الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

بعضها ساخر وبعضها أشبه بحكمة.. عبارات يرددها السوريون.. ما مصدرها؟

بعضها ساخر وبعضها أشبه بحكمة.. عبارات يرددها السوريون.. ما مصدرها؟

نرددها ونسمعها وتتناقلها الألسن والأجيال، وفي أحيان كثيرة لا نعرف مصدرها بالضبط، وربما تضيع مع الأيام فكرة “من قالها لأول مرة؟”، لنكتشف بالصدفة أن بعضها يعود إلى مشهد حفر في ذاكرة جيل، واستعمل في مواقف مناسبة، فبقيت ملازمة لقاموسه اليومي.

“ايه دنيا”، جملة نقولها حين نريد ختام حديث يتضمن موقفاً تفرضه الحياة اليومية بتفاصيلها، وتعود بالأساس إلى مسلسل “حكايا الليل” للكاتب السوري محمد الماغوط، والذي حقق نجاحاً وشهرة كبيرين عند عرضه للمرة الأولى على شاشة التلفزيون السوري عام 1972، كما أعيد عرضه مرات عديدة خلال العقود اللاحقة.

ويقوم مسلسل “حكايا الليل”، على حلقات منفصلة تروي كل واحدة منها قصة مستقلة، تدور جميعها في حي شعبي دمشقي، ويجمع فيما بينها شخصية الحارس الليلي (محمد خير حلواني) الذي يخاطب الكاميرا في نهاية كل حلقة بعبارة التعجب من الدنيا وأحوالها التي باتت علامة مسجلة للمسلسل “ايــــــه دنيا !”.

“إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب أن نعرف ماذا في البرازيل”

في عام 1972 قدم الثنائي “دريد ونهاد” عملهما التلفزيوني الأشهر “صح النوم”، و الذي أدى فيه الفنان نهاد قلعي شخصية حسني البورظان، الصحفي الذي تقع في غرامه”فطوم حيص بيص”، صاحبة أوتيل “صح النوم”.

في حين يلعب دريد لحام دور “غوار الطوشة” موظف الأوتيل والعاشق الغيور، الذي يحاول الإيقاع بين فطوم وحسني، في هذا المسلسل اشتهر حسني بجملته التي ظل يرددها طوال المسلسل كلما حاول الشروع بكتابة مقاله الذي لا ينتهي : “إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب أن نعرف ماذا في البرازيل”.

“أنفي لا يخطئ “، عبارة أخرى اشتهرت من مسلسل “صح النوم”، اشتهر بها الفنان عبد اللطيف فتحي الذي أدى دور “بدري أبو كلبشة”، رئيس المخفر المتذاكي و المدعي و الذي يفشل دائماً في منع غوار من القيام بمقالبه، أبو كلبشة اشتهر بجملة : “أنفي لا يخطئ” التي كان يستخدمها مدعياً امتلاكه لحس أمني، يجعله قادراً على اشتمام رائحة الجرائم قبل وقوعها.

“ألف حبل مشنقة ولا يقولوا أبو عمر خاين يا خديجة”، خلال حرب الاستنزاف التي تلت حرب تشرين الأول أكتوبر عام 1974 ظهر الفيلم التلفزيوني “عواء الذئب” للمخرج شكيب غنام الذي لعب فيه الفنان صلاح قصاص دور “أبو عمر” المتهم بجريمة قتل والفار من وجه العدالة.

وخلال اختبائه في الجبل يقع بين يدي أبو عمر طيار “إسرائيلي” (رضوان عقيلي)، يدعي الطيار بداية أنه طيار سوري ثم يعرض على أبو عمر بعد أن يكتشف أمره مبلغاً كبيراً من المال لقاء أن يساعده في الوصول إلى الحدود.

لكن أبو عمر يرفض، و يقوم بتسليمه و تسليم نفسه إلى الشرطة، غير عابئ بحبل المشنقة الذي ينتظره، وحين تطلق زوجته خديجة صرخة الحزن والألم يخاطبها بجملته الشهيرة : “ألف حبل مشنقة ولا يقولوا أبو عمر خاين يا خديجة”.

ولازالت جملة أبو عمر الشهيرة متداولة على لسان السوريين، خاصة بعد سنوات الحرب وكثرة الخيانات التي شهدتها سوريا، وقبول بعض مدعي الوطنية خيانة بلدهم بالسر والعلن.

