ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
“مؤسسة هاريتاج” تثني على سياسة “الديبلوماسية المسلحة” للإدارة نحو إيران التي أضحت “أشد عزلة من السابق،” لا سيما في الشق العسكري بإرسال مجموعة سفن وحاملات طائرات للمنطقة. و”معهد واشنطن” يعترض على الدعوات المتكررة للسياسيين الأميركيين بوقف دعم واشنطن للمجهود الحربي السعودي في اليمن، معتبراً ذاك الخيار “هو الأقل فاعلية لوقف القتال.
إيران والولايات المتحدة
أثنت “مؤسسة هاريتاج” على سياسة “الديبلوماسية المسلحة” للإدارة نحو إيران التي أضحت “أشد عزلة من السابق،” لا سيما في الشق العسكري بإرسال مجموعة سفن وحاملات طائرات للمنطقة “لأن (اميركا) تستطيع” القيام بذلك، والتواجد العسكري المكثف هو في سياق “استمرارية صراع العين بالعين بين البيت الأبيض والنظام في طهران”. وأضافت أن إدارة الرئيس ترامب “لا تكن ثقة بالاتفاق النووي الذي وفر لطهران سيولة مالية وإعفاء من العقوبات مقابل قيود واهية” على برنامجها النووي. وأوضحت أن جذر الأزمة مع طهران يتمثل في “.. سعيها لاستخدام الساحة السورية كممر استراتيجي يهدد بقاء إسرائيل”.
في تغطية متوازية لـ”مؤسسة هاريتاج”، اعتبرت أن الرئيس ترامب أوفى بوعوده “لممارسة أقصى حد للضغوط” على إيران تجلت في “إعلان وزير الخارجية مايك بومبيو عن ادراج حرس الثورة الإسلامية كمنظمة إرهابية؛ وعدم تجديد اعفاءات استيراد النفط الايراني لثماني دول”.
ما بعد “دولة الخلافة”
أصدر “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” تقريراً يعالج فيه جملة العوامل المتداخلة التي تؤسس “للعصيان المدني وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.. لكل دولة على حدة”. وأوضح أنه نظراً لطبيعة المنطقة “التي تضم مزيجاً متنوعاً من الهويات ودول مختلفة من الجيران، وفي أغلب الأحيان اختلافات رئيسة في الانتماءات العرقية والإقليمية والقبلية والطائفية.. مما يضعها عرضة للتطرف والإرهاب، وتعسير مهمة تحديد العوامل بدقة”. واعتبر المركز أن الغالبية الساحقة من السكان في تلك المنطقة “مسلمون يعانون من سلسلة تحديات وقضايا على صعيد البنى المدنية هناك والتي قد تؤدي إلى اندلاع اضطرابات سياسية والتطرف والإرهاب والصراعات المحلية”، والتي تطرقت لها “تقارير الأمم المتحدة الخاصة بعوامل التنمية العربية.. بالإضافة لعدد كبير من الدراسات الأكاديمية والتقارير الاستخباراتية”، كما أردف. وخلص بالقول إن تلك العوامل التي وردت في تقريره “تشكل دليلاً عملياً لما آلت إليه الأوضاع في دول مثل سوريا والعراق واللتان نالتا مرتبة الدول الفاشلة؛ ودول بغالبية إسلامية أخرى خارج المنطقة مثل أفغانستان والصومال”.
تنظيم الإخوان
ناقض “معهد كارنيغي” نداءات بعض المسؤولين الأميركيين لإعلان “تنظيم الإخوان المسلمين مجموعة إرهابية.. لما يشكله من تقويض للجهود المستمرة بضمان سلامة الأميركيين من آفة الإرهاب”. واستطرد المعهد أن “الإخوان لا ينطبق عليهم التعريف القانوني كمنظمة إرهابية أجنبية، بل ليس هناك من دليل قاطع لاستخدام التنظيم وسيلة العنف لتحقيق مآرب سياسية، كما أنه لم يستهدف الأميركيين عن قصد”. أما فروع التنظيم الأخرى “والتي تستخدم العنف كحماس وحسم ولواء الثورة قد تم إدراجها على لائحة المنظمات الإرهابية”. وحذر المعهد بأن مضي البعض في أدراج “تنظيم الإخوان المسلمين بشكل أوسع سيحرم الولايات المتحدة من الأدوات التي تمكنها من تعقب تلك المجموعات؛ وسينجم عنه أزمات ديبلوماسية متسلسلة نظراً لعضويته في البرلمانات وحتى الحكومات في عدد من الدول”. وخص المعهد تنظيم الإخوان في مصر الذي إن “تم إدراجه سيؤدي للإضرار بالمصالح الأميركية” في المنطقة.
