الخميس , نوفمبر 21 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

فوائد أميركا من إغلاق مضیق هرمز

فوائد أميركا من إغلاق مضیق هرمز

دینا دخل الله

قد تقدم طهران على إغلاق مضیق هرمز رداً على العقوبات والضغط الأميركي الذي وصل حداً غیر مسبوق.
ستكون إیران مضطرة لذلك دفاعاً عن مصالحها وضغطاً معاكساً لتخفیف الحصار، لكن السؤال المطروح هو: هل هدف ترامب من زیادة الضغط على إیران هو أن تقوم طهران بإغلاق المضیق؟ وماذا تستفید أميركا إذا تم إغلاق هرمز؟ التجربة المعاصرة تقدم لنا الجواب.
في بدایة السبعینات واجه الدولار أزمة مستعصیة بسبب ربط سعره بالذهب بمقدار ثابت أقره عام ١٩٤٥ صندوق النقد الدولي، وبسبب المصروفات الأميركیة الضخمة على حرب فیتنام التي أثارها الرئیس ليندون جونسون في الستینات، أدت هذه المصروفات إلى طباعة أوراق نقدیة من الدولار دون تغطیة ذهبیة لأن الذهب الموجود في خزائن أميركا لم یكن كافیاً، وحل الرئیس الجمهوري ریتشارد نیكسون هذه الأزمة عبر إجراءین، الأول فك ارتباط الدولار بالذهب من طرف واحد، بمعنى الخروج من اتفاق بریتون وودز (صندوق النقد الدولي)، أما الإجراء الثاني فهو الأخطر. عمل نیكسون على ابتزاز العالم بالحصول على دولارات حقیقیة منه تسهم في تغطیة الدولار الورقي، وكان الحل هو في رفع سعر النفط أضعافاً مضاعفة كي یدفع المستهلكون في العالم كله زیادات في سعر النفط لصالح الخزینة الأميركیة التي تسیطر على أرامكو وعلى نفط الخلیج عموماً.
حرب تشرین التحریریة عام ١٩٧٣ ضد إسرائیل كانت فرصة ذهبیة لأميركا، فأوعز نیكسون إلى أتباعه في الخلیج بمنع النفط عن العالم بذریعة الدعم السیاسي لجهود سوریة ومصر الحربیة.
نجحت الخطة وارتفع سعر النفط أضعافاً مضاعفة، وظهرت ملیارات مما یسمى البترودولار ملأت الخزینة الأميركیة وعوضت جزءاً كبیراً من العطاء الذهبي للدولار، والسعودیة من جانبها حصلت على جزء من هذا المال المسحوب من جیب المستهلكین في العالم ومولت الحرب الوهابیة في أنحاء العالم كلها، والیوم تشعر أميركا بمشكلة في الحصول على الدولار الحقیقي، أي المغطى بقیمة حقیقیة.
الاستقراض من الدول الأخرى عبر بیع سندات الخزینة الأميركیة لم یعد كافیاً، لا بد من سیل جدید لدولارات حقیقیة ناتجة عن ارتفاع كبیر في سعر النفط. الطریق إلى ذلك هو إيذاء إیران حتى تضطر لإغلاق هرمز، أما الإعلام الأميركي وبیانات وزیر الخارجیة مايك بومبیو فستستمر في الهجوم على طهران التي تؤذي العالم بتصرفاتها عندما تغلق المضیق، وقد تقوم أميركا بفتح المضیق عنوة عبر عملیة سریعة فتظهر أنها تدافع عن العالم بینما تكون قد ملأت خزائنها من البترودولار الجدید.
الوطن