أوكرانيا تقوم بتدريب كوادر ومجموعات “داعش” للقيام بأعمال إرهابية في روسيا وأوروبا!
نشرت وسائل إعلام أجنبية تقارير تُثبِت تورط الحكومة الأوكرانية بتدريب مجموعات لـ”داعش” بهدف القيام بهجمات إرهابية في روسيا ودول أخرى!
حصل موقع “العهد” الإخباري على نسخة من تلك الوثائق التي تم تسريبها من النمسا، وبحسب المصدر تم فحص المستندات من قبل خبراء أدلة جنائية للتأكد من صحتها مع مراعاة الخصائص اللغوية والعناوين الواردة وأرقام الهواتف وأسماء الأشخاص المشار إليهم وغيرها من الأدلة التي لم تترك أي شك للخبراء في إثبات صحة تلك المستندات.
الوثائق المشار إليها هي عبارة عن رسائل من الإدارة العامة لشرطة منطقة “خاركوف” إلى قيادة الإدارة الحكومية الإقليمية بتواريخ حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر 2017 . الرسالة الأولى موجهة لنائب رئيس الإدارة الحكومية، يروي فيها نائب قائد الشرطة الوطنية لمنطقة خاركوف “غ. غوز” تفاصيل إنشاء معسكرات ميدانية لتدريب كوادر خاصة لما يسمى بـ “القطاع اليميني” و “أزوف” و ذلك في مكانٍ ناءٍ من منطقة كراسنوغرادسكي تم تجهيزه لتدريب 40 مقاتلاً في وقت واحد.
وتذكر الرسالة انه خلال كتابتها كان في المعسكر 20 متدرباً بين رجل وإمرأة تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 40 عاماً يجري تدريبهم على وسائل البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية وكذلك على إستعمال أنواع الأسلحة النارية كبنادق الصيد الآلية “بومب أكشن وأسلحة القنص” المنتشرة بين العامة من الناس في المناطق الحدودية مع روسيا وغيرها من وسائل قتال حرب العصابات. و تُثبِت الرسالة مشاركة مدربين من سوريا و لبنان ذوي خبرات إدارة وقيادة أعمال قتالية عالية حصلوا عليها في سوريا، يقومون بالمشاركة في تأهيل كوادر إرهابية ضمن صيغة تعاون بين ” داعش” و الحكومة الأوكرانية!
وتشير التقارير إلى أنه من ربيع 2016 إلى آب/أغسطس 2017، تم تدريب أكثر من 600 مقاتل في المعسكرات الأوكرانية المذكورة، توجه منهم 50 مقاتل إلى تركيا وأُرسِلَ 80 إرهابياً منهم إلى عدد من دول الإتحاد الأوروبي وعاد 140 منهم إلى جبهات ومحاور قتالية في منطقة الشرق الأوسط.
وبعملية حسابية بسيطة يبقى 300 عنصراً إرهابياً إتضح أنهم أُرسِلوا إلى المناطق الحدودية مع روسيا، وتشير المعلومات المتوفرة إلى أنه تم تلقينهم روايات مفبركة وتزويدهم بوثائق ثبوتية مزورة في حال الإعتقال كي يظهروا على انهم ضباط روس متمردون يريدون الإنتقام من القيادة الروسية التي خيبت آمالهم ومستعدين للثأر من ممثلي السلطات الروسية في أية بقعة وفي أي دولة من دول العالم.
وترى القوى الأمنية الروسية في ذلك خطراً على الأمن القومي الروسي وكذلك على المدنيين في المناطق الحدودية المحاذية لأوكرانيا، وتعتبره ناقوسَ خطرٍ يهدد أوروبا التي لم ترقَ لمستوى التعاون المطلوب في مكافحة الإرهاب. فبحسب تلك الوثائق الأوكرانية المسربة فقط يوجد 80 إرهابياً متدرباً على مستوى عالٍ من الخبرات القتالية والأمنية إنضموا لمجموعات وخلايا المتطرفين في أوروبا. ويبدو أن هذه التسريبات هي القسم الأعلى من جبل الجليد العائم. فالمخطط يقضي بدمجهم مع المهاجرين المقيمين في عدد من الدول على شكل خلايا نائمة.
