10 آلاف موقع أثري تعرض للنهب.. ومليون قطعة سرقت إلى خارج سورية
كشفت مديرية الآثار والمتاحف، أمس، أن 10 آلاف موقع أثري تعرض للدمار والنهب، وما لا يقل عن مليون قطعة أثرية تمت سرقتها وتهريبها إلى خارج سورية نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية على تلك المواقع، وأشارت إلى أنها أنشأت مكتباً لملاحقة واسترداد هذه القطع.
وكانت الآثار والمواقع الأثرية إحدى أبرز ضحايا الحرب الإرهابية على سورية لأكثر من ثماني سنوات، حيث تعرض الكثير من المواقع والمتاحف للنهب والسرقة، ووجدت طريقها إلى خارج البلاد.
وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، فإنه لم تعرف حتى الآن الخسائر الحقيقية التي لحقت بالآثار السورية، بسبب عدم المقدرة على معاينة الكثير من المواقع وتحديد الأضرار التي لحقت بها، إلا أن المؤكد أن الآثار السورية تعرضت لمذبحة كبرى لا يمكن حصر آثارها.
وقال مدير الآثار والمتاحف محمود حمود في تصريح نقلته «سبوتنيك»: «تعرضت الآثار السورية إلى كارثة كبيرة، نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية المختلفة».
وكشف أن ما لا يقل عن 10 آلاف موقع أثري في سورية تعرض الكثير منها للدمار والنهب والتنقيبات غير الشرعية، والتلال الأثرية المنتشرة في كل بقاع سورية هي عبارة عن حضارات متعاقبة بعضها فوق بعض، وقد كانت عرضة للتنقيبات غير القانونية التي دمرت الحضارات السورية ونهبت محتوياتها وكنوزها.
وأضاف حمود: إن هناك ما لا يقل عن مليون قطعة أثرية ذهبت خارج القطر عبر الحدود، خاصة التركية والفلسطينية المحتلة والأردنية، وأن هناك أبنية تاريخية تعرضت لدمار كبير كما في حلب القديمة، والأسواق والمدينة القديمة في دير الزور، وفي كثير من المواقع الأخرى.
وأشار حمود إلى أن قوات الاحتلال التركي لعبت دوراً كبيراً في التخريب الذي تعرضت له المواقع الأثرية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، مبيناً الدمار الذي أصاب أيضاً المواقع الأثرية التي احتلتها تلك القوات، وقصفتها قبل أن تحتلها.
وأكد حمود، أن كان هناك تنقيبات مخيفة تتم على يد التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت راية الاحتلال التركي للمنطقة، وكان هناك استباحة لهذه المواقع الأثرية مثل موقع جنديروس الذي نقبت فيه بعثة سورية ألمانية حتى عام 2010.
وأوضح، أن مدنا أثرية بكاملها تعرضت للتخريب، وقال: «هناك مدن مهمة جداً تعرضت للاستباحة فيها منشآت ومسارح تشبه تدمر على شكل مصغر، كبصرى الشام التي تعرضت لتنقيبات مخيفة أودت بالكثير من المعالم الأثرية فيها.
وتابع قائلاً: في تدمر تعرضت آثار المدينة كمعبد بل ومعبد بعل شمين وقوس النصر والمداخل البرجية للنهب والدمار، كما نهب متحف معرة النعمان الذي يضم أرشيف مدينة إيبلا التي تعود للألف الثالثة قبل الميلاد، وسرق منها نحو 16 ألف رقيم كتب باللغة المسمارية، بالإضافة إلى سرقة آلاف اللقى الأثرية.
وأكد حمود أنه سرق من متحف الرقة ما لا يقل عن 6 آلاف قطعة أثرية، غير ما كان موجوداً في المستودعات.
وعن وجهة الآثار المسروقة قال حمود: «أغلبها تذهب عبر تركيا إلى العالم»، لافتاً بالوقت ذاته إلى أن الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية قامت بمصادرة الكثير من القطع، والعثور على قطع أثرية تم استخراجها من المواقع التي تم تحريرها، حيث يتم إعادتها إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف».
وأشار حمود إلى أن المديرية أنشأت مكتب استرداد القطع ومتابعتها عبر الأقنية المختلفة كالأنتربول الدولي وعبر الجهات القضائية وغيرها، ولدينا أكثر من قضية.
اقرأ المزيد في قسم اخبار سريعة