اليمن
اعترض “معهد واشنطن” على الدعوات المتكررة للسياسيين الأميركيين بوقف دعم واشنطن للمجهود الحربي السعودي في اليمن، معتبراً ذاك الخيار “هو الأقل فاعلية لوقف القتال.. وما يشكله أيضاً من مضاعفات على المصالح الأميركية؛ بل أن الانسحاب السعودي من اليمن (أن تم) سيشجع الحوثيين وداعميهم الإيرانيين” على عدم التكيف مع وقف اطلاق النار “وتحقيق إنجاز عسكري.” وعلل موقفه بأن صيغة التسوية التفاوضية “قد تنهي الحرب في وقت مبكر؛ لكن الأطراف المعنية لا توافق على ذلك إلى أن تصل إلى حالة من الجمود العسكري (داعياً) لتضمين التسوية ترتيبات لتقاسم السلطة بحيث تمنح جميع الفصائل سلطة سياسية وفوائد اقتصادية بما يتناسب مع وزنها الديموغرافي.” والحل الوحيد في عرف المعهد هو “زيادة الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية وتمكينه من السيطرة على الحديدة (ومينائها) وتسخير النفوذ الناجم عن ذلك لفرض صيغة على الطرفين لانهاء القتال وتوقيع اتفاق لتقاسم السلطة.”
تركيا
أعرب “معهد واشنطن” عن ثقته بفوز الرئيس اردوغان وحزبه في جولة أعادة الانتخابات في اسطنبول مستنداً إلى الفارق النسبي البسيط بين مرشح حزب الشعب الفائز، أكرم إمام أوغلو، ومرشح حزب العدالة، بن علي يلدريم، لا تتجاوز 1% من الأصوات. أما “إمام أوغلو فهو يواجه معركة يتعذر عليه الفوز بها لأن اردوغان ل يألو جهدا سواء من النواحي القانونية او السياسية او الديبلوماسية لضمان انتصار مرشحه.. خاصة وأنه يسيطر على ما يقرب من 90% من وسائل الإعلام في البلاد؛ وقد يعلق العمل ببعض الحريات الديموقراطية لقلب موازين القوى لصالح مرشحه”. واضاف بالقول انه في حالة عدم وثوق اردوغان من الفوز “فقد يلغي الجولة المقبلة في 23 حزيران كلياً.. وقراره (في 6 أيار/مايو) وتداعياته المقبلة قد تشوّه مؤسسات البلاد وتعيدها إلى عام 1946” الذي شهد انتخابات متعددة الأحزاب لأول مرة.
الصين
أعرب “معهد كارنيغي” عن قلقه من النفوذ الصيني المتنامي في الشرق الأوسط “عبر التنمية الاقتصادية والالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية” لدول المنطقة؛ واعتقاد بكين أنها قادرة على “تعزيز علاقاتها مع دول متناحرة واقرب للحرب فيما بينها”. وأوضح أن تلك الفرضية (عدم التدخل) على الأرجح “ستثبت سطحيتها خاصة حين يؤكد حلفاء الولايات المتحدة هناك على مصالحهم الخاصة.” وأضاف نقلاً عن ندوة عقدها المعهد النظير في بكين حول الشرق الأوسط أن لدى النخب السياسية والفكرية الصينية “قناعة بأن بلادهم تستطيع تجاوز التورط السياسي باصرارها على مشاريع للتنمية من طهران لتل أبيب”، معتبراً أن تلك الرؤيا التجارية “لا يمكنها الصمود والديمومة في منطقة يتعذر علاجها؛ بل تخاطر بكين بمستقبل استثماراتها وتفتح فرصاً جديدة أمام الولايات المتحدة”.
الميادين