السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

تعرفوا على أهم جاسوس في تاريخ أوروبا..

تعرفوا على أهم جاسوس في تاريخ أوروبا..

في أعقاب الحرب العالمية الثانية ظهرت كثير من القصص التي غيَّرت مسار الحرب، لقد كانت حرب معلومات أكثر من كونها حرب أسلحة وتجهيزات عسكرية، فكيف تبين أن معلومة واحدة رفعت دولة وأسقطت أخرى؟ في هذا التقرير نعرض قصة الجاسوس ريتشارد سورج الذي أنقذ العاصمة الروسية من احتلال النازيين لها، وأنقذ الاتحاد السوفييتي من سيطرة هتلر.

في أعقاب الحرب العالمية الثانية ظهرت كثير من القصص التي غيَّرت مسار الحرب، لقد كانت حرب معلومات أكثر من كونها حرب أسلحة وتجهيزات عسكرية، فكيف تبين أن معلومة واحدة رفعت دولة وأسقطت أخرى؟ في هذا التقرير نعرض قصة الجاسوس ريتشارد سورج الذي أنقذ العاصمة الروسية من احتلال النازيين لها، وأنقذ الاتحاد السوفييتي من سيطرة هتلر.

وُلد ريتشارد في عام 1895، لأب ألماني وأُمٍّ روسية، بمدينة باكو عاصمة أذربيجان الحالية. عُيِّن سورج في الجيش الألماني في عام 1914، ولم يكن تجاوز الـ18 من عمره، وخلال بدايات الحرب العالمية الأولى أُصيب بشظايا أدت إلى قطع أصابع يده، وسكرت ساقه، وهو ما أصابه بإصابة مزمنة نال بسببها وسام الشرف العسكري، وظل أعرج طوال حياته.

تأثر ريتشارد بكارل ماركس، واعتنق الفكر الشيوعي، وخلال الحرب بدأ في دراسة الاقتصاد بجامعة برلين، وجامعة «هامبورغ»، وأتبعها بدراسة العلوم السياسية.

انضم إلى الحزب الشيوعي في عام 1919، وسافر بعد بضعة أشهر إلى موسكو، وهناك بدأت حياته تأخذ منحىً جديداً، حيث بدأ في العمل تحت جهاز المخابرات الروسية، لتكون المرحلة التي سينطلق منها، ويصبح من أهم الجواسيس الذين مروا على التاريخ.

أثرت الشيوعية في تفكير سورج، وغيَّرت مسار حياته، لدرجة أنها جعلته يخون ألمانيا ويتخابر مع روسيا ضدها، رغم أنه حارب في صفوف الجيش الألماني خلال الحرب، ورغم أن والده كان ألمانيّاً.

بعدما انضم سورج للعمل وسط فرق المخابرات الروسية، بدأ في عام 1933 تفاصيل المهمة الخطيرة، التي كوَّن بموجبها شبكته الجاسوسية في اليابان، واستطاع خلال وقت قصير تكوين شبكة علاقات واسعة تجاوزت الحزب الشيوعي، والسفارة السوفييتية فيها، فكانت علاقاته مع السفير الألماني لدى اليابان مباشِرة!

سورج ينفذ السوفييت من انتقام هتلر

اشتعلت الحرب العالمية الثانية بين فريقين، دول المحور: ألمانيا وإيطاليا، واليابان التي انضمت في مرحلة متأخرة. ودول الحلفاء: بريطانيا، وفرنسا، ثم الاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة الأمريكيَة انضمت مؤخراً أيضاً .

بدأت الحرب مع غزو ألمانيا لبولندا، وفي أغسطس/آب من عام 1939، وقََع الاتحاد السوفييتي بقيادة جوزيف ستالين اتفاقاً مع ألمانيا النازية، يمنع طرفي الصراع من الدخول في صراع، في حال اشتعلت الحرب.

اعتقد ستالين أن هتلر لن يغزو الاتحاد السوفييتي أبداً، خاصة أنه منشغل بحروبه بأوروبا في أثناء الحرب العالمية الثانية، وعليه نشر الاتحاد السوفييتي قواته في أقصى شرقي دول الاتحاد؛ خوفاً من التدخل الياباني، دون الوضع في الاعتبار احتمالية خيانة هتلر.

في الأثناء كان سورج يستغل علاقته القوية بالسفير الألماني لدى اليابان، الذي توطدت علاقته معه، ووصلت لحد استشارته في قراراته كافة، عرض السفير عليه معلومات وردت إليه من برلين، تقضي بأن ألمانيا ستهاجم الاتحاد السوفييتي. أرسل سورج معلوماته تلك إلى ستالين، الذي كان يتواصل معه بشكل مباشر دون وساطة، لكنه غضب ولم يصدّقه.

وبالفعل غزا هتلر عام 1941 في عملية باربروسا، التي دُمِّر على أثرها في اليوم الأول، ما لا يقل عن 1500 طائرة روسية. وبعد شهور من الغزو الألماني وصل عدد الأسرى الروس إلى نحو 3 ملايين جندي. ولم يتبقَّ سوى 90 ألف مقاتل.

ألمانيا على وشك الانهيار.. كيف أنقذها سورج؟

بينما كانت موسكو على وشك الانهيار والسقوط التام في أيدي الألمان، أرسل سورج رسالته الثانية، التي كانت أشبه بقُبلة الحياة لموسكو، كانت القوات السوفييتية لا تزال متمركزة في الشرق بانتظار الهجمات اليابانية، فأرسل بأن اليابان لن تهاجم موسكو إلا حين تسقط العاصمة في أيدى الألمان.

سحب ستالين القوات المتمركزة في الشرق «سيبريا»، وركز جهوده كلها لردع قوات المحور، فأرسل 15 تشكيلاً عسكرياً و1700 دبابة و1500 طائرة، وهو ما غيَّر موازين الصراع.

أُلقي القبض على سورج 1941، بعد إسقاط أحد أعضاء شبكته في اليابان، وبعد تعذيبٍ شديد اعترف بجاسوسيَّة سورج. في البداية ظنَت اليابان أنَّه جاسوس لألمانيا، وعرفت أنه عميل للاتحاد السوفييتي.

لكنَّ الغريب أن ستالين أيضاً تبرأ منه ونفى علاقته به، رغم أنه أنقذ بلاده من هزيمة محققة، وترك ريتشارد في السجن حتى لقِي حتفه بالإعدام في العام 1944.

عربي بوست