عروض العيد في سورية بدأت.. ركود مخيف بسبب إرتفاع الأسعار
تنشط الاسواق في العشر الاخير من شهر رمضان بعد الافطار الى ما بعد منتصف الليل، وتمتد حتى ليلة يوم العيد ، في عرف يخالف قانون اغلاق الاسواق في ساعة محددة ، الا ان هذه الفترة تبدأ الاسواق بالازدحام بعد العاشرة ليلا عامرة بالمحبة والفرجة .
موقع بزنس 2 بزنس جال في اسواق دمشق الحديثة والقديمة خلال هذه الفترة، واطلع على حركة الاسواق التي لا تخفي محاولة التجار الاستفادة من هذه الفترة من الموسم لبيع كميات كبيرة من البضائع، ومحاولة تعويض خسائر ماضية، والتخلص من بعض البضاعة الكاسدة من مواسم سابقة وتمويل شراء حاجيات الموسم القادم .
في سوق الصالحية انتشر عدد كبير من الشباب يطلبون من الزبون فقط الدخول الى المحل ورؤية البضائع الجديدة والموديلات الحديثة، وكأن مهمتهم فقط جلب الزبائن وفي داخل المحل هناك من يتولى اسلوب الاقناع والبيع ، لهجة الشباب واصرارهم على زيارة محلاتهم على الواجهة او في القبو جديدة ، وتحمل الاصرار على البيع بأي وسيلة كانت .
وفي سوق الطلياني فرشت بعض الفتيات الاجانب على الرصيف منتاجتهن من الألبسة الأجنبية، وتتفاوضن مع الزبائن على سعر القطعة، ومحاولة الزبون تخفيض 500 ليرة من سعرها، وقال طالب الماجستير حبيب دعكور لبزنس 2 بزنس ..”اتجول مع زميلي في السوق.. نبحث عن بلوزه لقطة حتى نشتريها.. طلبت منا البائعة 3500 ليرة سورية ثمنها واشتريتها ب2500 ليرة.. ثمنها مناسب قياسا بأسعار الاسواق” .
وفي شارع الحمرا الازدحام كعادته وأكثر، وعروض العيد تتصدر واجهات المحلات محاولة اغراء الزبائن، تأخذ اشكالا واساليب متعددة، ويحاول التجار اضفاء البهجة على التسوق خلال شهر رمضان المبارك لكن النتائج تكون في أيدي المتسوقين، حيث تكاد تخلو ايديهم من حمل الاكياس، ومظاهر عدم الرغبة في الشراء تبدو على سلوكهم، حيث لا يديرون اي اهتمام الى اي عروض تطرح عليهم أو الى من ينادي القطعة بألف ليرة.
في سوق الشعلان تشتعل الاسعار ، ومحاولة التجار نشر الاعلانات الصارخة عن تكسير الاسعار، وعروض العيد، والتنزيلات حتى ولو في غير وقتها لا تجذب اصحاب الدخل المحدود، ومن يجرؤ على التسوق في هذا الشارع من يحمل في حقيبته أكثر من رزمة من الاموال من فئة الألفي ليرة، حيث ثمن طقم للاطفال لا أقل من 12 الف ليرة سورية، وبلوزة رجالية لا اقل من 9 الاف ليرة، والحقيبة النسائية أكثر من عشرة الاف ليرة .
في سوق الحميدية أجواء رمضان تطفو على الشارع المزدحم، واصوات الباعة تعلو بالعروض، وبعض المتسوقين تقلب البضائع المعروضة، وتحدم على المناقشة في اسعارها ،والبيع قد يكون في حده الادنى ، والسبب بحسب مدقق الحسابات في احدى الشركات الخاصة غدير عيسى حمود ان توقيت العيد جاء في نهاية الشهر وفي موسم المونة وكون الراتب وتدني القدرة الشرائية للمواطن جعلت الاسواق في ركود مخيف.
وما يجمع بين هذه الاسواق بحسب ملاحظة بزنس 2 بزنس هو احدى المتسولات التي تقوم بالتسول صباحا في سوق الحميدية وفي الليل في الشعلان، حانية ظهرها وحافظة لأسطوانة الدعاء للمواطنين تنطقها بشكل سليم وأسلوب منمق وبطريقة لا ارادية، تجمع من خلالها الأموال أكثر من مبيع 5 محلات في اليوم الواحد في هذه الاسواق .
اقرأ أيضا: أسعار المراوح تشتعل بـ«لهيب الصيف»… والسورية للتجارة تطرح عروضها
الركود الموجود في الاسواق منذ فترة ليست بقليلة نتيجة ارتفاع الاسعار التي لها مبرراتها، وضعف القدرة الشرائية لدى أصحاب الدخل المحدود، وانتشار الفقر والتعتير والتهجير، له منعكسات سلبية وخطيرة على الاقتصاد السوري قد تكون بعيدة كل البعد عن حسابات الحكومة لكنها تحمل الحاجة القصوى للدراسة وايجاد الحلول .