“ترامب”.. وسقوط الأهداف الكبرى!!!..
-يبدو أنّ حلف مشروع العدوان الذي قادته الولايات المتحدة على العالم العربيّ خلال السنوات القليلة الماضية، قد تراجع كثيراً وبشكل موضوعيّ وحقيقيّ، ولو أنّه بدا في الإعلام غير ذلك، خاصة حين نتابع الأهداف التي وضعتها أطراف العدوان ذاتها!!!..
-كانت “صفقة القرن” هدفاً استراتيجيّاً نهائيّاً لموجة ما أطلقوا عليه “الربيع العربيّ”، لكنّ هذه “الصفقة” أضحت هدفاً وهميّاً، وتحوّلت إلى هدف تكتيكيّ في وجه الصعود والدور “الإيرانيّ”،
خاصة حين نتابع بدقة انحسار وانكماش اصطفاف أطراف العدوان، من خلال نجاح “إيران” شقّها هذا الاصطفاف، حين وقفت “الإدارة الأمريكيّة” بعيدة عن “أوروبا” في موقفها الجديد من “الاتفاق النوويّ”، وموقفها الأخير من “الأخوان المسلمين” ووضعهم على قائمة الإرهاب!!!..
-نعم لقد خسرت “الإدارة الأمريكيّة” أطرافاً فاعلة وأساسيّة في هجومها على “إيران”، والحقيقة أنّ هذه الخسارة الكبيرة مردّها في أنّ المشروع الرئيسيّ لم يمرّ، وأنّ الأهداف الأساسيّة لهذا “الاتفاق” قد تراجعت وتواضعت كثيراً، خاصة حين يمكننا أن نفهم بدقة تلك الأهداف التي كانت أطراف العدوان قد وضعتها نصب عينيها!!!..
-قلنا لكم في اللحظة التي انقلب فيها “ترامب” على “الاتفاق النوويّ” مع “إيران” أنّ “ترامب” لا يريد الانقلاب على “الاتفاق”، بمقدار ما يحاول تحميل شروطٍ جديدة على “اتفاق” جديد بخصوص “النوويّ” مع “إيران”،
حيث أنّ “ترامب” يريد من هذا “الاتفاق” الجديد أن يكون حامل شروط جديدة صاعدة، وهي شروط لم تكن مرتبطةً تماماً بالأهداف الأساسيّة للعدوان ذاته، بمقدار ما هي شروط فرضتها نتائج المواجهة ذاتها!!..
-في ظلّ تطوّر ناتج مشهد الصراع والمواجهة التي حصلت خلال تلك السنوات، لم تستطع “الإدارة الأمريكيّة” أن تذهب إلى الالتزام بهذا “الاتفاق”، أي “الاتفاق” القديم، في ظلّ تطوّر هائل، استطاعت أن تؤسّس له أطراف “حلف المقاومة” خلال المواجهة التي حصلت في سوريّة!!!..
-أساس التطوّر الجديد الذي حصل في ظلّ هذا “الاتفاق” أنّ “حلف المقاومة” أعاد اصطفافه من جديد، من خلال خارطة ميدان جديدة، هذه الخارطة كانت رئيسيّة في إعادة إنتاج “قواعد اشتباك” جديدة، ليست مع الولايات المتحدة”
وإنّما مع “كيان الاحتلال”، تمخّضت عن إعادة إنتاج خارطة عسكريّة في الميدان أنجزها “حلف المقاومة” من خلال اصطفافه في مواجهة “الفوضى” التي كانت أداة عدوان أساسيّة لضرب المفصل السوريّ في “حلف المقاومة”!!!..
-إنّ “قواعد الاشتباك” الجديدة التي فرضها “حلف المقاومة” كانت رئيسيّة في إعادة إنتاج خارطة القوى والتأثير على المنطقة، وهي خارطة لم تستطع أن تؤثّر عليها أطراف العدوان، وبالتالي فإنّ التأثير عليها يستوجب، من الزاوية الأمريكيّة، أن يعاد إنتاج “اتفاق” جديد يكون شرطه الرئيسيّ التأثير على هذه “القواعد” في مواجهة “الإسرائيليّ”!!!..
-تعتقد “الإدارة الأمريكيّة” أنّها قادرة على التأثير على هذه “القواعد” الجديدة من خلال تحميلها على “اتفاق” جديد يتجلّى في الضغط على “إيران” لفكّ آلية تشبيكها وشكل حضورها مع “حزب الله” وسوريّة، فوق الجغرافيا السوريّة!!!..
-ففي الآن الذي يتمّ فيه الاشتغال على “ورشة البحرين” باعتبارها أداة ضاغطة لفرض شروط مركبّة في التأثير على “إيران” من أجل التفاوض معها على شكل حضورها مع “الحلف” الذي أضحت رئيسيّة فيه، في هذا الآن، تضغط “الإدراة الأمريكيّة” بحركة واضحة من خلال قمّة في داخل “الكيان” وصولاً إلى التأثير على “إيران” أيضاً من أجل خروجها من سوريّة!!!..
-تفشل القمة في “كيان الاحتلال” بموقف “روسيّ” جديد رافض للضغط على “إيران”، ويؤكّد أنّ “إيران” كانت ولمّا تزل رئيسيّة في مواجهة ومحاربة “الفوضى” الحاصلة في سوريّة،
كما أنّ “ورشة البحرين” تفشل في خلق فضاء جديد يحمل الفلسطينيين إلى الانضمام إلى اصطفاف “عربيّ – إسرائيليّ” يساهم في التأثير على عزل “إيران” والحدّ من حضورها في ملفات المنطقة وقضاياها الرئيسيّة!!!..
-هنا يبدو واضحاً تماماً أنّ مشروع “الربيع العربيّ” يتراجع بعيداً لكونه مشروع إعادة إنتاج المنطقة وصولاً إلى منطقة محكومة بالوجود “الإسرائيليّ” الرئيسيّ في مشهد المنطقة، إلى حدود اصطفاف يريد أن ينتزع من “حلف المقاومة” أسباب حضوره وتأثيره الإقليميّ على مستوى المنطقة!!!..
-كلّ هذا السُعار “الأمريكيّ” الذي يملأ المنطقة، لا يمكن أن يكون فاعلاً لجهة الأهداف التي يحاول من خلالها حماية “كيان الاحتلال” ودفعه كي يكون رئيسيّاً في مشهد المنطقة وفاعليتها، خاصة وأنّ “حلف المقاومة” حافظ على خرائط حضوره، إضافة إلى فشل “الأمريكيّ” في أخذ “الملف الفلسطينيّ” إلى مكان جديد بعيداً عن تأثير “حلف المقاومة” فيه!!!..
-هنا يبدو المشهد غير ما يعبّر عنه في الاعلام، باعتبار أنّ كلّ منصات الضغط على “حلف المقاومة”، وتحديداً على الرأس “الإيرانيّ” فيه، من القمة: “الأمريكيّة – الروسيّة – الإسرائيليّة” التي أسقط أهدافها “الروسيّ” وصولاً إلى “ورشة البحرين” التي أسقطها الموقف الفلسطينيّ الجامع لجهة الرفض الحاد لـ “صفقة القرن”، مروراً بفشل “الأمريكيّ” في فرض “اتفاق نوويّ” جديد يرغم “الإيرانيّ” على إعادة إنتاج حضوره الإقليميّ!!!..
خالد_العبود..
اقرأ المزيد في قسم الاخبار