هذه خطة تركيا للقضاء على الجولاني والحفاظ على النصرة
نضال حمادة
عمليات تسلم وتسليم للمناطق تجري بين “هيئة تحرير الشام ـ النصرة” و”جيش تحرير سوريا” الذي شكلته تركيا مؤخرا عبر اندماج مؤقت بين “حركة الزنكي” و”حركة احرار الشام”. والحديث عن المعارك يجري تضخيمه بشكل متعمد وفي بعض المناطق في جبل الزاوية لم تحصل أية اشتباكات على عكس ما تم نشره على مراصد المعارضة على اختلاف مشاربها. حيث اشار مصدر معارض في حديث لـ “موقع العهد الاخباري” أن “السيطرة على مناطق أرنبة ولاروز والموزرة وسفوهن حزارين والفطيرة وتلة سفوهن وفي جبل الزاوية حصلت دون اشتباكات، ترافقت مع مظاهرات دعت “النصرة” للخروج من البلدات وتحييدها عن القتال، وهذا سيناريو أصبح معتمدا منذ بداية المعارك بين “هيئة تحرير الشام” و”جيش تحرير سوريا” التي اندلعت قبل أسبوعين تقريبا”.
وذكر أحد المراصد في تعليقه على خبر اشتباكات في جبل الزاوية ننقلها كما وردت باللهجة العامية: (اخوي نحنا في المنطقة والأسواق شغالة وما في أي اشتباكات وكل اللي صاير ان النصرة انسحبت وسلمت القرى للزنكي وصقور الشام).
المصادر السورية المعارضة المقربة من الفصائل المسلحة ذكرت في حديثها لـ “موقع العهد” عن “اجتماع حصل بين “أمير هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني و”امير جند الأقصى” المبايع لـ”تنظيم داعش” أبو دياب سرمدا، عرض خلاله الجولاني على أبو دياب إطلاق سراح سجناء “جند الأقصى” الموجودين في سجن العقاب التابع لـ”هيئة تحرير الشام” في جبل الزاوية وإعادة السلاح والذخائر التي صادرتها الهيئة من “الجند” العام الماضي مقابل مشاركة “جند الأقصى” في الحرب الى جانب الجولاني ضد “جيش تحرير سوريا” و”صقور الشام””. وتقول المصادر إن “”أمير جند الأقصى” رفض عرض الجولاني قائلا له إنك أُكلت يوم أُكل تنظيم الدولة وبالتالي ليس في نية “جند الأقصى” ولا في خططهم الدخول في المعركة الحاصلة بين اطراف قاتلتها العام الماضي وأخرجت “جند الأقصى” من ريف إدلب وحلب الى المنطقة الشرقية.
المصادر كشفت لموقع العهد الأخباري ان “”هيئة تحرير الشام” أفرجت عن القيادي في “جند الأقصى” محمد عبد الفتاح الدياب أبو رقية الذي كان مسجونا في سجن العقاب التابع لها، ويعتبر أبو رقية من أخطر الناس في الشمال السوري وهو المسؤول المباشر عن مجزرة الخزانات في خان شيخون التي تم فيها أعدام العشرات من عناصر مسلحة تابعة لـ”الجيش الحر”، كما لعب دوراً في اغتيال العديد من كوادر “أحرار الشام” و”الجيش الحر”، وقد أخرجته “هيئة تحرير الشام” بصفقة اتفق بموجبها الطرفان أن يقاتل أبو رقية يقاتل معها ضد جماعة جبهة تحرير سوريا”.
الدور التركي
في السياق قالت المصادر المعارضة إن “”أمير هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني متواجد في جبال ريف اللاذقية المحاذية لتركيا، وتشير المصادر أن أنقرة لا تريد القضاء على الجسم العسكري لـ”هيئة تحرير الشام”، بل تريد احتواء الهيئة والإمساك بزمام الأمور فيها وبالتالي اخفاءها عن الساحة الإعلامية حاليا حتى يحين موعد استخدامها ضد الأكراد وربما ضد الجيش السوري في حال عاد التوافق بين تركيا وأمريكا في سوريا وهذا جل ما تريده تركيا بشرط تخلي واشنطن عن دعمها للأكراد السوريين”.
من جانبه عاد السعودي عبد الله المحيسني الى الواجهة الإعلامية بإعلانه أن “العديد من الفصائل مستعدة لإشعال الجبهات مع الدولة السورية دعما للغوطة ولكن بشرط وحيد. وقال المحيسني إنه تواصل مع الكثير من المحايدين الذين لم يدخلوا القتال مثل “جيش العزة” في ريف حماه وقال لهم افتحوا الجبهات وكان جوابهم انه لا يمكن فتح الجبهات والطرقات مقطعة بسبب الاقتتال. وكان المحيسني مع مصلح العلياني وهو سعودي آخر عمل شرعياً في “جبهة النصرة” سابقا قد أعلنا عن تأسيس جيش جديد يضم المهاجرين فقط اطلق عليه “تجمع الأباة”. وقال بيان صادر عن المحيسني والعلياني ان تأسيس “تجمع الأباة” للمهاجرين حصرا أتى حتى لا تنحرف بندقية المهاجرين عن الهدف العظيم الذي أتوا من أجله في وقت تعرض فيه ما يسمى بالمهاجرين وهم المسلحون غير السوريين لهجمة إعلامية وحملة اغتيالات طالت شخصيات بارزة. فقد أعلن المسؤول العسكري في “حركة أحرار الشام” حسن طوقان في بيان مسجل عن تمنيه على المهاجرين أن لا يتدخلوا في المعارك بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، وأن لا يجعلوا من أصحاب الأرض أعداء لهم، في وقت قتل فيه المدعو أبو تراب المصري الذي شارك في الحرب السورية منذ ست سنوات وأصيب بيده اليمنى في الرقة وبعدها تفرغ للتدريس في المعاهد الشرعية وتزوج من فتاة سورية من قرية طعوم التي سكن فيها وعمل مدرسا في أحد المعاهد الشرعية التابعة لحركة أحرار الشام فيها. وقد قتلته هيئة تحرير الشام ، كما قتل أبو انس المغربي القائد في هيئة تحرير الشام بعبوة ناسفة استهدفته في إدلب.
الى ذلك دخلت صواريخ التاوالأمريكية على خط المعارك الدائرة بين الفصائل في الشمال السوري حيث استخدمت “هيئة تحرير الشام” صاروخ التاو بكثافة في مدينة دار عزة، في وقت أكدت فيه المصادر أن “”هيئة تحرير الشام” وصلها تعزيزات وأرتال من الفصائل التالية: “جيش البادية- جيش الملاحم – جند الأقصى – جيش النصرة – جيش النخبة توجهت جميعها من سهل الغاب الى جبل الزاوية مع تحضيرات لعمل عسكري سوف يبدأ على محاور البارة –كنصفرة- بليون”.
العهد