التجار يرفعون الأسعار قبيل شهر رمضان.. ووزير التموين يطالبهم بـ ’’التصدق‘‘ على المواطن!!
لا يخفى الزحام الشديد الذي تشهده الأسواق السورية بالتزامن مع اقتراب حلول شهر رمضان عن أعين المارة، إلا أن هذا الزحام ليس لشراء مستلزمات الشهر المبارك كما توقع كثيرون؛ وإنما للمشاهدة فقط.
فما إن اشتم التجار رائحة شهر رمضان حتى بادروا إلى رفع أسعار منتجاتهم وسلعهم، لتبدو معاناة المواطنين واضحة على الشارع السوري، الذي تختفي منه مظاهر البهجة والفرح باستقبال رمضان، بل عمّ الركود الأسواق وخلت المنازل من مستلزمات الشهر الكريم.
حيث قام التجار هذه السنة بحركة استباقية في معركتهم مع التموين، فرفعوا أسعار السلع الاستهلاكية قبيل اجتماعهم الأخير مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عاطف النجار، الذي أكدوا أمامه ” أنه ليس من المعقول أو المقبول أن يكون هناك أي ارتفاع للأسعار خلال شهر رمضان المبارك وموسم الأعياد سيما وان هناك وفرة بالمواد والالتزام بالأسعار التي كانت رائجة سابقاً”.
وتعهد أصحاب ووكلاء بعض الشركات الغذائية في اجتماعهم مع الوزير، أنهم سيطرحون منتجاتهم بأسعار مخفضة ولن يقوموا برفع سعر أي سلعة من منتجاتهم على الإطلاق خلال شهر رمضان المبارك والأعياد، وهذا ما خالف حقيقة الأسواق التي شهدت ارتفاعاً تدريجياً في الأسعار مؤخراً.
وفي جولة على بعض أسواق العاصمة دمشق، لرصد أسعار السلع الاستهلاكية، كان ارتفاع الأسعار للسلع الأكثر استهلاكاً في الشهر المبارك هو العنوان الأبرز للأسواق.
فقد شهدت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، بالإضافة لكل من بعض أصناف الخضار والفواكه، والمواد التموينية الرئيسية، ارتفاعاً في الأسعار بنسب متفاوتة.
“أنا أشاهد فقط، فما في جيبي لن يسمح لي بشراء أكثر من كيلو من الأرز”، بتلك الكلمات عبّرت حنان، التي لم تتجاوز من العمر الأربعين عاماً، عن أسباب وقوفها أمام متجر يبع المواد التموينية في سوق الشيخ محيي الدين بدمشق.
وفي حديثها لـ”بزنس 2 بزنس سورية” أكدت أنها تشعر بالصدمة تجاه الأسعار العالية، قائلة: ” لا أشعر بقدوم رمضان هذا العام؛ فقد غابت البهجة والسعادة عن أسرتي التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة بسبب الغلاء الشديد في الأسعار”.
وتساءلت حنان: “كيف نقضي شهر رمضان الذي ننتظره كل عام؟ فلا تكفي إمكانياتنا المادية أن نشتري لحوماً ودجاجاً سوى مرتين أو ثلاثة في الشهر على أقصى تقدير، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأرز والمكرونة وجميع السلع”.
اقرأ المزيد: في قسم اقتصاد
من جهة أخرى، أكد حسن (تاجر مواد غذائية) في حديثه لـ “بزنس 2 بزنس سورية، أن الإقبال على شراء مستلزمات رمضان انخفض بشكل كبير، مبيناً أن أجواء ومستلزمات الشهر الكريم باتت حكراً على الأغنياء فقط.
وأكد أن “الفقراء ومن يعانون من انخفاض دخولهم لا يشترون سوى كميات قليلة المواد الغذائية لتأمين قوت يومهم، فلم يعودوا يلجأون لـ “المونة” وتخزين المواد الغذائية قبيل شهر رمضان بسبب غلاء الأسعار”.
وبيّن أن “معظم التجار يعانون من ركود في بيع مستلزمات رمضان، فلا يوجد سحب كبير ولا يتمكنون من بيع البضاعة لجمع رأس المال وشراء بضاعة جديدة، لذلك يلجأ بعض التجار إلى حرق الأسعار؛ ليتمكنوا من جمع رأس مال البضاعة وشراء بضاعة ولو بكميات أقل”.
وكان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عماد النداف، قد دعا لأن يكون شهر رمضان شهر الصدقات والزكاة يتلمسها المواطنون من خلال وفرة المواد بالأسواق وبأسعار رخيصة والتصدي لحالات تذبذب الأسعار.
بزنس تو بزنس