إيرادها في المقال هي مؤشرات غير ثابتة، كما أنها ليست بالجديدة، فسعر الصرف متدهور آنياً، وقد حصل وتدهور أكثر من ذلك بـ 80 ليرة ولم ” يزف” أحد لنا بشرى الانهيار كما يجري الآن.

ومن اللافت أيضاً أن تختار المقالة هذا الظرف لتتحدّث عن معدلات نمو في الناتج الإجمالي المحلي في سورية.. فالمفترض أن يكون صفراً في حرب كحربنا المديدة أو سالباً، لكن الايكونوميست تتحدث عن 2,3 % هذا العام وهو إنجاز يعرفه كل من يراقب المشهد من الداخل قياساً بالظرف العصيب والحصار والحرب الاقتصادية ” التي باتت أشبه بـ “القاتل الصامت”.

الواقع أن في هذا البلد ملامح وبشائر خير..فعودة الإيرادات من الموارد التي عطّلتها الحرب، هي الميزة التي تستحق الرصد، وتتكفّل بطمأنتنا بأننا لن ننهار بما أننا لم ننهار، إنه تنوع الموارد السورية..زراعتنا بخير و إن لم تكن على ما يرام، وصناعتنا بخير أيضاً..وسنختم بسؤال مفتوح لمن يرغب بالمزيد من الاطلاع وهو : كيف يعيش السوريون إذاً..وما هي الصادرات الزراعية التي خرجت من منفذ نصيب ووصلت إلى 70 ألف طن كل شهر منذ الشهر العاشر من العام المنصرم وفق معطيات موثّقة ؟؟

وما هو قوام الحاويات المتخمة بالمنتج الصناعي التحويلي السوري،المحملة على متن الشاحنات المتجهة نحو دول الخليج وباقي العالم، هل تخرج فارغة من أجل الاستعراض مثلاً؟؟

من عادة الكتّاب الذين يبحثون عن الحقائق أن يزوروا مواقع الحدث ويعاينوا عن قرب..لكن أن يصروا على التطلع بنظارات الغير فهذا شأنهم ، لكن من شأننا أيضاً ألا نصدّق لأننا لم نخرج خارج مضمار الحدث، والسوريون المقيمون والمتشبثون بأرضهم هم الشهود الأكثر صدقاً ومصداقيّة.

ناظم عيد – الخبير السوري

شام تايمز
شام تايمز