رئيس هيئة الطب الشرعي في سوريا: هذا هو سبب زيادة الجلطات لدى صغار السن
قال رئيس هيئة الطب الشرعي الدكتور زاهر حجو لتلفزيون الخبر: إن “حالات الموت المفاجئ، والجلطات بين صغار السن تحديداً، أصبحت “حالة متوقعة نظراً للظروف التي مرت وتمر بها سوريا”.
وشهدت حالات الموت المفاجئ ومنها الجلطات والسكتات القلبية زيادة كبيرة خلال السنوات الماضية عالمياً، وفي سوريا بشكل خاص، وذلك نتيجة عدة عوامل ومسببات، حتى باتت حالة تستدعي القلق خاصة مع وجود حالات متزايدة لوفيات لشباب وشابات بأعمار صغيرة لم تكن معرضة للسكتات من قبل.
وعرّف الدكتور زاهر حالات الموت المفاجئ بأنها “انهيار مفاجئ وغير متوقع لفعاليات الجسم تؤدي لوفاة أشخاص يتمتعون ظاهرياً بصحة جيدة، دون سبب واضح، وهو غير ناتج عن أعمال عنف من أي نوع“.
وأوضح الدكتور أن “الأمراض القلبية عموماً تأتي في مقدمات حالات الموت المفاجئ، وهي تنتج بمعظمها عن أمراض قلبية وعائية، والنسبة الأقل نتيجة أذيات عصبية مركزية أو أمراض تنفسية”.
وتابع حجو ” يختص الطب الشرعي عادة بحالات “الموت الأحمر” أي الذي يحدث بفعل فاعل، أما حالات الموت الأبيض، أي الوفاة الطبيعية لا يتدخل فيها الطبيب الشرعي إلا في حالة حصولها لشخص دون الأربعين، فيعرض على الطب الشرعي للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية ويحال بعدها إلى الطب العام”.
وبين حجو أن “حالات الوفيات بسبب السكتات القلبية ازدادت في سوريا كثيراً خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المناطق التي شهدت أحداثاً قاسية، بالإضافة إلى حالات الانتحار بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية السائدة”.
وأردف حجو “قبل الأزمة كان من النادر حصول الجلطات لشباب بأعمار صغيرة أي تحت الثلاثين، واليوم نشهد حالات لأعمار أقل بكثير، ولهذا مؤشرات وأسباب مختلفة يأتي الضغط العصبي في مقدمتها، وهو من الآثار النفسية للعنف وانعدام الاستقرار، أو التوتر أثناء لعب الألعاب العنفية و الامتحانات”.
ولفت حجو إلى أن “معظم حالات الموت المفاجئ تحدث بين الساعة السابعة والتاسعة صباحاً، بسبب ازدياد فعالية الجملة العصبية الودية، وزيادة إفراز الأدرينالين صباحاً”.
وميز الطبيب بين حالات “نقص التروية القلبية والتصلب العصيدي واحتشاء العضلة القلبية، فنقص التروية يحدث بسبب عدم التوازن بين جريان الدم في العضلة القلبية ومتطلبات الاستقلاب”.
وقدم حجو مثالاً “الشخص الذي يلعب كمال أجسام مثلاً يكون لديه تضخم في عضلة القلب وبالتالي يحتاج كمية دم أكبر، أو شخص مصاب بفرط نشاط الدرق، أو التواجد في مكان بارد يتطلب طاقة أكبر لتأمين الحرارة فيزداد لديه الاستقلاب واستهلاك الطاقة”.
وتابع حجو “أما التصلب العصيدي فله عدة أسباب هي على الترتيب: السن فوق 40، التدخين، الكحول ، البدانة، التأهب العائلي، الأنماط الغذائية ، ولهذا يجب التركيز على تغيير النمط الحياة لدى المعرضين للإصابة بالجلطات أو أصيبوا بها سابقاً دون حصول الوفاة”.
ونصح الطبيب بشكل عام بأن “يتم تقديم الدعم النفسي للأشخاص الذين يواجهون ظروفاً صعبة أو توتراً، وضرورة أخذ الاحتياطات في حال وجود أعراض سابقة”.
ونوه إلى أنه “لابأس من إجراء الفحوصات التي كانت تجرى في الأربعينات سابقاً في سن الثلاثين، فالظروف الاجتماعية وضغط الحياة تفرض الانتباه إلى تأثيرها على الصحة”.
يذكر أنه تم تسجيل حالات جلطات لأعمار صغيرة متعددة في الآونة الأخيرة، منها وفاة شاب في السابعة عشر من عمره في دمشق قبل فترة، بسبب توتره أثناء لعبه إحدى الألعاب الإلكترونية المرتكزة على العنف.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر