ماذا سيحدث إذا انفجرت قنبلة نووية في مدينة كبيرة؟
يعيش العالم تحت تهديد حربٍ نووية، وتكشف محاكاة مرعبة نشرتها صحيفة The Daily Mail البريطانية عما سيحدث إذا انفجرت قنبلة نووية في مدينةٍ كبرى.
وإلى جانب دراسة حجم الدمار الذي ستخلفه، استخدم العلماء النموذج الحاسوبي لتوضيح كيف سيتصرف الناس إذا تحقق أسوأ السيناريوهات.
في نسخة سوداوية من لعبة The Sims الإلكترونية، صنع الباحثون محاكاة لتفجيرٍ نووي ضرب واشنطن، والذي أسفر عن تدمير حي كامل بالمدينة على الفور، وانفجار المباني على مسافة ميل في كل اتجاه تقريباً.
وجد الباحثون أنَّ الأشخاص الذين لم يفعلوا شيئاً كانوا يموتون على الأرجح، وقُتِل ما يقرب من 280 ألف شخص في غضون 48 ساعة فقط.
صُمِّمت المحاكاة لمنح مخططي الطوارئ فكرة عن الفوضى التي يحدثها الاختناق المروري، وانقطاع التيار الكهربائي، وتعطيل الاتصالات.
شخصيات افتراضية للسكان
حتى أنَّ علماء الكمبيوتر من معهد فرجينيا للفنون التطبيقية وجامعة الولاية أنشأوا شخصيات فردية لكل مقيم.
تصرفت كل شخصية وفقاً لعمرها، ونوعها الاجتماعي، ووظيفتها، وتصرفوا بطرقٍ مختلفة بدايةً من «الفرار المذعور» إلى «التجمد من الخوف» ، وفقاً لما جاء في موقع Science Alert.
كتب الباحثون، بقيادة نيدي باريك، في الورقة التي نشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية: «نحن نرسم محاكاة واسعة النطاق لما بعد تفجير نووي افتراضي بقوة 10 كيلوطن على مستوى الأرض، بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن العاصمة».
وأضافوا أنَّ «عملية اتخاذ القرار لكل شخصية تتطلب أخذ وضعها الصحي، وبعض المعلومات عن أفراد أسرتها، ومعلومات عن الحدث، وبيئتها المحلية، في عين الاعتبار».
بحث بعضهم عن أسرهم، بينما كان آخرون يركضون دون الانتباه لأي شيء.
أفضل طريقة للبقاء على قيد الحياة
عندما قامت الشخصيات بـ»البحث عن المأوى، والإجلاء، والبحث عن الرعاية الصحية، والقلق»، كانوا أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة.
ووجد الباحثون أنَّ أفضل طريقة هي اتخاذ مأوى أولاً ثم اتخاذ خطواتٍ للهروب بعد ذلك.
بينما كان أولئك الذين حاولوا البحث عن أفراد أسرتهم ومساعدة الآخرين أكثر عرضة للموت.
وجدت المحاكاة، نقلاً عن Science Magazine، أنَّ التحرك بعيداً عن مكانٍ آمن يعني أنَّهم معرضون لجرعة أعلى من الإشعاع، التي يمكن أن يكون تأثيرها قاتلاً.
لكن يبدو أنَّ هؤلاء العلماء ليسوا الوحيدين الذين يستكشفون الأضرار الناجمة عن الهجوم النووي في الوقت الحالي.
خريطة تفاعلية لأي تفجير نووي
في الشهر الماضي مارس/آذار 2018، أنشأت مجموعة من الباحثين خريطة تفاعلية كشفت عن المدى المرعب لتفجيرٍ نووي على أي منطقةٍ بعينها.
تظهر المحاكاة حجم كرة النار، والإشعاع، والموجة الصدمية، والحرارة التي تخلفها أسلحة مختلفة، بدايةً من قنبلة الولد الصغير التي بلغت قوتها 150 كيلوطن وسقطت على هيروشيما، إلى قنبلة القيصر التي بلغت قوتها 50 ألف كيلوطن وفجَّرها الاتحاد السوفييتي.
