«ذا هيل»: الرئيس الأسد انتصر وعلى ترامب الخروج من سورية
اعتبر موقع «ذا هيل» الأميركي المتخصص في شؤون الكونغرس أن الرئيس بشار الأسد كسب الحرب، ويجب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يخرج من سورية، ويفسح المجال للأكراد ليتفاوضوا مباشرة مع الدولة والتوصل لاتفاق معها.
ونشر الموقع الأميركي، مقالاً للباحث المتخصص في الشؤون الدفاعية دانيال ديبيترس، أشار فيه بحسب ما ذكر موقع «عربي 21» الإلكتروني القطري الداعم للمعارضة، إلى أنه «في 1 أيار الجاري قامت مجموعة دراسة نظمها الكونغرس بإرسال تقريرها المبدئي لقائد الأكثرية في مجلس الشيوخ متتش ماكونيل (جمهوري عن ولاية كينتاكي)، حددت فيه الخطوط العريضة للاستنتاجات التي توصلت إليها والخيارات السياسية».
وأشار ديبيترس إلى أن ذلك يأتي «في الوقت الذي يناورون فيه بتعليق انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سورية، إلى زيادة الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام، فكان التقرير بشكل عام دعوة لزيادة التدخل الأميركي في الحرب».
ولفت ديبيترس إلى أن «المشاركين في المجموعة يطالبون أميركا بأن تضاعف جهودها، وتحول الانتصار ضد تنظيم داعش إلى فشل، فهم يريدون إبقاء القوات الأميركية مرتبطة في سورية إلى أجل غير محدد، وتحويل مهمتها إلى بناء الدولة، والحفاظ على السلام بين القوات التركية والأكراد، وهذا كله مع بناء حكومة سورية بديلة من الصفر تحت رعاية أميركية».
ونوه ديبيترس إلى أن «هناك نحو 400 عضو كونغرس في المجلسين يتعاطفون مع طرح التقرير، وفي 20 أيار تم إرسال رسالة للرئيس ترامب، مستخدمة تعابير طنانة خاصة بواشنطن، مثل (القيادة) و(الحزم)؛ لتشجيع ما يمكن تفسيره على أنه تورط طويل الأمد لأميركا في سورية وتحويل لمهمتها».
ورأى الباحث أن هذه الرسالة تمثل «الكلام الفارغ» الذي يتداوله دعاة التدخل منذ بداية الحرب على سورية عام 2011، وقال: «الأمل هو أن يقوم الرئيس بإلقاء هذه الرسائل في سلة القمامة».
وأشار إلى أن «النظام السوري كان خصماً لأميركا قبل الحرب والقصف، وغالباً ما سيبقى خصماً لها بعد نهاية الحرب»، وبين أن «من يعارضون انسحاب القوات الأميركية سيحاولون استخدام ألعاب الخطابة كلها، مدعين أن مثل تلك المغادرة اعتقاد (خاطئ) بتحقيق الأهداف».
وقال: «يجب علينا ألا نخدع أنفسنا بالنسبة لسورية، فهي دولة سيئة، وسيبقى الجهاديون المحليون، الذين لديهم مظالمهم الخاصة، في الأراضي السورية لزمن طويل، وسنسمع أخباراً عن تفجيرات انتحارية، وإطلاق نار، وكمائن ضد المدنيين والقوات الكردية مع الجيش السوري لسنوات، بالإضافة إلى أن الحكومة السورية ستبقى معتمدة على روسيا وإيران، كما فعلت لعقود».
ورأى ديبيترس أن «احتمال أن تتحقق جهود أميركا في مكافحة الإرهاب أكبر من خلال سياسات أكثر فعالية، والطريقة لحماية الشعب الأميركي ليست بالدخول في انتشار عسكري لا نهاية له واحتمالات نجاحه ضئيلة، وبإمكان أميركا مراقبة الإرهابيين واستهدافهم في أنحاء العالم كله، دون وجود قوات أرضية دائمة، كما تستطيع أميركا رعاية علاقات تبادل الاستخبارات بين أميركا وشركاء في المنطقة، التي أبطلت في السابق العديد من المخططات».
وذهب الباحث إلى أنه «مع أن واشنطن لا تعترف بذلك، إلا أن (الرئيس) بشار الأسد كسب الحرب، وإيران وروسيا هما صاحبتا المشكلة السورية، فلماذا على أميركا أن تتحمل العبء بدلاً منهما؟».
وأضاف: «يجب على ترامب أن يتبع حدسه الأصلي ويخرج من سورية، وبدلاً من منع الأكراد السوريين من التوصل إلى حلول خاصة بهم، فإنه يجب على أميركا أن تفسح المجال للأكراد ليتفاوضوا مباشرة مع النظام، والتوصل إلى اتفاق معه».
الوطن