مركز دراسات أمريكي: المصالح الروسية التركية في سوريا على المحك
كشف مركز “جيوبوليتيكال فيوتشرز” الأمريكي أنّ المصالح التركية الروسية في سوريا ما تزال متناقضة، على الرغم من تعاونهما في قضايا أخرى.
واستند المركز على تحليل نشره للباحث، زايدر سنايدر، جاء فيه أنّ؛ الهجوم الذي شنه مقاتلون من الجبهة الوطنية للتحرير، وهو تحالف للفصائل السورية المدعومة من تركيا، على القوات الخاصة الروسية المتمركزة في محافظة حماة، يعد أكثر من مجرد حدث في معارك الحرب الأخيرة في سوريا، وله آثار أوسع على العلاقات بين تركيا وروسيا والولايات المتحدة.
وبحسب التحليل فإنّ تفاصيل الهجوم لا تزال نادرة. وأشار التقرير أنّ فريق الاستخبارات عن الصراع باللغة الروسية أكد أنّ الهجوم وقع على بعد 7.5 كيلومترات من المكان الذي تنشط فيه القوات الروسية الخاصة.
كما لفت سنايدر في تحليله إلى أن الهجوم يأتي في الوقت الذي تشن فيه قوات الجيش السوري بدعم جوي روسي، هجومًا محدودًا على المحافظات الشمالية الغربية في سوريا، وأن هجمة الجبهة الوطنية للتحرير لم تستهدف الجيش السوري او الوحدات السورية المدعومة من روسيا ولكنها استهدفت القوات الروسية نفسها.
ووفقا لسنايدر، فإن هذا الهجوم يمكن أن يعني بضعة أشياء:
أن تركيا التي كانت طرفاً فعالاً في تشكيل الجبهة قد بدأت تفقد السيطرة عليها، وقد قامت إحدى وحدات جبهة التحرير الوطني بهذا الهجوم منفردة.
ومن المحتمل أيضًا أن تكون تركيا قد أجازت الهجوم، أو على الأقل لم توقفه، في محاولة للضغط على روسيا لإقناع السوريين على التراجع عن هجومهم.
وأوضح أنه على الرغم من صعوبة ترجيح أي من هذين التفسيرين، فإن أيًا منهما سيكون له عواقب تمتد إلى ما هو أبعد من سوريا.
مردفاً أنه إذا فقدت تركيا السيطرة على بعض المجموعات الفرعية في شمال غرب سوريا، فسيكون من الصعب على تركيا وروسيا العمل سويًا للتوصل إلى حل لعمليات التفجير الأخيرة.
إﻻ أن الباحث يعود فيستبعد احتمال دعم تركيا لهذه الهجوم، ويقول إن لدى تركيا عددا من المصالح في محافظتي إدلب وحماة، وربما كان أكثرها إلحاحا هو منع التدفق الجماعي للاجئين عبر الحدود إلى تركيا والذي قد ينجم عن هجوم بري واسع النطاق. كما أن مركز ثقل تركيا في مواجهة روسيا هو الحفاظ على موقعها كقوة وسيط في إدلب.
ويشير إلى أن هناك تقارير في الأسبوع الماضي تحدثت عن إعادة تزويد تركيا لحلفائها في المعارضة في الشمال الغربي بالسلاح من أجل صد هجوم الجيش السوري، ولذلك فمن الصعب أن نتخيل أن تركيا ستفقد نفوذها على أي من هذه المجموعات إذا زادت إمداداتها من الأسلحة إليهم.
ويضيف إلى ذلك أن تركيا لا تريد تخريب العلاقة مع روسيا نظرا لأنها ستتسلم بعد بضعة أسابيع فقط منظومة الصواريخ الروسية إس 400 التي وترت علاقات أنقرة مع واشنطن ودفعت الأخيرة إلى قرار بمنع تسليم تركيا مقاتلات إف 35.
مستدركاً أنه ربما كانت لدى تركيا خطة احتياطية يمكن الاعتماد عليها. فما زال الحوار مستمرا بين تركيا والولايات المتحدة حول بدائل إس 400 ، لذلك من الممكن أن يكون الطرفان قد توصلا إلى نوع من التوافق يطلق يد تركيا لمواجهة القوات البرية الروسية بقوة أكبر.
وهذا يعني المزيد من الأخبار السيئة بالنسبة لروسيا التي كانت تأمل في أن تلحق مزيدا من الضرر بالعلاقات الضعيفة بين أنقرة وواشنطن.وخلص سنايدر في ختام تحليله إلى أن الهجوم على القوات الروسية الخاصة
وعلى الرغم من التغطية المتفائلة لتحسين العلاقات بين تركيا وروسيا ﻻيزال هناك تضارب في المصالح بينهما، بما فيها الملف السوري. وحتى لو تمكن البلدان من التعاون في أنظمة الطاقة والسلاح، فإنهما يظلان عالقين في الحرب في شمال غرب سوريا.
ترك برس
اقرأ المزيد في قسم الاخبار