يُتاح للمستخدمين أيضاً الاختيار بين انفجار سطحي أو انفجار جوي، وأربع قنابل مختلفة: الولد الصغير (15 كيلوطن)، وصاروخ هواسونغ-14 لكوريا الشمالية (150 كيلوطن، وصاروخ W-87 الأميركي (300 كيلوطن)، وقنبلة القيصر (50 ألف كيلوطن) وهي أكبر قنبلة فجَّرها الاتحاد السوفييتي.
إذا سقط صاروخ W-87 على مدينة نيويورك على سبيل المثال، ستكون تبعات الانفجار كارثية.
إذ تُقدِّر الأداة أنَّ حجم كرة النار سيمتد إلى 0.42 ميلاً مربعاً (1.1 كيلومتر مربع تقريباً)، وسترسل موجة صدمة تصل إلى 26.87 ميل مربع (69.6 كيلومتر مربع تقريباً) آخر.
سيمتد الإشعاع على مساحة 0.25 ميل مربع (0.6 كيلومتر مربع تقريباً)، ويصل إلى ولاية نيو جيرسي.
ووفقاً لهذه الأداة، سيُسفر ذلك عن 1152871 حالة وفاة، وإصابة 1997797 آخرين.
وإذا ضربت قنبلة القيصر المنطقة ذاتها، فإنَّ أثرها سيكون أكثر ترويعاً.
فقد يؤدي انفجار القنبلة الهائلة إلى وفاة 7662162 شخصاً، مع موجة صدمة تمتد في نطاق 522.08 ميل مربع (1352.2 كيلومتر مربع تقريباً)، وتمتد الحرارة إلى أكثر من 4300 ميل (6920.2 كيلومتر تقريباً).
محاكاة جميع أنواع سيناريوهات الكوارث
وسيُصاب 4245719 شخص آخر، مع امتداد المنطقة المتضررة إلى أقصى الشمال حيث جبل كيسكو، وإلى أقصى الجنوب حيث بلدة إيست برونزويك بولاية نيو جيرسي.
وقال الفريق لموقع Gizmodo إنَّ الأداة مستوحاة من خريطة NukeMap التي ابتكرها الباحث أليكس فيلرشتاين.
في السنوات الأخيرة، استخدمت NukeMap الشهيرة لمحاكاة جميع أنواع سيناريوهات الكوارث.
الإنذار الكاذب المثير للذعر الذي حذَّر سكان ولاية هاواي من صاروخ باليستي قادم في يناير/كانون الثاني 2018، على سبيل المثال، سلَّط الضوء على الأحداث الكارثية التي يمكن أن تقع في إطار هجومٍ نووي حقيقي.
ذكر تقرير في موقع «DefenceOne» في أعقاب الحادث المروع أنَّ كوريا الشمالية إذا ما أطلقت رأساً حربياً فإنَّه سيكون على الأرجح أكبر بكثير من القنابل التي سقطت على مدينتي هيروشيما وناغازاكي.
وسيتسبب الانفجار وحده في أكثر من 150 ألف حالة وفاة إذا سقط على عاصمة الولاية هونولولو، وبالنظر إلى المشهد الطبيعي وانتشار المباني ذات الإطار الخشبي في الولاية، يقول الخبراء إنَّ «عاصفةً نارية مدمرة» ستتبع انفجار القنبلة بعد وقتٍ قريب من سقوطها.
ووفقاً لموقع DefenceOne، سلَّط الإنذار الكاذب الذي صدر عن طريق الخطأ في 13 يناير/كانون الثاني الضوء على الحاجة إلى بذل جهود أكثر شمولاً لتثقيف الجمهور ومساعدتهم على الاستعداد لمثل هذا الهجوم.