عبد الباري عطوان: 7 أسباب تُؤكّد عدم وجود صفقة روسية مع أمريكا واسرائيل في سورية
رأى الصحفي عبد الباري عطوان في مقال له حول التسريبات التي تم تداولها إعلامياً خلال الأيام القليلة الماضية عن وجود صفقة روسية أمريكية إسرائيلية لاخراج إيران من سوريا مقابل الاعتراف الدولي بشرعية الرئيس الأسد, أن هذه التسريبات بعيدة عن الواقع لسبعة أسباب هي:
أوّلًا: أنّ روسيا التي حسمت الحرب في سورية تقريبًا لصالحها وحُلفائها لا يُمكن أن تتورّط في أيّ مُخطّط إسرائيلي أمريكي لتبديد هذه الإنجازات والتورّط في صفقةٍ لإخراج القوات الإيرانيّة، لأنّها ليست هي التي استدعت هذه القوّات، ولا هي السلطة التي أضفت الشرعيّة على وجودها، والقوُات الإيرانيّة وحُلفاؤها (حزب الله) وصلت إلى سورية بدعوةٍ من الحُكومة السوريّة وقبل وصول القوّات الروسيّة بعامين على الأقل.
ثانيًا: أيّ صفقة ثلاثيّة أمريكيّة روسيّة إسرائيليّة، إذا صح وجودها، سيكون مصيرها الفشل مِثل مصير نظيرتها “صفقة القرن” الأمريكيّة الإسرائيليّة، ولا نعتقد أنّ روسيا التي باتت تملك اليد العُليا في سورية، ومُعظم منطقة الشرق الأوسط، يُمكن أن تكون شريكًا في هذا الفشل، لأنها ليست مُضطرّة، ولأنُ رئيسها فلاديمير بوتين أدهى من أن يقع في هذه المِصيدة.
ثالثًا: الولايات المتحدة وإسرائيل ومعهما أكثر من 65 دولة (مجموعة أصدقاء سورية)، بشكلٍ مباشر أو غير مُباشر، حاربوا ثماني سنوات في سورية، وضخّوا أكثر من 90 مليار دولار، وجنّدوا مِئات الآلاف من المُقاتلين، ومع ذلك فشِلوا في تغيير النظام السوري، ولذلك فإنّ اعتراف أمريكا من عدمه بهذا النّظام ليس له أيّ قيمة فِعليّة.
رابعًا: أمريكا وإسرائيل مرعوبتان من تنامي الدّور الإيراني، السياسي والعسكري، في منطقة الشرق الأوسط، ويقفان على حافّة حرب مع طِهران، ويُريدان إغراء روسيا ببعض العُروض لمُساعدتهما من الخُروج من هذا المأزق، وتبديد هذا القلق، ولا نعتقِد أنّهما في ظِل موقفهما المُرتبك، سيجِدان أيّ تجاوب.
خامسًا: إيران حليف قوي لروسيا، وباتت تُصنّف كقوّة إقليميّة عُظمى، وتلعب دور الشريك مع موسكو لرسم مُستقبل آمن ومُستقر في سورية، خاصّةً أنّهما خاضا الحرب ضد الإرهاب في خندقٍ واحد، وهذا ما يُفسّر قول فيرشينين، نائب وزير الخارجيّة الروسي، لوكالة “سبوتنيك” “إننا نعمل من أجل تحقيق الاستقرار والتسوية في سورية والمِنطقة برمّتها، على أساس احترام سيادة جميع بُلدان المِنطقة واستقلالها ووحدة أراضيها لذلك نحن لا نقبل أيّ صفقات”.
سادسًا: إنّ هذا المُؤتمر الثلاثي الذي سيُشارك فيه جون بويتون (أمريكا)، ونيكولاس باتروشيف (روسيا)، ومائير بن شابات (إسرائيل)، يأتي في إطار الحرب النفسيّة الإعلاميّة لزرع بُذور الفِتنة والشّك بين الأطراف المُنتصرة في سورية، وإحداث بلبلة المقصود منها نسف التّحالف القوي بين إيران وسورية من ناحيةٍ والحليف الروسي من النّاحية الأُخرى.
سابعًا: القوّات، أو المُستشارون العسكريّون، لم يكونوا موجودين على الأراضي السوريّة قبل بدء المُؤامرة الأمريكيّة المدعومة عربيًّا وإسرائيليًّا لتدمير سورية، وتغيير نظامها، وضرب وحدتيها الديمغرافيّة والجغرافيّة، وتفتيتها إلى كِيانات على أُسس عرقيّة وطائفيّة، وبعد الهزيمة الكاملة لهذه المُؤامرة، واستعادة الجيش العربي السوري لسيادة الدولة السوريّة على كُل الأراضي، وعودة الأمن والاستقرار، فمن الطّبيعي أن ينتهي دور هذه القوّات الإيرانيّة، وتعود إلى بلادها مُنتصرةً بعد انتهاء مَهمّتها.
رأي اليوم بتصرف