المفارقة تأتي في كون هؤلاء يتم تحضيرهم وتدريبهم في دولة تتوق للإنضمام للإتحاد الأوروبي وفي نفس الوقت تقدم الدعم والخبرات لتلك المجموعات الإرهابية على مستوى حكومي رسمي وذلك يشكل تهديداً مباشراً للدول الأوروبية. فالثابت أن الحكومة الأوكرانية توفر لهؤلاء المتطرفين وثائق هويات ثبوتية وجوازات سفر وأرقام سيارات من دونها لا يمكن لهم العبور إلى أوروبا والتواجد فيها بشكل طبيعي مستفيدين من نظام العبور والإنتقال دون تأشيرات. فهل هذا هو الإندماج ؟أم هنا يطُرح التكامل مع الإتحاد الأوروبي الذي تدعو إليه الحكومات الأوكرانية منذ خمس سنوات وحتى اليوم؟
وهل تدرك الدول الأوروبية هذه المخاطر خصوصاً عندما تُقَدِّم الدعم و المساعدات المالية لأوكرانيا بأوامر أميركية؟
ما زالت أوكرانيا تُستَغَل من قبل الإدارة الأميركية والدول الغربية التي تدور في الفلك الأميركي كوسيلة إبتزاز واستنزاف لروسيا ويبدو أن المخطط تجاوز الحدود الروسية ليشكل خطراً على الأمن والسلم الدوليين.
وإليكم ترجمة إحدى الوثائق المسربة:
بناءً على طلبك ، نعلمك أنه في الوقت الحالي، أنشأ المكتب معسكرًا ميدانيًا واحدًا لتدريب “المتخصصين” على عدد أعضاء القطاع الصحيح و “Azov”.
يقع المخيم في منطقة كراسنوغرادسكي مع ما يصل إلى 40 شخصًا للتدريب المتزامن، المسافة من أقرب مستوطنة ـ ما يصل إلى 6 كم.
مسار المتخصصين شهرين.
في الوقت الراهن يتواجد في المعسكر 20 متدرباً ( رجل و إمرأة من عمر 17 حتى 40 سنة). و يتم تدريب الضباط الصف بشكل أساسي على المواد التالية: البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية، التدريبات العسكرية، الرماية تحديداً من أسلحة وبنادق الصيد، المتوفرة والمنتشرة بيد السكان المحليين في المناطق الروسية الحدودية المحاذية، كما يعمل المتدربون على أعمال التخريب التفخيخ الهندسية التي يدرسها لهم مدربون أجانب ( أعلمناكم بهم سابقاً). في الوقت القريب من المقرر وصول خبراء مدربون من سوريا و لبنان سيقومون بتأهيل المتدربين. المدربون الخبراء من سوريا و لبنان لديهم خبرة قتالية ميدانية كبيرة ( خبرة في إدارة الأعمال القتالية على الأرض السورية) و بعد إنهاء الدراسة سيقومون بقيادة مجموعات جديدة. بهدف التمويه على هويات أعضاء المجموعات و المدربين يمنع عليهم إستخدام الهواتف الخلوية على أرض المعسكر. الخبراء يرتدون أقنعة خاصة عليها أرقام محددة و أسماء رديفة.
ولكل ضابط صف يتم نسج رواية مدنية متماهية مع مهاراته، المتخصصون يقدمون أنفسهم على أنهم ضباط القوات المسلحة الروسية غير راضيين عن سياسة السلطات الروسية ومصممون على الإنتقام من ممثلي السلطات الروسية على أرض أية دولة. والرواية الخاصة بكل فرد غير مثبتة بالوثائق و لكنها بالحد الأقصى تنطبق على الواقع.
العهد