عبد الباري عطوان: تحضروا للحرب الأمريكيّة الإيرانيّة الكُبرى!
رأى الإعلامي عبد الباري عطوان أن المنطقة تتجه الى تصعيد خطير, وفي مقال له في موقع رأي اليوم, قال عطوان أن إطلاق الحوثيين لطائرات مُسيّرة مُلغّمة هي تطوّر خطير في مسار الصراع، لأنّها اصابت أهدافها بدقّةٍ مُتناهيةٍ، وضربت أهدافًا اقتصاديّةً استراتيجيّةً، وأثارت قلق مُعظم العاملين في قِطاع النّفط داخِل المملكة وخارجها، لأنّها خلقت بلبلة في أسواق النفط العالميّة، ورفعت الأسعار بأكثر من 1 بالمِئة، وأغلقت خط الأنابيب السعوديّ المعروف بـ”بترولاين” الذي ينقُل النّفط الخام السعوديّ (1.6 مليون برميل) من منابِعه في الشرق قُرب الخليج إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر غربًا.
وبحسب عطوان, فإن خُطورة هذه الضّربة يُمكن حصرها في عدّة نُقاط أساسيّة:
أوّلًا: ان هذه الضّربة جاءت بعد يومين من تعرّض أربع ناقلات نفط عِملاقة لعمليّات تخريب قُبالة ميناء الفُجيرة في خليج عُمان.
ثانيًا: أن هذه الطّائرات الحوثيّة المُسيّرة كشفت عن قُدرات تدميريّة دقيقة للغاية، فالأهداف التي قصفتها تبعُد عن الحُدود اليمنيّة أكثر من 1000 كم، فكيف قطعت كُل هذه المسافة دون أن يتم رصدها أو اكتشافها، بالتّالي إسقاطها.
ثالثًا: ثمن الطائرة الواحدة من هذا النّوع من الطّائرات لا يزيد عن 300 دولار بينما يصِل ثمن صاروخ “الباتريوت” الذي يعتبر الوحيد القادر على إسقاطها حواليّ 4 ملايين دولار إن لم يكُن أكثر، وقد يحتاج الأمر إلى إطلاق أكثر من صاروخ، حسب آراء بعض الخُبراء العسكريّين الذين اتّصلنا بهم.
رابعًا: المملكة العربيّة السعوديّة أنفقت مِئات المِليارات من الدّولارات لشِراء أسلحة مُتطوّرة، ولكن تبيّن من خِلال قراءة ما بين سُطور هذه الهجمة أنّ خصمها على قِلّة إمكانيّاته استطاع تطوير بدائل رخيصة تعجز الرادارات الحديثة والمُتطوّرة عن كشفِها وإسقاطها.
خامسًا: مصدر عسكري حوثي قال لـ”رأي اليوم” إنّ حركته تملك القُدرة على إطلاق عشرات الطّائرات المُسيّرة دفعةً واحدةً وفي اللّحظة نفسها، سيكون من الصّعب اكتشافها وإسقاطها، ويُمكن أن يتم استخدامها لقصف أهداف أخرى داخل السعوديّة وخارِجها ستكون العُنصر الأهم في المُفاجأة القادمة، دون أن يُحدّد.
نحن أمام فصلٍ جديدٍ، أو بالأحرى، فصل تمهيديّ لمعركة النّفط وآمداداته القادمة.
ولا يُمكن الفصل بين غارات الطّائرات المُسيّرة هذه، ومُهاجمة ناقلات النُفط من قبلها من حيث رفع درجة السّخونة في الصّراع الإيرانيّ الأمريكيّ، وربُما تكون طائرات “الدورنز” هذه مُجرّد “بروفة” لظُهور أسلحة ومَعدّات أخرى إذا ما اندلعت شرارة المُواجهة الكُبرى، فإيران لها أذرع ضاربة قويُة مُنتشرة ابتداءً من مضيق هرمز مُرورًا بالضاحية الجنوبيّة في لبنان، والحشد الشعبيّ في العِراق، وانتهاءً بفصائل المُقاومة في قِطاع غزّة.
وأضاف عطوان: الرسالة التي حملتها طائرات “الدرونز” الحوثيّة السّبع إلى أمريكا وحُلفائها تقول إنّ إيران ربّما لن تكون مُحتاجةً لإغلاق مضيق هرمز، أو حتّى استخدام صواريخها لقصف ناقلات النّفط، فهُناك من هو قادر على القِيام بهذه المَهمّة وتعطيل المِلاحة الدوليّة بطائرات مُسيّرة لا تزيد قيمتها عن 300 دولار للواحدة، ويعلم الله ما تُخفيه “كُهوف” صعدا، شمال اليمن من مُفاجآتٍ أُخرى.
جون ابي زيد الجنرال السابق في الجيش الأمريكي، والسفير الحالي لبلاده في الرياض أدلى بتصريحٍ أمس يرسُم ملامح الخطّة الأمريكيّة العسكريّة المُتوقّعة عندما قال “نحن بحاجةٍ لإجراء تحقيق في العمليّة التخريبيّة التي تعرّضت لها النّاقلات في ميناء الفُجيرة لنعرف ما حدث ثم نأتي بالرّد المعقول، ربّما لا يصِل إلى حد الحرب”، هذا يعني أمرًا واحدًا، وهو توجيه ضربات جويّة أو صاروخيّة وشيكة لإيران، خاصّةً بعد اتّهامها من قبل مُتحدّث باسم وزارة الدفاع الأمريكيّة بأنّها تقِف خلف هُجوم الفُجيرة، فمتى انتظرت أمريكا نتائج التّحقيقات؟
أيّ ضربة تستهدف إيران، محدودة أو مُوسّعة، قد تفتح أبواب الجحيم على أمريكا وحُلفائها العرب في المِنطقة.. والأيّام بيننا.
رأي اليوم بتصرف