“الله وكيلك يا أبي مو ناقصنا إلا شوية كرامة بس”

يعود محمد الماغوط مرة أخرى ليفرض عباراته التي لا تنسى، ففي عام 1979، قدم الفنان دريد لحام، مسرحيته الانتقادية السياسية الشهيرة، “كاسك يا وطن”، أيضا للكاتب محمد الماغوط، وفي أحد المشاهد يدخل غوار في حوار مع روح والده الشهيد الذي يسأل ابنه عن حاله، فيجيبه بالجملة التي حفرت في ذاكرة كل من شاهد المسرحية “الله وكيلك يا ابي مو ناقصنا إلا شوية كرامة بس”.

“جووووووووول لسوريا”، رددها وغناها وتغنى بهى السوريون على امتداد سوريا، هي عبارة ارتبطت باسم الإعلامي الراحل “عدنان بوظو”، التي كان يطلقها مدوية على طريقة معلقي أميركا الجنوبية، مع كل هدف يسجله منتخب سوريا الوطني لكرة القدم في إحدى مبارياته الدولية.

ولايمكن نسيان عبارة “فتأمل يرعاك الله”، التي كان ينهي بها الإعلامي الدكتور ” محمد توفيق البجيرمي”، برنامجه الذي يعرفه غالبية السوريين، إن لم نقل جميعهم، “طرائف من العالم”، والذي بدأ بتقديمه منذ ثمانينات القرن الماضي، على شاشة التلفزيون السوري، ويجمع فيه أطرف الأخبار والنوادر من كل أنحاء العالم.

وفي إحدى لوحات مسلسل “مرايا 88” للفنان ياسر العظمة، تدور القصة حول أحد المغتربين وزوجته، اللذين يعودان من بلاد المهجر لزيارة أرض الوطن، ويدور حديث بينهم وبين صديقهم (ياسر العظمة) حول الفرق بين الغرب و بلادنا، و عند كل قصة يرويها الزوجان عن تجربتهم في الغرب يرد ياسر العظمة بسخرية “متل عنا فرد شكل”، لتصبح عبارته متداولة.

نوع آخر من العبارات يرددها السوريون من قبيل السخرية، ومنها “ندمان يا ابني ؟؟ .. ندمان يا سيدي ندمان”، وتعود إلى البرنامج الشهير” الشرطة في خدمة الشعب”، الذي قُدّم في تسعينات القرن الماضي، وكان المذيع علاء الدين الأيوبي، يلتقي فيه مرتكبي الجرائم والسرقات، ويختم ندمان؟ فيأتي الجواب دائماً: ندمان يا سيدي”.

ومثلها تأتي “نزلي ياه لعند المساعد جميل”، حيث أنه ولعقود طويلة قدمت إذاعة دمشق المسلسل الإذاعي “حكم العدالة”، الذي اعتاد السوريون أن يتابعوه فيما يشبه الطقس الاجتماعي في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر كل يوم ثلاثاء.

و شخصية المساعد جميل في هذا المسلسل هي شخصية مساعد الشرطة المكلف بإيقاع التعنيف الجسدي بالمتهمين حتى يعترفوا بجرائمهم، لذلك كان المستمع يفهم ضمناً ما يعنيه المحقق حين يقول عن المتهم “نزلي ياه لعند المساعد جميل”.

وفي المشهد الأخير من الحلقة الأخيرة لمسلسل “يوميات مدير عام”، أطلق الفنان أيمن زيدان كلمة “عوجا”، بعد أن اكتشف أن كل ما قام به من محاولات لإصلاح الوضع باءت بالفشل، ودخلت الكلمة قاموس السوريين، وباتوا يرددونها تعبيراً عن اعوجاج الأوضاع وصعوبة إصلاحها.

وجاءت عبارة “شكلين ما بحكي”، على لسان عكيد الحارة في مسلسل باب الحارة، ليتداولها السوريون بسخرية، للدلالة على تشبث الرجل بكلمته وعدم عودته عنها مهما كانت الظروف، وهي صفات عرفت عن الرجال في زمن سابق كأحد أفعال الرجولة.

ولابد من المرور على الجملة المحببة” إذا حكى الواح بتقولو الواح حكى، وإذا ما حكى الواح بتقولو ما حكى الواح، وشو بدو يحكي الواح تايحكي”، والتي تلقفها المشاهدون من مسلسل “ضيعة ضايعة”، إلى جانب جمل أخرى ، مثل “بهالايام ما حا لحى وما حا بحب حا”، والتي جاءت على لسان شخصياته التي أحبها السوريون.

يذكر أن الإنتاج الفني السوري، من مسلسلات ومسرحيات وبرامج، يزخر بجمل مشابهة، اكتسبت شهرة استمرت عقود، وعلقت بذاكرة الناس، لتصبح جزءاً من تراثها الاجتماعي الحي .

تلفزيون الخبر