نصر الله نفى وظريف أكد.. هكذا تتكاثر مقدمات الحرب المفتوحة
الدكتور محمد بكر
اتهمت روسيا الولايات المتحدة بأنها تسعى لتجديد خطط حرب النجوم النووية، وقالت أن واشنطن تبني دفاعاً صاروخياً فضائياً يمكّنه من توجيه ضربة استباقية لموسكو، وهددت الدول التي تنشر قواعد دفاعية صاروخية أميركية بأنها ستصبح هدفاً عسكرياً، كل ذلك يأتي بالتزامن مع تصعيد أميركي على جبهة إيران، تسعى من خلالها واشنطن لتضييق الحصار الاقتصادي ومنع كامل لتصدير النفط الإيراني، ربما تسعى واشنطن لمزيد من استفزاز إيران ودفعها للرد على الإجراءات الأميركية، وهو ما تنتظره إسرائيل وحلفائها للرد وإشعال فتيل المواجهة.
السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، كان قد نفى ماذهبت إليه صحيفة الرأي الكويتية لجهة اعتقاده بأن الحرب باتت وشيكة، وأكد على القدرات العسكرية والصاروخية للحزب ، فيما كاثر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كل مفردات المواجهة، وجاء توصيفه للحاصل في المنطقة توصيفاً دقيقاً وهو مايحدث بالفعل، لجهة أن الرباعي بن سلمان وابن زايد وبولتون ونتنياهو يدفعان واشنطن إلى كارثة، هذه المواجهة التي يعد لها جيداً هذا الرباعي ويسعون لتوفير كل عوامل تأجيجها وإشعالها.
مايدفع إسرائيل وحلفائها الخليجيين لمثل هكذا مواجهة، هو فشل الاستراتيجيات التي صيغت على مدى سنوات لإضعاف محور بعينه وتأمين استنزافه بالصورة المثلى، إذ جاءت مفرزات المواجهة غير المباشرة بعكس المخطط والمأمول، أوراق كثيرة سقطت وتناثرت في ميادين متعددة، عُمل عليها وكلفت الكثير، من هنا تأتي المواجهة المباشرة كرد طبيعي وبدهي من المهزوم بالمعنى العسكري.
تصنيف إيران للقيادة المركزية الأميركية وتوابعها وقواعدها العسكرية في المنطقة على اللائحة الإيرانية للإرهاب، وتعيين حسين سلامي قائداً للحرس الثوري الإيراني ، هو يأتي بمنزلة الرسائل السياسية وممهد لشكل وطبيعة الرد الإيراني فيما لو تقررت المواجهة، وتالياً إمكانية استهداف القواعد العسكرية والوجود العسكري الأميركي في الخليج والعراق وشمال شرق سورية.
المؤكد أن محور موسكو طهران دمشق حزب الله، يبدو هذه الأيام ” كخلية نحل”، يجري العمل والتحضير جيداً لسيناريوهات تبدو من حيث الشكل تصعيدية ودافعة نحو كباش مفتوح، فما يتكاثر في المشهد السياسي اليوم بشكل عام هي مؤشرات ومقدمات حقيقية لمواجهة مفتوحة تتدحرج يوماً بعد يوم لتصل في النهاية وعلى المدى البعيد إلى حرب كبرى ربما تكون آخر الحروب ، والتي يحددها أمرين اثنين : سباق التسلح والصراع على مناطق نفوذ ،وهذا مايحدث تماماً بين الولايات المتحدة وروسيا.