أميركا وإيران على طريق المواجهة: حدث سيخلط الأوراق.. ولعبة “خطيرة”!
حذّرت صحيفة “الإيكونوميست” البريطانية من أنّ الولايات المتحدة الأميركية وإيران أصبحتا على مسار تصادمي، منطلقةً من إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ إيران ستعلّق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي بعد إرسال الولايات المتحدة الأميركية حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ إسرائيل درست بشكل صريح الخيار العسكري الأحادي الجانب ضد إيران، إلاّ أنّها عدلت عن الفكرة بضغط أميركي؛ علماً أنّ مستشار الأمن القومي، جون بولتون، يُعتبر من بين الشخصيات البارزة التي تؤمن باستخدام الضغط الاقتصادي لإسقاط النظام الإيراني من جهة، وباللجوء إلى الخيار العسكري الأميركي (أو الإسرائيلي) لضرب البرنامج النووي، إذ اقتضت الحاجة، من جهة ثانية.
وتابعت الصحيفة بأنّ طريقة التعاطي الديبلوماسية مع إيران في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما هدفت إلى كسر هذه الحلقة التي كان من شأنها أن تؤدي إلى امتلاك إيران قنبلة نووية أو إلى ضرب إيران، معتبرةً أنّ الاتفاق النووي أبطأ برنامج إيران النووي.
في المقابل، أوضحت الصحيفة أنّ منتقدي هذا القرار يقولون إنّه وضع قيوداً مؤقتة على إيران، من دون يمنعها من تطوير برنامجها الصاروخي، ومكّنها من بسط نفوذها في الشرق الأوسط عبر رفع جزء من العقوبات الاقتصادية، لا سيما في العراق وسوريا واليمن، ومن تمويل مجموعات متحالفة معها مثل “حزب الله” في لبنان، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة أنّ قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي أوشك على “قتل الاتفاق”، منبّهةً من أنّ الجهود الأوروبية الرامية إلى “إبقائه في غرفة الإنعاش” تفشل.
وبالعودة إلى روحاني، الذي يتعرّض لضغوط من جهة المعارضين للاتفاق النووي بدوره، رأت الصحيفة في تصريحاته محاولة للفصل بين الأوروبيين والأميركيين، محذرةً من أنّ الاستراتيجية التي يتبعها “خطيرة”.
وعلى الرغم من اعتبار الصحيفة أن خطر اتجاه إيران إلى تنفيذ تهديداتها والتحرّك عسكرياً في وجه الولايات المتحدة انخفض بعدما هدأت نيران حرب العراق، استدركت بأنّ خطر تنفيذ المجموعات المدعومة إيرانياً هجمات ضد الولايات المتحدة الأميركية قد يكون بمثابة الحجة التي يريد أن يتذرّع بها مسؤولون أميركيون مثل بولتون من أجل تبرير القيام بحملة عسكرية. في المقابل، استبعدت الصحيفة أنّ يكون ترامب وروحاني يرغبان في خوض حرب، محذرةً في الوقت نفسه من تأثير المتشددين الإيرانيين والمتشددين الأميركيين البارز.
المصدر:The Economist