ألغاز وأساطير مثيرة في خرائط غوغل.. تعرف عليها
ساهمت خدمة خرائط غوغل في الكشف عن العديد من المناطق المخفية على كوكب الأرض، التي تحوم حولها العديد من الأساطير.
وقال الكاتب ألبيرتو باربييري في تقرير نشرته صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية، إن التكنولوجيا تُقدم لنا اليوم صورة فوتوغرافية كاملة عن الكوكب، ومع ذلك، نواصل اختلاق الأساطير والخرافات حول تلك القطع القليلة من الأرض التي لا يمكن رؤيتها عبر غوغل ستريت فيو.
فعلى مدار 15 سنة، تمكنّا من استكشاف حتى أكثر الزوايا البعيدة في الكوكب بينما نحن جالسون على الأريكة، حيث تصوّر غوغل المزيد والمزيد من بقاع الأرض يوميا. في المقابل، هناك بعض المناطق التي يصعب رؤيتها، إذ إنه إذا تم البحث عنها في غوغل ستريت فيو تظهر مخفية أو منقّطة أو مشوّهة. وفي معظم الحالات، تكون هذه الأماكن قواعد ومنشآت عسكرية، أو سجونا تخضع لتدابير أمنية قصوى، أو محطات لتوليد الطاقة، وجميع المنشآت التي لديها مفهوم سري للغاية.
أماكن غامضة
وأورد الكاتب أن برنامج الشفق النشط عالي التردد المعروف باسم “هارب”، هو أفضل مثال في هذا السياق. وهو عبارة عن قاعدة عسكرية تقع في ألاسكا وقع تكييفها من قبل حكومة الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي للبحث العلمي في الغلاف الجوي والغلاف الأيوني.
ويقول البعض إن حوالي 150 محطة جوية موجودة بداخله تُستخدم لتوليد ما يسمى بغاز الكيمتريل. ويعتقد البعض الآخر أن بعض الزلازل قد أثيرت من هنا من قبل الحكومة، وحتى إنهم يتهمون البيت الأبيض باستخدام هذه المعدات الغامضة للسيطرة على العقول من خلال انبعاث موجات الراديو القوية.
وأوضح الكاتب أن الأسباب التي دفعت تشيلي إلى أن تطلب من غوغل إيرث تشويش منتزه تنتاوسكو الوطني كانت أكثر واقعية، حيث كانت تهدف أساسا إلى تعقيد حياة الصيادين. في المقابل، فإن السبب وراء إخفاء المنطقة القريبة من الحفريات الأثرية في بابل بالعراق غير معروف. وكما هي الحال دائما في حالة عدم وجود معلومات، يتم اختراع روايات حيث يؤكد البعض أنهم بصدد إجراء تحقيقات مرتبطة بما تسمى بالأمور الخارقة للطبيعة ومصادر الطاقة الروحانية.
وذكر الكاتب أن بعض الجزر في شمالي روسيا مغطاة بطبقة بيضاء تبين أنها لم تكن ثلجا، وهناك من يعتقد أنها تستضيف محطات رادار. وفي إسبانيا، وقع إخفاء قصر مونتجويك في برشلونة. ولا يزال حصن إيزابيل الثانية في مينوركا مغطى، شأنه شأن مطار مروحيات سانتا آنا في مدينة كارتاخينا. والأمر سيان بالنسبة لساحة بلازا دي لوس نارانخوس في مدينة ألمرية وبعض المباني العسكرية في مدريد.
من المثير للاهتمام أن المدينة المحرمة في بكين في غوغل إيرث غير محظورة على الإطلاق، كما هو الشأن بالنسبة للمنطقة 51 الشهيرة التي يكفي أن تبحث عن بحيرة غروم في نيفادا للعثور عليها.
ومنذ سنة 2013، أصبحت مدينة بيونغ يانغ مرئية من الأعلى أيضا بألوان زاهية، إلى جانب بقية كوريا الشمالية. وإجمالا، كما قال آرثر كونان دويل نقلا عن شيرلوك هولمز، “من الخطأ أن نخلط بين الغريب والغامض”.
وأبرز الكاتب أن بعض المدن التي كانت مخفية منذ عقود في غوغل إيرث أصبحت مرئية، وهي أساسا “المدن المغلقة” التي أنشأها الاتحاد السوفياتي، التي يطلق عليها اسم “زاتو” اختصارا لتسمية “التشكيلات الإدارية الإقليمية المغلقة”. وقد غيرت الكثير من المدن من وضعها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. في المقابل، ظلت الكثير منها مخفية مثل فلاديفوستوك، ومنها التي كانت مخفية تماما ولكن يقع تحديدها من خلال رقم على غرار مدينة أوزايورسك الحالية، التي كانت لسنوات عديدة “المدينة 40”.
إن هذه الأماكن هي عبارة عن مدن بُنيت في وقت وجيز جدا لأغراض عسكرية أو في مناطق حدودية أو حول مواقع خاصة بالبحث أو تطوير الصناعة النووية. وفي كثير من الحالات، ظلت هذه الأماكن مستبعدة من أي خريطة حتى لا تتعرض للهجوم في حالات اندلاع نزاعات مسلحة. كما أن سكان هذه المناطق لم يُسجلوا في سجلات الإقامة أو الميلاد.
وأشار الكاتب إلى أن المنشآت النووية تسببت في تلويث الأراضي والأنهار والهواء والبحيرات، ورغم كثرة الحوادث لم يتم إجلاء السكان. ويوجد أيضا مدن مغلقة في بلدان أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة، تأسست خاصة أثناء مشروع مانهاتن، واليوم لم يتبق الكثير منها. ومن بين هذه المدن، واحدة بنيت من قبل الصين في صحراء جوبي وتسمى المنطقة 404، وربما يوجد عشرات المدن الأخرى في روسيا، بالإضافة إلى 44 منطقة تم الكشف عنها بالفعل.