الثلاثاء , نوفمبر 26 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

وصايا الإرهابيين العشر!

وصايا الإرهابيين العشر!

تُشير الدراسات الامنيّة، إلى أنّ تنظيم داعش دأب منذ وقتٍ طويلٍ، على استخدام مواقع التواصل الإجتماعي، والإنتشار عالميّاً من خلالها عبر ما يزيد عن 90 ألف صفحة موزّعة بين “فايسبوك” و”تويتر”، وغيرها من التطبيقات باللغة العربية، بالإضافة الى حوالي 40 ألف صفحة تُنشر بلغات أخرى، ممّا يُسهّل قدرات التنظيم على تجنيد عناصرٍ جددٍ له بشكلٍ مستمرّ.

يَظنّ البعض، أنّ إستراتيجيّة “الذئب المنفرد” وُلدت مع “داعش”، الا أنّ العمل الفكري هذا بدأ مع تنظيم “القاعدة” أولاً، ثم تبناه “داعش”. إذ إقتبس أساما بن لادن قواعد الإشتباك الفرديّة تلك، بدأً من العام 1990 من طريقة عمل العنصريين الأميركيين “ألكس كيرتس” و”توم متذغر”، حين شكّلا في حينه ما يُعرف اليوم بالخلايا الفردية والصغيرة، بغية العمل بسريّة تامّة، بدلاً من العمل كمنظمات كبيرة.

ومنذ ذلك العام، ظهرت في الولايات المتحدة مجموعات لتنفيذ هجمات عنصرية للقبض على غير البيض بكلّ الوسائل المتاحة، والترويج للاغتيالات.

إلّا أنّ إستراتيجيّة الخلايا الصغيرة تطوّر عملها مع تنظيم القاعدة في العراق، حيث دمج بن لادن بين عمل الخلية الصغيرة وطريقة عمل الجواسيس المنفردة، فنتج عن ذلك كتيّب مؤلف من ٦٢ صفحة، ضمّ وصاياً عشر تشكّل القاعدة الأساس، لأي مجموعة إرهابية تعمل بشكل سريّ ومنفرد كقطعان الذئاب، والتي يَنفصل اعضاؤها للعمل بعد ذلك كذئابٍ منفردة، عند بدء المهمة مهما طالت مدتها.

ومن أهمّ الوصايا الواردة في الكتيّب المذكور والمتفقة بالشكل مع “منشورات الخلافة الإعلامية” توجيهات تتعلق:

١- بالابتعاد قدر الإمكان عن محل إلاقامة الأساسي والتنقل كلّ فترة من منطقة الى أخرى.
٢- تجنّب إستعمال الهواتف الخلوية وتشفيرها.
٣- حلق اللُحى.
٤- إرتياد الخمّارات من دون المغالاة في معاقرة الخمر.
٥- إرتداء الملابس الغربية ولكن على الثياب ان لا تكون جديدة، لبيان ان مرتديها مندمج مع محيطه حتى لا يثير الشبهات.
٦- عدم الصلاة في المساجد بشكلٍ منتظم.
٧- التواصل بين العناصر في أماكن عامة مكتظة بشكلٍ ممّوه.
٨- تزويد العناصر بالاعتدة العسكرية واللوجستية، عبر تركها في أماكن متعارف عليها بين فريق الخلية الواحدة.
٩- الاجتماع مرّة واحدة قبل العملية مباشرة، لتحديد الأهداف ودقة تنفيذها وكيفية الانسحاب.
١٠- التسلح بالأحزمة الناسفة وقتل اكبر عدد من الكفّار عند التفجير. الى جانب توجيهاتٍ عامةٍ أخرى.

وقد إتّبع ‎الداعشي محمد مراح توجيهات الوصايا المذكورة، رائد عمليات الذئب المنفرد ومنفذ ما عُرف لدى داعش بـ”غزوة تولوز المجيدة” في 11 آذار 2012.

وبحسب ما كشفت التحقيقات انذاك، فإنّ مراح لم يكن ذئباً منفرداً في الحقيقة، إنما إنضمّ إلى إحدى الجماعات الأصولية المتطرفة التي أطلقت على نفسها اسم “جند الخليفة”.

الخلاصة، أننا نواجه خلية “ذئاب منفردة إرهابيّة” تتبنّى المعتقدات المتطرّفة، ما يطرح علامة استفهام تستدعي التوقف عندها، حولَ ما اذا كان واضعو مثل هذا الكتيّب عناصر جهاديّة مبتدئة؟ أم أنّ وراءه عقولاً لها خبراتها الطويلة في عالم الاستخبارات الدولية، والعمليّات السريّة في عمقِ دولٍ أجنبية، وإحتراف فنون التنكّر والقتال، لا العمل العشوائي المبتدئ لشخصٍ غير متزنٍ عقلياً؟

“ليبانون ديبايت”