من هو “ثعلب الجو السوري” الذي واجه الاحتلال في ثلاث بلدان!
محمد ك ابراهيم
فجأة توقفت إذاعة كيان الاحتلال عن بث برامجها لتعلن نبأ استهداف طيّار سوري يلقّب بـ “ثعلب الجو السوري” ، الرجل الذي أهان جبروت طائرات الاحتلال يدعى “فايز خليل منصور” .
قادماً من حي “الشاغور” الدمشقي نحو غرفة القيادة في الطائرات الحربية التي استقدمها سلاح الجو السوري من الاتحاد السوفييتي ، تدرّج “منصور” في الرتب العسكرية منذ التحاقه في عامه الحادي و العشرين بالقوات الجوية، وهو من مواليد 1932.
سافر نحو “مصر” حاملاً رتبة ملازم طيار ليتدرب على طائرات “ميج15” و تكون فاتحة بطولاته مشاركته في مساندة الطيران المصري بصد العدوان الثلاثي أمام الطائرات البريطانية و الفرنسية المتطورة .
حاول الالتحاق بالكلية الجوية السورية لكنه احتاج لشهادة ثانوية و حين أقعده المرض عن الامتحان لم يمنعه ذلك من تزوير شهادة اخته “فايزة” لتقديمها للكلية بكامل إصراره على الالتحاق بالكلية ليصبح ضابطاً طياراً . موقع سناك سوري.
اختبرت حرب حزيران 1967 قدراته القتالية بطائرته “سوخوي 22” التي اخترق فيها أجواء كيان الاحتلال و تمكّن من استهداف قاعدة “حيفا” و العودة بالطائرة إلى قواعدها سالمة ما جعله مؤهلاً لنيل رتبة قائد سرب .
إنجاز “منصور” الأبرز تمثّل في معركة “الهامة” عام 1970 حين أسقط 8 طائرات لقوات الاحتلال متحدياً الإصابة التي لحقت بطائرته في حين كان التلفزيون الألماني يعرض شهادات طيارين للعدو أصيبوا في المعركة أمام “منصور” !موقع سناك سوري
و عاد ليكمل في العام ذاته رحلته في مقارعة طيران الاحتلال حين شارك في معركة “العرقوب” فوق الأجواء اللبنانية في محاولة منه لفك الحصار عن كتيبة لبنانية حاصرتها قوات الاحتلال و ضرب رتلاً متقدماً لقوات الاحتلال و أسقط طائرة حربية من طراز “سكاي هوك ” وفق ما رصده سناك سوري في كتاب “د.فهد حجازي” “لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف” حيث يشير إلى أن سرباً من طائرات العدو من طراز “ميراج 22 ” لاحق طائرة “منصور” حتى أسقطها فوق “راشيا” اللبنانية ليفارق الطيّار السوري حياته في العام 1970 بعد أن واجه طائرات الاحتلال في سماء ثلاث بلدان عربية!.
قد لا يعرف الناس الذين يذكرون “ثانوية فايز منصور” في “البوكمال” كثيراً عن الطيار السوري الذي تحمل المدرسة اسمه إلا أن الاحتلال يعرفه جيداً و طائرات التحالف الدولي الذي تقوده “الولايات المتحدة” لم تخطئ هدفها حين دمّرت مدرسة “فايز منصور” لتزيل الاسم الذي واجه الاحتلال حتى الرمق الأخير!
وربما أيضاً لايعرف سكان دمشق أنهم يعبرون بشكل شبه يومي من طريق حيوي يخلد ذكراه ويحمل اسم “أوتستراد فايز منصور” لكنهم يتداولونه باسم “أوتستراد المزة”.