أبواب دمشق السبعة التي مرَّ عبرها التاريخ.. تعرفوا اليها
“كيسان”، “شرقي”، “توما”، “الصغير”، “الجابية”، “الفراديس”، “الفرج”، هذه أسماء أبواب دمشق السبعة التي يمتلك كل منها تاريخاً حافلاً، مرت منها جيوش وخرجت أخرى، لتصبح هذه الأبواب حُرَّاساً لعاصمة الشمس وكل منها يُشير إلى كوكب مرصود له.
“باب كيسان” ما زالت صورة زُحل عليه حتى الآن، بينما خربت رموز الكواكب على الأبواب الأخرى، يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى “كيسان” مولى معاوية بن أبي سفيان بحسب ما ذكر ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق.
عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد يزيد بن أبي سفيان، وفي عهد نور الدين الزنكي تم سد الباب لأسباب دفاعية، وفي العهد المملوكي عام 765هـ/1363م أعيد فتح الباب من قبل الأمير |سيف الدين منكلي بغا| الذي أعاد ترميمه وبنا داخله مسجداً، وفي زمن الاحتلال الفرنسي لسوريا عام 1925م تم إعادة ترميم الباب، وفي عام 1939م أنشئ داخله كنيسة القدّيس بولس الرسول.
الباب الشرقي رممه السلطان نور الدين الزنكي عام 1154م عبرته جيوش المسلمين أثناء دخول دمشق بعد حصارها واستسلام أهلها. يرمز هذا الباب للشمس، ويقع في الجهة الشرقية من المدينة القديمة, بناه الرومان ونسبوه إلى الشمس, صمم هذا الباب بثلاث فتحات، في الوسط بوابة كبيرة وعلى جانبيها بوابتان أصغر حجماً ويتصل بباب الجابية عبر الشارع المستقيم.
سمي بهذا الاسم لكونه يقع شرق المدينة، ومنه دخل خالد بن الوليد وجرت عنده معارك كبيرة, ومن هذا الباب عبر قائد الجيش العباسي “عبد الله بن علي” عند قدومه لدمشق عام 132هـ, ومنه أيضاً دخل الملك نور الدين الزنكي عام 549هـ/1154م ثم قام بترميمه مع بقية أبواب دمشق وسورها وبنى عليه مئذنة ومسجداً صغيراً.
باب توما يرمز إلى كوكب الزهرة، ويقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة، وبعد انتشار المسيحية قام الرومان بتسمية الباب على اسم القديس توما الرسول أحد تلاميذ السيد المسيح عليه السلام، وعلى إحدى حجارة الباب نقش بالحروف اليونانية وهذا يعطي إشارة لاحتمال بناء الباب الأصلي من قبل اليونان قبل أن يقوم الرومان بإعادة بنائه.
دخل منه القائد العربي “شرحبيل بن حسنة” وجرت عنده معارك, ومن أبرز الترميمات التي طالت الباب ترميم الملك الناصر داوود بن عيسى في زمن الدولة الأيوبية عام 625 هـ/ 1228م، ومن ثم الترميم المملوكي من قبل نائب دمشق آنذاك تنكز عام 734 هـ/1333م.
باب الصغير يرمز للمشتري، ويقع في الجهة الجنوبية من المدينة القديمة، أعاد بناءه الملك نور الدين الشهيد عام 1156م وقام بتجديده الملك عيسى بن أبي بكر الأيوبي عام 1226م، دخل منه القائد يزيد بن أبي سفيان شقيق الخليفة معاوية بن أبي سفيان, وفي عهد نور الدين رمم الباب وأقيم عنده مسجد ومئذنة وباشورة.
من هذا الباب اقتحم التتار دمشق بقيادة تيمورلنك عام 803هـ/1401م في العهد المملوكي, وقد سمي الباب بهذا الاسم لأنه أصغر أبواب المدينة .
باب الجابية أتت شهرته مع الباب الشرقي من عبور جيوش المسلمين منهما بقيادة خالد ابن الوليد وعبيدة بن الجراح لتحرير دمشق، وكان هذا الباب مؤلفاً من ثلاث فتحات، لم يبق منها إلا الفتحة الجنوبية.
ويرمز هذا الباب للمريخ، ويقع في الجهة الغربية من المدينة القديمة, والغالب أن سبب تسميته هو تلّ الجابية بمنطقة حوران لأن الخارج منه يصل إليها، بينما ينسب بعض العامة الباب إلى امرأة صالحة تدعى “السيدة جابية”.
باب الفراديس، أعيد إنشاؤه وترميمه في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1241م، مغمور الآن بالكتل السكنية والأسواق التجارية، يرمز لعطارد، ويقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة، ويعود سبب تسميته إلى محلّة كانت قبالته خارج السور تسمى الفراديس، ويُطلق العامة على هذا الباب اسم باب العمارة نسبة للحي الموجود فيه، وهو مصفح بالحديد ليومنا هذا, وعليه نقش كتابي غير واضح المعالم.
عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد عمرو بن العاص، وفي عهد نور الدين رمم الباب والسور المحيط به وربما كان المسجد الموجود عنده من عهد نور الدين الذي بنا مسجداً ومئذنة عند أغلب الأبواب، ومن أبرز الترميمات التي طالت الباب والسور المحيط به ترميم الملك الصالح نجم الدين أيوب في زمن الدولة الأيوبية عام 639 هـ/ 1241م.
باب الفرج من الأبواب العربية المحدثة، يسمى اليوم باب المناخلية، وهو مزدوج أقامه الملك نور الدين محمود، ورممه الملك الصالح إسماعيل عام 1241م، محاط حالياً بالأسواق التجارية، ويقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة وهو باب أنشأهُ السلطان نور الدين الشهيد وسماه بهذا الاسم لما وجده أهل البلد من الفرج بعد فتح الباب.
وعندما قام السلطان نور الدين بتوسيع سور المدينة بين باب الفرج وباب الفراديس ودفعه ليكون محاذياً للنهر، أدى ذلك لإنشاء باب آخر على السور الجديد مقابل باب الفرج الأصلي الداخلي وهو باب الفرج الخارجي، كما أقام عند الباب مسجداً وباشورة، رمم الباب الداخلي في العهد الأيوبي أيام الملك الصالح إسماعيل عام 639هـ/1242م كما رمم الباب الخارجي في العهد المملوكي، وآخر ترميم للباب الخارجي كان عام 1948م.
تلفزيون الخبر
اقرأ المزيد في أخبار ساخنة