السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

مذكرات طبيب شرعي.. الطريق الى جسر الشغور: تفاصيل لأجل التاريخ

مذكرات طبيب شرعي.. الطريق الى جسر الشغور: تفاصيل لأجل التاريخ

يروي الطبيب الشرعي زاهر حجو بعض مما خزنته ذاكرته في عمله خلال سنوات الحرب، ويسجل عبر حسابه الشخصي على فيسبوك بعض تفاصيل رحلته للكشف على جثامين عناصر الحملة الذين استشهدوا وهم في طريقهم لفك الحصار عن زملائهم في مفرزة الأمن العسكري في جسر الشغور، وكانت تلك الحادثة واحدة من شواهد كثيرة على كذب مزاعم “سلمية” ثورة قادها قتله ومتطرفون بداية العام 2011.

يكتب حجو: “بعد ان انهيت محادثتي مع مدير الصحة، بدأت افكر بهذه المهمة المحفوفة بالمخاطر ولكنها الضرورية والحاسمة، يجب على الناس ان يعرفوا ماذا يحدث، ويجب فضح وتعرية تلك السلمية الكاذبة، وعلى الفور عادت بي الذاكرة الى يوم ٥_٦_٢٠١١ وماحدث فيه من مجزرة رهيبة ومروعة.

ويضيف: “في ذاك اليوم خرج مايفوق ال١٠٠ عنصر من الشرطة والامن في محاولة لفك الحصار عن مفرزة الامن العسكري ،التي كانت تقاتل ببسالة وبطولة فريدة، ولكن ضمن معركة خاسرة سلفا، حيث يفوق عدد الارهابين باضعاف اعداد المدافعين، والاهم ان موقع المفرزة لايسمح بالدفاع، حيث تقع في مكان منخفض جدا وتحيط بها تلال يشغلها المسلحون المتلهفون للقتل والتنكيل.

ويشير إلى أن القوة المتجهة لفك الحصار وقعت بكمين محكم في منطقة (اورم الجوز) واستشهد جميع عناصرها وانتهى بهم الحال الى جثث في مشرحة الطب الشرعي، يقول: “كان المنظر مروعا ، ومن الصعب تصديقه ووصفه، ولم تكن مشرحتنا الصغيرة تستوعب هذا العدد الهائل من الشهداء، شرعت على الفور بفحص الجثامين وتدوين ملاحظاتي: كان اللافت للنظر ان معظم الشهداء قد قضوا نتيجة اصاباتهم برصاص قناص في منطقة القلب والرأس،وباحترافية عالية ومن مسافة بعيدة.

يتابع الطبيب الـ شرعي: “كنت برفقة قاضي التحقيق الاول بادلب(والذي استشهد وتم اعدامه عند احتلال ادلب عام ٢٠١٥) وفوجئ عندما قررت تشريح بعض الجثامين،وبدا عليه التوتر وسألني بصوت خافت:لماذا التشريح في هذا الوقت والوضع لايسمح لكثرة الضحايا وضيق المكان..!!.

اقرأ أيضا: إدلب.. من أجّل “المعركة الشاملة” وما علاقة تل ابيب؟!

رائحة الدماء هي الطاغية، واصوات (الهواتف المحمولة) للشهداء ما زالت ترن: في محاولة من ذويهم للاطمئنان عليهم ولكن وقعها على اذني اشبه بموسيقا جنائزية ممزوجة بعويل ونحيب ليس ذويهم فقط وانما وطن كامل يبكي ابطاله، نظرت الى القاضي الذي كانت علامات التآثر واضحة وجلية عليه واجبته دون تردد وبثقة تامة: أشرح لأجل الحقيقة حاليا و التاريخ مستقبلا.

عن صفحة الطبيب الشرعي زاهر حجو