آبل تجاوزت عصر “آيفون” بعائلة الأجهزة القابلة للارتداء
نشرت صحيفة “غارديان” البريطانية تقريرا أوضحت فيه، أنه في حال أرادت شركة “أبل” أن تُثبت للمشككين أن هناك مستقبلا أبعد من هواتف “آيفون”، فيمكن لمعاصم وآذان الملايين من المستخدمين تقديم الإجابة على هذه الشكوك.
وقالت الصحيفة إنه بعد مرور 12 سنة على إطلاق المنتج الذي يحمل توقيع ستيف جوبز، برزت أجهزة آبل القابلة للارتداء كعنصر مهم في الملف التعريفي لعملاقة التكنولوجيا، حيث مثّلت أكثر من ثلث المبيعات في الربع الأخير.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة “آبل”، تيم كوك، قد صرح خلال الأسبوع الماضي، أن المبيعات في قسم الأجهزة القابلة للارتداء، التي تضم منتجات “آبل ووتش” وسماعات الرأس اللاسلكية، ارتفعت بمعدل 30 بالمئة في الربع الأخير. وأضاف كوك أنه في حال انفصل هذا القسم وأصبح شركة قائمة بذاتها، فسيكون ضمن أفضل 200 شركة أميركية مدرجة في البورصة.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنظر إلى رد الفعل الأولي الباهت تجاه العديد من المنتجات، تعدّ الأخبار مُفاجئة على نحو خاص. فحين وصف أسطورة التصميم في آبل، السير جوناثان إيف، فكرته في البداية حول ساعة آبل الذكية، في سنة 2015، نظر إليها العديدون بعين الشكّ أو رفضوها؛ معتبرينها إكسسوارا متعلقا بالموضة. ووفقا لتقديرات المحللين، باعت آبل أكثر من 20 مليون ساعة خلال السنة الماضية فقط.
وقد انطبق الأمر ذاته على سماعات “إير بود”، وهي مجموعة سماعات الرأس اللاسلكية من آبل، التي تعرضت للرفض في بادئ الأمر باعتبارها وسيلة للتحايل من شأنها إثارة سخط المستخدمين الذين وضعوها في غير مكانها. ووفقا لبعض التقديرات، ستصل مبيعات هذه السنة إلى 60 مليون زوج من السماعات، وتبلغ 100 مليون بحلول 2021. أما شركة “تي أف إنترناشيونال سيكيوريتيز”، فقالت في تحليل لها، إن “هناك احتمالا كبيرا في أن يقتني المستخدمون القدامى لهواتف “آيفون” سماعات “إير بود” بدل شراء هواتف آي فون الجديدة”.
وذكرت الصحيفة أنه إذا دخلت أحد متاجر آبل، ستجد أن ساعة آبل الذكية معروضة في المقدمة بشكل بارز. تجدر الإشارة إلى أنه عند إطلاق أحدث جيل من الهواتف، أفاد العديد من العملاء أنهم حضروا من أجل الساعة وليس الهاتف. وفي المجموع، مثّل المزيج بين الأجهزة القابلة للارتداء والخدمات، على غرار الاشتراكات في خدمة “آبل ميوزك”، 29 بالمئة من إجمالي الإيرادات، في حين انخفضت النسبة التي تمثلها هواتف “آيفون” إلى 54 بالمئة من إجمالي المبيعات عن مستواها المعتاد الذي يمثل ثلثي المبيعات.
في الواقع، قد لا تصل آبل مطلقا إلى أعلى المستويات التي حققتها مع هاتف “آيفون”، لكن المحللين يشيرون إلى أن الأرقام الجديدة تؤكد حدوث تغيّر مهمّ وطويل المدى في الاستراتيجية. في هذا الصدد، قال تيم باغارين من “كرياتيف ستراتيجيز”، وهي شركة لتحليل التكنولوجيا في سان فرانسيسكو، “إننا نشهد تركيز شركة آبل بقوة على الساعات وسماعات “إير بود”، بالإضافة إلى خدماتها الجديدة من قبيل الموسيقى والألعاب، لسدّ الثغرات التي خلّفها تباطؤ مبيعات “آيفون”؛ نظرا لأن الطلب على الهواتف الذكية قد بلغ ذروته في جميع أنحاء العالم”.
وأوردت الصحيفة أنه في الوقت الذي ما زال لدى السوق العالمي، الذي يقدر بنحو 2.5 مليار هاتف ذكي، متسع لمزيد من المبيعات على حساب التحسينات، فاجأ نموّ أجهزة آبل القابلة للارتداء الكثيرين. في هذا السياق، قال باجارين: “نحن نعلم أنه متى ما دخل الناس إلى عالم آبل، فلن يغادروه”، في إشارة إلى ما يقدر بنحو 800 مليون إلى مليار شخص يستخدمون بالفعل أجهزة آبل، ويمثلون الأهداف الرئيسية لمنتجات الشركة القابلة للارتداء وخدماتها.
وأضاف باجارين أن “مفهوم آبل، الذي يبدو أنه يؤتي أكله، كان يتجسد في إضافة قيمة إلى عمل الشركة في مجال خدمات الموسيقى، من خلال سماعة رأس تعمل بالبلوتوث دون استخدام اليدين”، وقد سجلت هذه التقنية التي تعتمدها الشركة منذ القدم نجاحها مع أجهزة آي باد و”آيفون”، واليوم، مع ساعات آبل الذكية وسماعات “إير بود”.
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من سماعات “إير بود” وساعات آبل الذكية تستفيد من الأسواق الرئيسية، حيث تستهدف الساعة جيل الألفية الذي يرغب في مراقبة صحته والتمارين التي يمارسها، في حين تقدم سماعات “إير بود” الدعم لأعمال خدمات آبل، لا سيما خدمة “آبل ميوزك” سريعة النمو، التي بلغ عدد المشتركين فيها 28 مليون في الولايات المتحدة، مقابل 26 مليون مشترك في خدمة سبوتيفاي.
اشارة الى أن هناك خدمة البث المباشر المُنتظرة من آبل التي ستتنافس مع كل من نتفليكس وديزني وأمازون. وبالنسبة للساعة، فقد بدأت مبيعاتها في الصعود بمجرد أن تخلت آبل عن فكرة بيعها كجهاز فاخر، مُلغية إصدارها الذهبي الذي بلغت قيمته 10 آلاف دولار، ومركزة اهتمامها على نماذج أرخص.
وفي الختام، أفادت الصحيفة أن منتجات آبل القابلة للارتداء، هي التي تعمل على نحو متزايد على إبقاء الشركة على اتصال بالمستخدم، الذي بات بارعا في التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم.
المصدر: عربي 21