المونيتور: معاناة الشعيطات مستمرة على يد قسد بعد داعش
أشار تقرير لموقع المونيتورإلى الوضع المتردي الذي يعانيه أبناء عشيرة الشعيطات في البلدات الثلاث التي يقيمون فيها، والخاضعة لسيطرة قسد.
وتقع بلدات الشعيطات الثلاث وهي: الكشكية وأبو حمام وغرانيج، بالقرب من حقل العمر النفطي، الذي كان مصدر الدخل الأساسي للتنظيم، والذي يعد حقل النفط الأكبر في سوريا، حيث شهد الحقل، الذي تتمركز فيه حالياً قوات التحالف الدولية، مقتل أبو سياف، أحد أهم قيادي داعش في منتصف 2015.
وما يزيد أهمية هذه البلدات، موقع محافظة دير الزور الاستراتيجي المهم، حيث تحدها الحدود العراقية من الشرق ، وقسد المدعومة من الولايات المتحدة في الشمال.
كانت المنطقة الواقعة شرق الفرات شهدت مذ بحة في 2014، حيث قتل فيها تنظيم داعش ما يقارب 1,000 شخص من الرجال والشبان، بعد أن انتفضت عشيرة الشعيطات ضد التنظيم، لتمتلئ المنطقة بالمقابر الجماعية، وما يزال الآلاف من أبنائها مفقودين، لم يتم التأكد من موتهم.
انعدام تام للخدمات
وكان من المفترض أن تتحسن ظروف المنطقة بعد هزيمة تنظيم داعش؛ إلا أن السكان هناك يشتكون من النقص الشديد في الكهرباء والمياه والوقود، ماعدا الاعتقالات التعسفية التي تشنها قسد.
الوضع ليس أحسن حالاً في مستشفى أبو حمام للأطفال – يقول التقرير – حيث يشتكي العاملون فيه من نقص الأكسجين واللوازم الطبية الأخرى.
وقال الممرض محمد حسني عبد الصلاح: “يموت الكثير من الأطفال هنا، بسبب أمراض بسيطة للغاية، وبسبب نقص الأطباء والخدمات”.
ويدعي السكان أن المعتقلين المنتمين لداعش يعاملون بطريقة أفضل من الطريقة التي تتعامل بها قسد معهم، مستغربين كيفية تعامل قسد مع قادة من داعش، كانوا مسؤولين عن حالات قتل في المنطقة.
الشيخ ناصر عثمان الصباح، من عشيرة الشعيطات، قال إن داعش قطعت رؤ وس أقربائه في مذ بحة 2014، ومع ذلك هو لا يثق بإدارة قسد، مشيراً إلى أنه في آب 2014، ألقت داعش القبض عليه ضمن مجموعة ضمت 101 شخص “قتلت دااعش رجلين. واحد أخي والآخر ابن عمي. ثم أخذونا إلى العراق. نجا منا فقط 27 شخصاً من أصل 101. لا نعلم إلى الآن ماذا حل بهم”.
واتهم عثمان الصباح قسد بالتعامل مع داعش، قائلاً “اذهب إلى مخيم الهول الذي تسمح قسد للعديد من الصحفيين بالوصول إليه. وانظر كيف يعملون سوياً”.
عالقون بين داعش وقسد
يشير التقرير إلى أن العرب في دير الزور يخشون من الجميع على حد سواء؛ إلا أنهم يخشون أكثر من داعش الذي “يخرج مقاتليه من سجون قسد بعد 10 أو 15 يومياً بسبب الرشاوي”.
وقال عثمان نحن نقتل في الشوارع “كل 10، أو 15 يوماً توجد حالة قتل.. داعش أسوأ من قسد؛ إلا أن قسد تخطف العرب ولا نعرف أين هم. تخفيهم في سجون سرية”.
وبحسب التقرير، اضطر أبناء المنطقة للتوجه إلى المسؤولين الأمريكيين في حقل العمر النفطي. وقال عثمان الصباح إنهم أعطوا أسماء العرب المختطفين لدى قسد ولكنهم إلى الآن لم يتلقوا أي رد، مشيراً إلى أن بعض المفقودين تم اختطافهم منذ أكثر من عام. واستعرب كيف لمقاتلي داعش الخروج من السجون؛ بينما يعاني أبناء عشيرته الذين وقفوا في وجه داعش من الاعتقال.
بدوره، قال أحد الشبان المرافقين للشيخ، إن قسد حكمت عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً، وهو الحد الأقصى للعقوبات في المناطق التي تديرها قسد، وذلك بسبب قتله مقاتل اشتبه بانتمائه لداعش أثناء تجوله بصحبه دورية تابعة لقسد.
تمكن الشاب من الفرار من السجن، ولكنه لا يستطيع التجول؛ إلا داخل منطقته العشائرية، خشية من إلقاء القبض عليه في مكان آخر.