السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

لماذا يعاني المصابون بالحمى من الكوابيس؟

لماذا يعاني المصابون بالحمى من الكوابيس؟

يصاب الجميع بالحمى في مرحلة عمرية ما، ويختبرون الأعراض المصاحبة لها، والتي تتنوع بين التعب وأوجاع الجسم والهبات الساخنة والقشعريرة وربما يكون من أكثر الأعراض إثارة للاهتمام الأحلام الغريبة التي نراها أثناء المرض.

وعلى الرغم من قلة الدراسات المتعلقة بأحلام الحمى، إلا أن هذه الأحلام الغريبة تعد ظاهرة موثقة.

ووفقًا لصحيفة ”تايم“، كشف المشاركون في دراسة استقصائية صغيرة لعام 2013، رؤية أحلام غريبة أثناء الإصابة بالحمى.

وذكر أحدهم حلمًا كان يراه مرارًا وتكرارًا خلال فترة المراهقة وعاد لرؤيته خلال الحمى، ووصف آخر رؤية أحلام تتحول فجأة من سارة إلى مقلقة.

ووثقت دراسة أجريت عام 2016، أنواع الأحلام التي يراها المصابون بالحمى، ثم قارنها الباحثون بالأحلام التي يراها الأشخاص أنفسهم وهم أصحاء.

وقال الدكتور مايكل شريدل، أحد مؤلفي الدراسة وأستاذ أبحاث النوم والطب النفسي في المعهد المركزي للصحة العقلية بألمانيا: ”أحلام الحمى عادة ما تكون غريبة وسلبية، وتشمل تفاعلًا اجتماعيًّا أقل مقارنة بالأحلام العادية“.

ووجد الباحثون أن حوالي 94 ٪ من الذين اختبروا أحلام الحمى يصفونها بأنها سلبية، كما قالوا إنها أكثر عاطفية بكثير من أحلامهم العادية.

وذكر بعض المشاركين في الدراسة رؤية ”مخلوقات ذات أذرع وسيقان كبيرة الحجم، وحشرات عملاقة وعتمة تنتشر ببطء في كل مكان“.

لماذا تسبب الحمى أحلامًا غريبة؟

أوضح شريدل وفريقه أن ارتفاع درجات الحرارة في الدماغ يمكن أن يعطل العمليات المعرفية الطبيعية للمخ، إذ تؤثر الحرارة على وظائف المخ وتنتج أحلامًا غريبة وغير سارة.

ويقول الدكتور ”ألان هوبسون“، باحث في علم النوم وأستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة هارفارد: ”لقد اكتشف باحثو النوم أن معظم الأحلام تحدث أثناء مرحلة حركة العين السريعة (REM) في دورة النوم“.

وأضاف: ”مرحلة حركة العين السريعة من النوم ضرورية لتنظيم درجة حرارة المخ، والحمى تعرقل هذه العملية، ولذلك يشهد المريض بالحمى تغييرًا في طبيعة أحلامه“.

وأشار ”شريدل“ إلى أن دراسته وجدت أن أحلام الحمى تتميز بظهور أعراض المرض في الحلم، إذ رأى البعض سحبًا تحترق وتماثيل تنصهر، وهذا غير شائع في الاحلام العادية، وقد يرجع إلى وعي الدماغ بالحرارة الناجمة عن الحمى.

ويضفي هذا الاكتشاف مصداقية على ما يسميه ”شريدل“ وزملاؤه في الدراسة بـ“فرضية الاستمرارية“ في الحلم، والتي تشير إلى أن أحلامنا غالبًا ما تعكس جوانب حديثة في حياتنا.

وإذا نظرنا إلى الأمر على هذا النحو، نرى أنه من الطبيعي أن يرى المريض كوابيس خالية من التفاعل الاجتماعي بعد قضاء اليوم في الفراش وهو يعاني الحمى.

وحتى الآن لا يزال معنى الأحلام والغرض منها أمرًا غامضًا على الرغم من شيوع أحلام الحمى، وتقول ”نانسي أميس“، وهي باحثة في المركز الوطني للمعاهد الطبية، والتي شاركت في تأليف دراسة عام 2013: ”هناك نقص حقيقي في المعلومات المتعلقة بأعراض الحمى، ولذلك لا عجب أنه لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي لم نتمكن من إجابتها فيما يتعلق بأحلام الحمى“.