عطارو البزورية يروجون للسحر والشعوذة ’سحلية بعين واحد‘ و’شعرة من رأس فأر‘ .. لجلب الحبيب وفتح النصيب
تماثيل.. جماجم .. جلود مجففة .. عظام لحيوانات زاحفة وريش لطيور وهياكل عظمية، أماكن تعبق برائحة الجلد العفن، تحت مسمى “محلات عطارة” كل ما يحتاجه السحر والشعوذة متواجد هناك.
يعتاش أصحاب تلك المحلات على إيمان البعض بالسحر والشعوذة لاسيما في ظروف دفعت الكثيرين إلى البحث عن حلول لمشكلاتهم في عالم آخر، بعيداً عن واقع لا يقدرون على مواجهته بشكل مباشر.
ارتبط السحر بالإنسان عبر التاريخ ارتباطاً وثيقاً، حتى أصبح عند البعض معتقداً هاماً وطقساً له ترانيمه الخاصة، الحرب اليوم زادت من التعلق فيه واعتباره المنقذ في ظل ظروف صعبة.
“جلب الحبيب”
خطوات قليلة تختصر مسيرة الشعوذة الطويلة في سوق “البزورية” أحد أشهر أسواق دمشق، “هاشتاغ سوريا” التقى عدد من الباعين هناك.. مئات الألاف لقاء “جلب الحبيب” أو فك السحر عن الزوج، الأعضاء التناسلية للسحلية تجلب الحبيب بمبلغ قدره 100 ألف ليرة سورية، وثمن قطعة صغيرة من جلد التمساح 70 ألف ليرة سورية، بينما القطعة الصغيرة من جلد الغزال بـ 80 ألف ليرة ، وقوقعة السلحفاة “التي تحمي المنزل من العين” بـ 50 ألف ليرة، وهناك العديد من المواد الأخرى التي تستخدم في السحر منها “الحردون” بعين واحدة، و شعرة فأرة شايبة، والعديد من المواد الأخرى التي تختص كل واحدة فيه بعلاج موضوع معين!
السحر الأسود
يقول أحد العاملين في السحر لـ”هاشتاغ سوريا” : إن أخطر الأنواع هو السحر الأسود والسفلي ولا يمكن لأي شخص عادي القيام به، فهذا النوع من السحر والشعوذة له مداخل وطقوس خاصة به، ويعمل لتسليط الجن السفلي على المسحور باستخدام طلاسم وعبارات تكتب على شيء من “أثر المسحور” كقطعة من ثيابه مثلا، ومن ثم تحرق وتنفخ في الهواء، أو يكتب حجاب خاص له، ويوضع في مكان قريب من “المسحور” فإما يدفن أو يعلق، أو يوضع في الفراش أو الوسادة أو يتم حل السحر في مياه ووضعه في الطعام.
السيدات أولا
من يلجأ الى السحرة والمشعوذين انسان ذو شخصية هشة يفتقر الى النضج العاطفي والعقلاني والفكري، هذا ما أكده الدكتور النفسي “جلال شربا” لـ “هاشتاغ سوريا” لافتاً إلى أنه يومياً يصادف مرضى لجأوا إلى السحر قبل الطبيب النفسي و حسب قوله يعود ذلك إلى العادات التي يتبعها المجتمع و التهيئة الفكرية والثقافية، لأسباب تتعلق بحل مشكلات عائلية، أو صحية، أو لتحقيق مكاسب وظيفية من خلال تسليط الأرواح واستخدام الطلاسم من كتب ومخطوطات مجهولة المصدر، ويدعم هذا الشيء الاعتقادات الدينية التي توارثوها، وتكثر هذه الحالات عند السيدات و بالأخص في مرحلة المراهقة.
بدوره أوضح حفار القبور “أبو محمد” لـ”هاشتاغ سوريا”: أن نسبة النساء اللواتي يزرن المقبرة أكثر من الرجال حيث يضعن السحر إما على شكل صورة أو ورقة كتب عليها بعض الكلمات غير المفهومة، أو “بيضة” كتب عليها كلمات كثيرة و يتم دفن هذه الأدوات، وأغلب الحالات التي يستخدم فيها السحر إما للطلاق أو لجلب الحبيب، وأكد “أبو محمد” أنه اكتشف عدة مرات وجود نساء يقمن بدفن السحر وحاول أن يمنعهن، منوهاً: أنه يتم التخلص من السحر الموجود عن طريق وضعه بالماء ثم رميه بماء جارية.
الحد من الظاهرة
تفاقمت ظاهرة السحر بكثرة في مناطق مختلفة من سوريا خلال سنوات الأزمة التي تشهدها البلاد منذ عام 2011، ولعل انتشار هذه الظواهر السلبية لدى الأفراد لا سيما الشباب تضع المجتمع السوري بجميع مؤسساته أمام مشاكل نفسية واجتماعية كثيرة قد تحتاج في بعض الأحيان إلى معالجة بشكل جدي من قبل المختصين بعلم الاجتماع والنفس، كما أنها بحاجة الى تدخل المسؤولين والقائمين على المراكز الشبابية لوضع برامج وخطط تحد من هذه الظاهرة.
هاشتاغ سوريا_فلك القوتلي
اقرأ المزيد في قسم الاخبار